#9

12 3 0
                                    

تعلموا الاقتصاد في الذنوب.

🛑 الاقتصاد قبل الذنب؛ ما استطعت أن تؤجِّله؛ فأجِّله.

لعلك -صانك الرحمن وزانك- إن أجَّلته؛ عُصمت منه فلم تقترفه.

واذكر طاعاتٍ كثيرةً أجَّلتها؛ أفلا تؤجَّل معصية الله؟!

🛑 الاقتصاد خلال الذنب؛ لا تسرف فيه؛ لا تستوف لذتك كلها به.

إن كان ذنبك يُقضى بوسيلةٍ واحدةٍ؛ فلا تعدُها إلى غيرها؛ أسلمُ لقلبك حالًا ومآلًا.

إن كان ذنبك يُقضى بك وحدك؛ فلا تورِّط معك فيه غيرك؛ ذلك أخف لك عند ربك لو ذهبت عنك سَكْرتك، وهَبْ أن الوهاب وهبك منه توبةً؛ من أين لك توبة من انتهك بك حرمةً من حرماته؟!

إذا جاءتك رسالةٌ من الله خلاله فأحسن استقبالها؛ فإنك إن أحسنت استقبالها تابعك الله بأخواتها عند غيره من الذنوب، وإنه -من قبلُ- أدبٌ مع الله عظيمٌ، ثوابه حياؤه منك يوم تلقاه جزاءً وفاقًا.

تذكر أن المعصية ليست مقصودةً في نفسها؛ بل هي غلبة الشهوة أو غيرها من بواعث المعاصي، فإذا صرفك الله عنها بصارفٍ من الصوارف -رأفةً بك ورحمةً- فانصرف؛ فإن انصرافك عن الذنب بعد اشتهائك له مقامٌ يعجب الله، ثم إن جزاءه نعيمٌ في الجنة يقال له "الإيواء"؛ قال الله -علا وتعالى-: "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى"، ما أجلَّ وصف الجنة هنا بالمأوى! إن مشتهى الإنسان من آثامه راحة نفسه أو حسِّه أو كليهما يأوي إليها، هذه الراحة لا تكاد تصفو لطالبها من هذه السبيل مهما جدَّ في تحصيلها؛ بل تنغصها عليه مكدِّراتٌ لا يحصيها إلا الله، أما في الجنة فالراحة الراحة، والمأوى المأوى؛ يرتاح كل شيءٍ فيك بكل حبورٍ بها، ويأوي كل شيءٍ منك إلى كل نعيمٍ فيها، هذا والله المشتهى والمنتهى، لا لذةٌ تحفُّها الآلام من كل جانبٍ.

🛑 الاقتصاد بعد الذنب؛ لا تفرح به في نفسك، ولا تجاهر به عند غيرك.

ويحك! ألم تقض منه وطرك؟ ألم تسكِّن غضبك وشهوتك؟ لم تثقِّل سيئاتك بما لا ينفعك؟!

أغلق منافذه التي خبَّرك الله بها، وبادر بالتوبة شهادةً على نفسك بالافتقار، وأنه لا غنى لك عن ربك طرفة عينٍ، وأنك بعيدٌ حتى يقربك، مقطوعٌ حتى يصلك، لا ملجأ ولا منجا لك منه إلا إليه.

.......

الآن وقد عزمت على الاقتصاد في ذنبك؛ فإني مهديك هديتين عن نبيك وعن ربك.

أما عن نبيك -صلى الله عليه وسلم- فحديثٌ رفيقٌ كريمٌ؛ "الندم توبةٌ"، وأما عن ربك -جلَّ جلاله- فأثرٌ حميدٌ مجيدٌ؛ "لله أفرح بتوبة عبده من العقيم الوالد ومن الضال الواجد ومن الظمآن الوارد".

الشيخ حمزة أبو زهرة

رابط الصفحه 😍

https://www.facebook.com/Qutooff/

قِطّوِفِّ مَنِ أّلَ ⓐⓢⓚحيث تعيش القصص. اكتشف الآن