2

3.1K 69 0
                                    

الفصل الثاني

***

وقفت ريماس من مجلسها على الفراش بعنف تنظر للهاتف بعينان مشتعلتان صارخة بغضب :

- الوغد أغلق بوجهي ، وأنا التي كنت أريد الأطمئنان عليه ، أااه كم أريد خنقه الأن.. .

أطلق معاذ الجالس على الفراش لذاته العنان كي يضحك ، فزوجته كما هي ولم تتغير ولن تتغير أبد الدهر ، فها هي من تتحدث بغضب وطريقة استفزازية وتريد من الطرف الآخر أستقبال كلماتها السخيفة بترحاب صدر!! ، نظرت له ريماس بغضب تعنفه بوجه أحمر من الغيظ :

- على ماذا تضحك أنت الآخر أيها الكاذب المخادع.. .

تحدث معاذ من بين ضحكاته :

- أضحك على تهورك وجنونك، أتريدين منه الإستماع لكلماتك اللازعة ورده يكون بكل إحترام.. .

أشاحت ريماس نظرها عنه بسخط قائلة :

- تلك هي طريقتي ، من لا يعجبه لا يعرفني.. .

وكانت ستذهب، لكن معاذ أمسكها من كفها وسحبها له فوقعت على الفراش بجزعها السفلى ، أما جزعها العلوي فأستقبله صدر معاذ ، حاولت دفعه لكي تعتدل لكنه منعها بهمسه أمام وجهها :

- للأسف لا نستطيع الإبتعاد عنك مهما فعلتي ، فأنتِ روح الفؤاد حبيبتي.. .

كلماته جعلتها تهدأ ، لكنها عبثت قليلاً هامسة بخفوت:

- صدقني معاذ أنا أحبكم جميعًا ، فماذا أفعل بعصبيتي الزائدة تلك!.. .

مسح معاذ على صدغيها برقة تماثل همسه أمام شفتيها :

- ونحن نموت بكي عشقًا ، لكن هذا لا يمنع أن تتحكمي بعصبيتكِ قليلاً.. .

أومأت رأسها وقد أحتل الحزن ملامحها مقابلاً لهمسها اليائس :

- سأحاول ، أعدك.. .

أبتسم معاذ بحنان يقابل همسها بغمغمة حارة وقد أقترب من وجهها بشدة حتى تلامست شفتيهما :

- تلك هي حبيبتي.. .

وحينما أنهى كلماته أطبق على شفتيها ينهال من رحيقهما برقة ، فوضعت ريماس كف على وجنته والكف الآخر بين خصلات شعره تغوص معه في بحر عشقهم الأبدي ، حيث لا يوجد لغضبها الهائج ، فقط جنونه وشغفها!.. .

***

بالحي التي تقطن به أسيف ، وبغرفتها ، كانت تبكى بشدة واضعة كفيها على شعرها ، فقد أُرهقت من تلك الحياة ، أُورهقت من تحكمات والداها ، ومن خدش حيائها ، تمنت لو ولدت في بيت أطهر من ذلك ، ولكن لا ، قدرها رماها هنا.. .

طالعتها الفتاة التي كانت نائمة بشفقة ، كانت الفتاة منتفخة البطن ، وقفت الفتاة وأتجهت لفراش أسيف وجلست بجانبها ، مدت يدها تمسد على فخذ أسيف قائلة بمواساة :

بين الماضي وعشقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن