#11

4 1 0
                                    

ما حكم الشخص اللي بيعمل ذنوب ويرجع يتوب فيضعف تانى ويعمل ذنوب تانى ويرجع يندم تانى، بعدين يقعد فتره ميعملش بعديها يلاقى نفسه وقع في الذنب تانى .. ده مصيره جهنم صح!؟ طيب هو الشخص ده فيه أمل يتوب بلا رجعة؟

ج / [وأمَّا مَن خَافَ مَقامَ ربِّه ونَهَى النفسَ عن الهَوَى - فإنَّ الجَنةَ هي المَأوَى]

قال أبو حامد الغزالي: الأصل المهم في المجاهدة = الوفاءُ بالعزم.
فمَن عزم على ترك شهوة ثم تيسرت له أسبابها = يكون ذلك ابتلاء من الله تعالى واختبارا، فينبغي أن يصبر ويستمر، فإنَّه إن عوَّدَ نفسه تَرك العزم أَلِفَتْ ذلك ففسدت، وإذا اتفق منه نقض عزم فينبغي أن يُلزِم نفسه عقوبة عليه. أهـ

فاصبر وصابر، وغالط هواك، وروِّضه بالترهيب مرة، وبالترغيب أخرى، برجاء الأجر والرضا من الله إذ يراك تصبر عن معصيته وتخالف هواك لأجل رضاه تارة، وبتخويف نفسك من سخطه وعقوبته وحرمان فضله وتوفيقه تارة أخرى، ثم متى غافلك الشيطان فأتبَعَ نفسَك هواها وتورطت في الذنب مرة أخرى فبادر بتجديد التوبة، وصدق الأوبة عجلا، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وتصدق بصدقة في السر، فإن صدقة السر تطفىء غضب الرب جل جلاله، واسأل الله العون والتوفيق والحفظ والتسديد، فلا نجاة إلا بفضله وحوله وقوته، ولا حول ولا قوة إلا به.

ولا تيأس من رحمة الله أو تقنط من عفوه، وإن تكرر منك الذنب، ما دمتَ في كل مرة تندم حقا، وتتوب صدقا، وتعزم أن لا تعود إليه عزما، فالله غفور رحيم، غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى. لكن لا تسترسل مع هواك وشيطانك، وأغلق أبواب الفتن على نفسك ما استطعت، واصبر وإن وجدت للصبر مرارة مؤقتة، فإن العاقبة حميدة، والحلاوة التي تلي مرارة الصبر قريبة، وأهل الجنة يقال لهم [سلام عليكم بما صبرتم] فاصبر لأجل أن تكون من أهل هذا السلام في دار السلام.

القاسم الأزهري

قِطّوِفِّ مَنِ أّلَ ⓐⓢⓚحيث تعيش القصص. اكتشف الآن