بارت3

33 1 0
                                    

تذكير: صلوا على الرسول
                  ____________________
                                   #3#
هذا الهدوء يحوي صخب و تنازعات أصوات عديدة متضاربة أصوات قاتلة كلها تتصارع لتمزق تلك النفس و تشتتها فتصبح تائهة حائرة مشوهة حتى إذا نظرت في المرآة أنت لن تجدها ....أنا غير موجود أنا تائه بداخلي "
                                                     

24/9/2004
وبين صخب الطلاب دلالة على انتهاء اليوم الدراسي يجمع أغراضه في هدوء يريد الانتهاء بسرعة حتَّى يتخلص من هذه الهالة الغير مريحة لطالما كان وحيدا منذ صغره ليس لأنه يحب الوحدة بل لفشله في التأقلم هو فقط يتمنى لو كان هذه الشخصية التي تستطيع جذب الجميع و تبادل الحوارات الشيقة ولكن ماذا يفعل ؟ هو بعيد كل البعد عن أن يكون شخص اجتماعي منفتح....ألقى بنظرة أخيرة تجاه الطلاب و كيف أن كلا منهم لديه من يشاركه الحديث و المزاح ...تنهيدة صغيرة هربت منه حزنًا على حاله ثم حمل حقيبته و انصرف متحاشيا الأنظار التي يظن أنها دوما مصوبة تجاهه ...لم يكن هذا إلا خياله و انعدام ثقته في نفسه ... و صل لمحطة انتظار الحافلة ألقى نظرة حيث يجلس ذالك الشاب الذي ربما يكبره بسنتين أو ثلاثة ثم جلس بجواره...و مجددا شعور اللاثقة و التيه  يجتاحه هو يكره تواجد أحدهم بجواره يشعر دومًا أن الجميع يراقبه و أن عليه إخفاء نفسه فقط
:هل تنتظر الحافلة؟
نظر للشاب الذي سأله للتو ...يفكر هل عليه الرد؟هل يقول أجل فقط؟ هل ستكون إجابة مختصره؟ ربما يظنه وقح أو لا يريد الحديث معه ؟ هل عليه الإيماء فقط؟ وكل هذه الأسئلة تجول في خاطره فقط لسؤال بسيط كهذا  ...قطع تفكيره الذي لا داعي له صوت الفتى الآخر
:بالطبع أنت تفعل أظن أني سألت سؤالا غبيا
تحدث بينما يحك عنقه و أتبع حديثه بضحكات مرتبكة
:لا لا بأس
كان هذا ما استطاع النبس به
:و أين تسكن تحديدّا
:في ...
: حقا هذا قريب من مسكني....أظن يمكننا الالتقاء و ربما قضاء بعض الوقت معًا
لحظات من الصمت...و....لا رد ....لقد تحمس للغاية حتى أنه لا يعرف بمَ يجيب ....
:تبدو طالبًا في المرحلة الأخيرة كم تبلغ؟
:أنا في السابعة عشر
: أنا أكبرك بثلاثة أعوام و اسمي هو تشين تشرَّفت بلقائك
كان يتحدَّث و الابتسامة لم تفارق و جهه و في النهاية مدَّ يده طلبًا للمصافحة لتقابله يد الآخر الذي لم تتغير تعابيره المرتبكة تزامنا مع ذكره لاسمه
"كان موقفًا غريبًا لفتًا وحيد لم يألف أحدهم من قبل لذا ظن للحظة أن دفء الشمس سيغمر قلبه بوجود أحدهم هنا بجواره "
                    ______________
2020
وصل هذا الشاب عند مدخل الحديقة و لمح ظل شخص يجلس على إحدى المقاعد هو لم يتوقع أن يجد أي شخص في هذا الوقت لكن لا بأس ربما يستطيع مبادلة بعض الأحاديث الشيقة معه
:مرحبًا هل يمكنني الإنضمام لك
نظر الشاب الآخر له ثم أفسح له مكانًا للجلوس، جلس الفتى جواره و بعد لحظات من الصمت الغير مريح قرر أن يقطعه
:إذا لماذا أنت هنا في هذا الوقت
:أحب نسيم الليل ماذا عنك؟
:أنا مللت المكان في الأعلى لذا قررت النزول و مشاهدة الأزهار لبعض الوقت
:أنا أرى... إذا ألا يفترض أن ترفعها
قال مشيرًا إلى قطعة القماش الطبية أسفل ذقنه
:تقصد كمامة الوجه... إنها تخنقني لا أحب ارتدائها
:لا يتصل الأمر بما تحب إذا كان وجودها مهم فارتدِيها
:اه لا بأس الهواء في الحديقة نقي شكرا لك
أومأ الآخر له فقد استنتج أن هذا الفتى أمامه عنيد ولن ينصت للمنطق
:أدعى كيم تايهيونغ ما اسمك ؟
