الصَديِقَةُ الغْائِبه

168 12 32
                                    

------------------

تَوَالَت الأيَامُ ومَرتْ الشُهْورِ على ذاكَ اليومَ المَشّؤومِ

فَلو كُنتُ اعَلمَ انه وقَتً للإخْتِفاءِ لما ترَكتُكِ تَرحْلينَ بلا عَناء

بِدَواخِلي لم أشعر بالسّرورَ بلَحظَاتِ الأجتِمَاع

فلو علِمتُ انكِ راحَلةً لجَعَلتْكِ تَرحَلي مع مَئةُ كَلام

وما فَائِدة الحَديثِ بعد فَواتِ الأوان؟

-/-

لم تَكْونِينَ من تَذكَرِنا ولم نَكن من نَساكِ

لم تَكُونِينَ من حَادَثنا ولم نكُن من يَائِسنَا

تَرين وتمُرِينَ دونَ أحَادَيثً ونَحن نَتركُ لَكِ مئةَ كَلمةً بقْلوبِنا كانت مَتروسةٍ

-/-

هل رايتِ كُل تلكَ الأسئِله؟

هل شَعَرتِ بِقوتنَا وصِدقُنَا؟

هل عَلمتِ مَعْزَتُكِ عِندنا؟

هل حَاولْتِ الحَديثُ مَعنا؟

-/-

لطَالما كَانت صَغيرةً ذاتُ احلاماً كَبيره

لطَالما كَانت صَغيرةً بعَالمِ خَيَالِها تَعِيشُ

لطَالما كَانت صَغيرةً بالعُمِر وكَبيرةُ بالفَنَ

كانت عَاشقةً للرَسمِ ومتَأهِبَه للسَهو وكَانهُ مَهربُهَا الوَحِيد

-/-

وهَل نَسّيِتِ من كَانوا مَعَكي؟

الم تُفَكِري بِمدَى إحبَاطُهم؟

ام إن ظُروفَكِ منَعَتكِ؟

-/-

اما نَحنُ فَأرسلنَا الرسَائِل ومَامِن مُجِيب

نَرى عَلامَاتِ القَارئ واينَ رحَل ذلك القَارئ الغَريب؟

الم نَفَهمُكِ كما إعتَقَدنا وظننا ام إنها كانت مُخَيلتُنَا؟

او انني اُكثِر الأسئِله ؟

-/-

هل انا من اصبحت سَاهيه ومُفَكِره

هل انا من اصبحت فَاقِده ومُتَحَيره

هل انا من اصبحت شَاعِره ومتَاسِفه

متَحَمِسه للَحظةِ اللقَاء ان امَكنَ

وهل سيُصبحَ للقَائِنا مَعنى

ام ان فراقَكِ من أفَقَدُها المَعَاني

-/-

انا سَانتَظرُ كما يَنتظرَ الشُعَراءَ الشّروقَ

وأنتَظرُ كما يَنتَظرُ الأحباء بالجِسّورَ

وسَابقى أنتَظرُ كما أنتَظرتَكِ بسّرورً

فهل انتي مُجِيبه لمَشَاعِري ام نَاسيه لها؟

سَاتْركُ إجَابتِكِ برَاسي واتَاهَب مَاشيه للقَائِكِ

وادع للوقَتَ لحَظةُ جَمعِنَا لنَرَاكي

فلتوَاكِبي مَسِيرةَ الأوقَاتِ كما واكَبتي ذلكَ العَذابَ

فانا لكي سَوفَ أكون مستَمِعةً حَنونه

وكمَا كنتُ لكُم سَابقَى.

-------------------

انتهى
242

بحري العميقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن