3

2.4K 65 0
                                    

الفصل الثالث

***

دخلت أسيف الغرفة المظلمة خلف ريماس التي حدثتها قائلة بهمس :

- تلك غرفتك أسيف ، وعملك هنا ستخبرك به تهاني غدًا.. .

أومأت أسيف رأسها فأشارت ريماس بسبابتها نحو خزانة خشبية أحدث من خزانتها في ماكان بيتها :

- هذه الخزانة بها ملابس تناسبك إلى حدٍ ما ، فأنا لا أراكِ ممسك بحقيبة ملابس أو شيء يحوي ملابسك.. .

بلعت أسيف ريقها بخجل ثم أجابتها :

- في الحقيقة الموضوع جاء سريعًا فلم يسع وقتي أن آتي بملابسي.. .

ضيقت ريماس نظرها وقالت بلهجة غالبتها الفضول :

- حسنًا سأصدقكِ ، لكنني سأعلم بحقيقة مجيئك هنا يا فتااة.. .

ثم خرجت من الغرفة وأقفلت الباب خلفها بحذر كي لا توقظ تهاني النائمة.. .

توترت أسيف من حديث ريماس ، وشعرت بعدم الراحة لمكوثها هنا ، فما بال تلك الفتاة فضولية هكذا ، حقًا تشعر أن إكتشافها على يد تلك الفتاة .. .

استنشقت الهواء ببطئ ثم لفظته دفعة واحدة ، نظرت حولها تستكشف ما تحوي تلك الغرفة عبر ضوء القمر ، فرأت فراشين متوسطي الحجم تنام عليه سيدة يبدو عليها الكبر ، والآخر فارغ ، وبمنتصفهما مكتب صغير أسود ، موضوع عليه زجاجة ماء فارغة وكوب يكاد مملوء،بالماء ، والشرفة فوق المكتب مباشرةً ، بجانب البرادي المعتمة ذات اللون القاتم تسدل عليها ، ومقابل باب الغرفة يوجد باب آخر لم تعلم ما سبب وجوده بهذه الغرفة ، فاتجهت له وقامت بفتحه ، لتراه المرحاض ، فأقفلت الباب مرة أخرى ، ثم أتجهت للخزانة وفتحتها تبحث عن منامة لها ، فوجدت منامة سوداء من قطعتين محتشمة مناسبة لها إلى حدٍ ما ، فأذخذتها ودخلت المرحاض.. .

بعد عدة دقائق ليست بقليلة خرجت أسيف من المرحاض مرتدية المنامة وبكفها عباءتها التي أتجهت بها للخزانة وعلقتها بها.. .

أتجهت للمكتب الصغير ، تقذف الوشاح على الفراش ثم أخذت الكوب ترتشف منه الماء القليل به ، لكنه لم يكفي ظمأها ، فتركتب الكوب بموضعه القديم ثم أمسكت بالوشاح الخاص بها ووضعته على شعرها فتمردت بعض الخصلات خارجه ، أخذت الزجاجة وخرجت من الغرفة متجهة للأسفل كي تأتي بماء تروي ظمأها.. .

***

وقفت سيارة أجرة أمام المزرعة ، مترجلاً منها جاد ، أتجه للباب الحديدي وضغط على زر دائري يقع على جانب الباب ، لم تمر أكثر من دقائق قلة حتى رأى هارون يخرج من غرفته القريبة من الباب مهرولاً عليه وقام بفتح الباب له يحيه بإحترام .. .

دخل جاد المنزل وأتجه للدرج كي يصعد لغرفته فلمح ظل أحدٍ يتحرك أمامه تحت الدرج ، توجس من هذا الظل معتقدًا أنه لص ، فأخذ يهبط منه متجهًا لهذا الظل ، فرأى أمامه فتاة تواليه ظهره ورأسها يلتفت يمينًا ويسارًا كأنها تبحث عن شيء ، وبردائها الأسود أعتقد أنها لص ، فسار لها ببطء كي لا تشعر به مخرجًا سلاحه من " جرابه " الموضوع على صدره ، وما إن وصل لها حتى وضع فوهة السلاح على جانب رأسها وقبل أن تصدر أي صوت كتمه بكفه الغليظ الموضوع على فاها فما كان منها إلا سقوط الزجاجة من بين كفيها بصدمة وذعر مما حدث متحطمة إلى أشلاء صغيرة ، حاولت نزع كفه بكفيها ولكنها لم تستطع.. .

بين الماضي وعشقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن