المقدمة

448K 6.1K 1.5K
                                    

.. اتمزحين بعزة الله .. نظر لها بدهشه وصدمه وتمتم قلبه بعدم تصديق ماذا يعني أنك لا تردين أن تنجبي مني هذا مزاح سخيف للغاية إنك تتخطين حدود رجولتي أأنا قبيح أم غير قادر على التكلف بشؤون ابني أم... ماذا يعني هذا يا أنِت كسى وجهه الصدمة وقال متمتمًا
::افندم.!! يعني أيه

كانت خديجه تنظر لمعالم وجهه المختلطة من حيره ودهشه فصححت حديثها وقالت بهدوء
:: يعني أنا لو وافقت واتجوزتك هتوافق أنت إننا منخلفش بالكتير سنتين أو تلاته .

أخذ نفسًا عميقًا يستدعي ثباته سألها مستفسرًا بسخرية
::وأيه اللي يمنعنا إننا نخلف يعني مش لاقين ناكل ولا مش لاقين نصرف عليه البيبي مثلا !!

تنهدت وبدأت في شرح وجهة نظرها ناحية هذا الأمر
:: مش كدا أكيد أنا بس عاوزه سنتين أو تلاته هشتغل فيهم وأكون نفسي وابني لنفسي شركه كيان طموحات حاجات كتير فمش هقدر وأنا مخلفه عاوزه افرغ نفسي ستنتين أو تلاته للشغل وبعد كدا اخلف اكون عملت كل حاجه وأجيب أطفال و أنا بالي مطمن .

احس زين بنفورمن حديثها فكيف تكون بهذه الأنانية كيف تفكر في حالها وتفضل العمل والوظيفة على أن تنجب طفل من الممكن أن يكون طاقه قدر من الله لها ، التمست خديجه في قلبه الحيرة والتشتت ولكن ليس بيدها حلًا آخر
:: أنت ممكن تفكر إني أنانيه عشان بفضل كل حاجه على إني أجيب طفل بس صدقني أنا لو وافقت هقدم على منحه برة مصر واشتغل معيده هنا وأدور على شغل إضافي ولو ملقتش هفتح عياده وأحاول أكبرها يعني مش هتفرغ خالص .

دُهش زين من حديثها أحس أنها تقرأ حديثه لذاته وما إن حدثته عن سفرها حتى زادت دهشته وتسائل باستفهام
::تسافري ازاي !!!

شعرت خديجه بتوهانه في حديثها ومصارحتها له ، اعتدلت بجسدها وبدأت تسرد له أمرها منذ البداية
::بص يا زين أنا بقول كل حاجه قدامك على العلن عشان لو هترفض أو هتبقى دي حاجه ترجعلك أنا جاتلي منحه اني أسافر اكمل تعليم بره بحكم إني طالعه التانية على الجمهورية وساعتها بابا رفض بحكم العادات والتقاليد وإن البنت متسافرش وحدها والكلام اللي مش بيأكل عيش دا وبعدها اكتشفت إنه فعلا مينفعش البنت تسافر بدون محرم ساعتها قررت أكمل هنا وميأسش وكنت كل سنه بطلع بامتياز وبتكرم من رئيس الجامعة وعميد الكلية وقلت إني إن شاء الله بعد ما اخلص وأتعين معيده وانا كنت متأكدة من دا بسبب تقديراتي كل سنه وقلت هقدم على منحه معيده فتركيا اللي بتعملها الكلية كل كام سنه وقررت إني هكلم بابا تاني لحد ما جيت اتقدمتلي لما لقيت إصرار منك إنك مش هتقف في طريقي حبيت أصارحك بكل حاجه من الأول عشان متحصلش مشاكل فحاله لو حصلت موافقة بينا .

كانت عينيه تلمع بفخر متذكرًا أيام دراسته ومعاناته لكي يصل إلي ما وصل إليه وقلبه الذي دق بشده حين نطقت باسمه فقد عشق اسمه ، أدرك حينها تأثير سماعه من شخص تُعجب به ، أفاق من شروده وسلسل حديثها قائلا
:: يعني اللي فهمته منك دلوقتي إنك لو حصل موافقه بينا منخلفش لمده 3 سنين وكمان أسيب كل حاجه هنا و أسافر معاكي بحكم إني جوزك بقا وكمان مش كدا وبس لا دا عاوزه تقعدي هناك اكتر من 3 سنين .

انتفض من مقعده واخذ ينادي على عمر بصوت جهوري غاضب
::عمررر

أتوا جميعًا من صوت صراخه وعلى وجوههم معالم الدهشة من غضبه ولم تكن تختلف خديجه عنهم في شيء فلم تكن تتوقع أن تكون هذه رده فعله أعطته ورقه مطويه وضعتها فوق هاتفه الموضوع علي المنضدة وقالت بصوت هادئ
:: دا رقمي هسيبك تفكر وابقي اعلمني لما تاخد قرار ولو مرنتش هفهم انك رفضت خلاص .

وتركته وصعدت للمنزل في صمت فنظر لها بغضب حتى اختفت كالسراب
فقال لعمرببعض الحده
:: خد ماما وهنا روحهم أنا ورايا مشوار

طالعة ظافر بحيرة وعدم فهم
:: في أيه يابني أيه اللي حصل !!

تنهد زين وقال مبتسمًا بهدوء
:: مفيش حاجه يا عمي اتكلمنا
وخلصنا وشكرا على المقابلة اللطيفة دي أشوف وشك بخير .

سندي في الحياة بشكلها الجديد #قريبًا 🔥

سندي في الحياة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن