ترصُدٌ و مُقابلة.

82 4 4
                                    

هو غامضٌ و صامت و عيناه دائمًا ما تمسحُ الطريق أمامه أو تتابع هاتفه في ملل، إنها تراقبهُ بشغفٍ تتعجبُ منه -هيَّ- التي قلّما إنجذبت إلي أحدهم تتابعُ ذلك الغريب الذي يُبعثرها هدوئه، لطالمّا راقبت هذا الغريب بكل ذرة حماس داخلها، تراه جالسًا في شرفة منزله يُدخن بشراهةٍ أثارت إعجابها رغم عدم حبها للتدخين و المُدخنين لكنها أحبته!
لا تراها عيناه، لكن عيناها تحفظاه؛ حفظت متيٰ يُشعل دُخانهُ و متي يخرجُ إلي شُرفته و متي سيدخل ثم يُطفئ اضواء غرفته، ليخلُد إلي نومه.. تعلم أن في تمام الخامسة فچرًا تُفتح أبواب شرفته ليظهر وجههُ الجميل، شابٌ هوَّ لا يتعدي الحادية و العِشرون لكن تلك النَظرة.. الفراغُ يُغلفها و احيانًا قليلة تجدُ غضبًا ولا تعلم مصدر أيًا منهما، إنه يقطُن أمامها منذ ما يُقارب السنتان، لم تعلم بهم الكثير: هو وحيدٌ لا إخوة لديه، والدهُ يُسافر ولا يأتي إلا في العُطلات، والدته سيدةٌ بشوشة الوجه لا يَظهرُ عليها عُمرها. إنهم عائلةٔ لطيفة، هذا من منظورها هي..
-أتظنون أنهُ لا يُلاحظها حقًا كما يُخيلُ لها؟
بالتأكيد يلاحظها! إنه ليس من مُفضلين الشُرفة و الجلوس بها، لكن ما إن إنتقلوا إليٰ هذا المنزل رآها لأول مرة في شرفتها تتحدث في الهاتف و تلك الإبتسامة الملائكية تُزين وجهها، في هذه اللحظة تحديدًا أدرك أنهُ علي وشك الوقوع، و بالفعل بعد مرور عامان من مراقبتها خِلسة كان قد عَشِقها.. لكن لم يُلاحظا تحديق أحدهما بالآخر، المسافة بينهم ليست بضئيلة و الاضواء خافتة، و في تاريخ ٢/٧/٢٠١٧ حدث ما لم يكن بالحسبان، بينما تسيرُ نحو منزلها وجدت كلبًا يركض نحوها، تملكها الفزع لخوفها الشديد من الكلاب و لم تستطع الحركة، أغلقت عيناها متوقعةً هجوم الكلب عليها، لم تشعر بشيء، فتحت عيناها لتجد شابًا طويل القامة يُمسك به، دققت النظر لتتوسع عيناها، ما إن إلتفت إليها ليعتذر عن ما سببه كلبهُ لها من فزَع، حتي فُزِع هوَّ، -أجل عزيزي القارئ لقد إلتقيا-
وجد نفسهُ يبتسم و يمدُ لها يده، فعلت هي المِثل و قالا معًا: 'مرحبًا!'
-
همم، آراء؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 06, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

BAD THOUGHTS.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن