لم تكن مثل رتائبها ،لم تكن تواكب بنات عصرها ،كانت بمثابة ذلك البط المشؤوم الذي يطرد دائما من السراب ،حزينة ؛فاشلة ،منهكة وكسولة .
صفاتها هذه وكآبتها خلقت شجارا حادا بينها هي ووالدها .
الوالد لم يتحمل رؤية إبنته كئيبة طوال الوقت .
أخذ يصرخ بكل قواه لمذا لا تشبهين أندادك من العمر ؟لم أرى قط مخلوق مثلك .ما مشكلتك ؟
كانت كلمات جارحة أدخلتها في هستيريا حادة .
لمذا ؟؟أتريد حقا معرفة لمذا لا أشبه رتائبي ؟لمذا أنا بهذا الحال؟
صمت الوالد وأخذ ينظر في إحمرار وجهها وعروقها البارزة إنتابه الخوف عليها .
صرخة أخرى منها "أخبرني"
أجاب الوالد بنعم .لا تحتاج تفكير يا والدي ولا إجابة فلسفية ،انا فقط أموت أبي .
بذرة الحزن التي غرزت في قلبي تفاقمت وأصبحت عبءًا كبيرا أحمله على أكتافي وحدي أبي أنا حقا لم أعد أحتمل أكثر.
أنهكني يا أبي أنا أقضي ليالي لا أنام فيها ولا أحد يشعر ،أنقضني daddyكما كنت تفعل في السابق .كما أنقضتني من الغرق حين كنت لا أتحمل مياه البحر المالحة والعميقة .أنقضتي الآن. فأنا لست بتلك القوة لأتحمل الغرق في الإكتئاب ولأتحمل أمواج نوباته القاسية . إنه حقا فوق طاقتي أبي 💔 .
أجهشت بالبكاء ،بكاء هستري حينها أيقن الوالد أن صغيرته لم تعد تتحمل أكثر ،أيقن أنه لا يعلم من عتمتها شيء وقرر أخذ موعد لها مع الدكتور أو المساعد النفسي .