كانت ملامحي مرعبة..

55 3 0
                                    

الحديث عن آلة الزمن أو السفر عبر السنوات ذهاباً و عودة.. هو محض خيال..
على الأقل بالنسبة لشخص مثل حالتي..
روحاني يصدق العلم
و لكن تجارب الخيال
لا يفرق العقل بينها و بين الحقيقة
فعلمياً
إذا دخلت في مغامرة إلكترونية عبر لعبة ڨيديو أو جهاز محاكاة أو فيلماً ثلاثي الأبعاد..
فإن عقلك يقوم بدمجك في الأحداث.. و يسقط حوائط الواقع و ينفتح بك نحو عوالم الخيال.. و هو يتعامل مع هذا بحرفية دقيقة..
فلا فارق في تلك المرحلة بين الحقيقة و ما سواها..
أنت بكل مكوناتك كيانك داخل التجربة
بمشاعرك و فكرك و حركتك و ردات فعلك..
.
.
.
.
.
بعد أن أدخلت هذه الصورة - التي تضم تلاميذي من الأطفال و ابنتي - عبر تطبيق تغيير الملامحFaceApp
ظهرت ملامحي كعجوز..
كنت مرعباً
التجاعيد و الشعر الأبيض..
لأنكر أنني كنت خائفاً
و تسللت إلى جسدي نوعيات من الوهن..
إنه ألم المفاصل..
و رعب نسيان ميعاد جرعة دواء الضغط..
أو ربما الخوف من نوبة سكر
لأنني بارع في مخالفة تعليمات الطبيب
كل هذا هجم على عقلي دفعة واحدة..
كأن عشيرة من الكوجا نينچا
تسعى للثأر من عائلة ساموراي إقطاعي

نحن كرجال تجاوزنا منتصف العمر و نمضي قدماً
نحو الأربعين..
يبدو التقدم في السن مرعباً لنا
لا ربما للعقاقير أو للمرض أو.. للموت
و لكن لأن ثمة طموحات عظيمة لم تتحق بعد..
ربما..
لأننا لا نشعر بالرضا عن ما حققناه..
ربما هذا كله..
لا أدري..
و لكني لازلت أرى ملامحي مرعبة.. و أنا عجوز..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 13, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ترانيم روححيث تعيش القصص. اكتشف الآن