رغم أن لقب الفتى العنيد يناسب ملامحه إلا أن معرفة اسمه سيكون أسهل للحديث كما يرى صديقنا
: إسمي جونغكوك ، جيون جونغكوك
تايهيونغ:تشرفت بمعرفتك جونغكوك
جونغكوك: و أنا أيضا
ألقى جونغكوك بنظرة على وجهه يبدو كشخص لم ينم لعدة أسابيع ، هالات سوداء تحت عينيه ذات البؤبؤ المصفر مع شرايين حمراء تملؤه ، شفاه باهتة جزئيا مع وجه شاحب ، ثم نظرة أخرى على ملابسه ليستنتج أنه أيضًا محتجز بالمشفى، ثم توجه بعينه حيث يد تايهيونغ
:تايهيونغ انتبه
قالها جونغكوك مع قليل من الانفعال بعد أن رأى قطعة زجاج حادة حيث يجلسون بالقرب من يد تايهيونغ ، أبعد يد تايهيونغ ،  التقط الزجاجة و ذهب ليضعها حيث لن تؤذي أحدًا بينما الآخر يراقب تحركاته
جونغكوك: هذا إهمال كيف يتركون قطعة زجاج هنا ربما يتأذى أحد
قالها بعد أن عاد ليجلس بجوار تايهيونغ
تايهيونغ:صحيح على عمال النظافة أن يكونوا أكثر حذرا
ابتسم جونغكوك ثم لاحظ تلك الحركة بقربهم لتستحوذ على انتباهه كله
:انظر تايهيونغ قطة
اقترب من القطة و ابتسامته تتسع وظل يداعبها تحت أنظار تايهيونغ
جونغكوك:أليست لطيفة
قربها من تاي ليشاركه اللعب معها و لكن قاطعهم ذالك الصوت
:وجدته يا دكتور وجدته
قالتها الممرضة التي فاجأت جونغكوك بينما لم يتفاجأ تايهيونغ
الممرضة: سيد تايهيونغ أنت بخير ؟
أومأ تايهيونغ
الممرضة: جيد لنصعد الآن
قالتها مع ابتسامة بينما أمسكت بيده لترافقه تحت أنظار جونغكوك المتفاجئة
الممرضة: لم نجد السيد كيم بالأعلى لذا كنا قلقين للغاية شكرا لاعتنائك به
قالت تحاول توضيح الموقف
جونغكوك:لا لقد ساعدني على قضاء الوقت في الحقيقة
ثم وجه نظره لتاي و ابتسم
:لنتقابل مجددا سيد كيم
لم يعطه تايهيونغ رد وإنما اكتفى بالانحناء و المغادرة
:هل ظل في الحديقة لفترة طويلة ليقلق الأطباء لهذا الحد
قال جونغكوك لنفسه متسائلا ثم هز كتفيه ليجيب سؤاله وقرر العودة لغرفته.
                      ____________________
تغمرنا الحياة أحيانا بالخيبة حتى لا يتبقى لنا من الفرحة إلا قطرات ، نحاول الاستمتاع بتلك القطرات و تجاهل مدى قسوة الحياة فنبدوا كمن يصارع الغرق يسعد ببضع ذرات الأكسجين وسط وابل من المياه ذات الأملاح الذائبة
هكذا كانت الحياة لصديقنا الذي تشبث الفشل به اليوم و الآن هو يصعد ليطمئن على أمه المحتجزة بعد أن دخلت في غيبوبة طويلة إثر تعرضها لحادث سير منذ بضعة أشهر
جلس على الكرسي يراقب والدته التي لم تدخر أي صحة في تربيته نائمة على سرير بالمستشفى ، تتصل بها عدة أنابيب مع محاليل للتغذية و أخرى للعلاج ، نظرة حزن و حسرة و أمل
نامجون: قال الطبيب أن حالتك في تحسن أنا سعيد لسماع هذا ، أيضا لا نزال لم نجد الجاني يبدو أن كاميرات المراقبة لم تسجل نمرة السيارة ، لكن لا تقلقي سوف نجده و سيعاقب لن يفلت بفعلته
صمت لفترة ثم طأطأ رأسه
:تعلمين العملية التي أخبرتك عنها سابقًا ... لم تنجح لقد فقدت المريض ، أتمنى أن تستطيع العائلة تجاوز تلك المحنة سيكون صعبا عليهم
نظر لوالدته و استقام
:علي العودة للمنزل الآن سأعود غدا
ثم طبع قبلة على جبينها و غادر الجناح
                      ____________________
2007
يجلس على طاولة طويلة مليئة بألوان من الطعام و حولها شباب و فتيات في مختلف العمر هناك من يبدو طبيعيا  و هناك من حصلوا على بعض الخدوش و الأوشام كأصحاب العصابات ولكن أكثرهم ريبة بالنسبة لصديقنا كانوا أصحاب التعابير التي ربما تبدوا طبيعية لكنها حتمًا لا تعطي شعورا جيدا كتلك الطفلة التي تبتسم له منذ فتح عينيه
:هل هناك شيء على وجهي؟
يوون:لماذا لا تأكل يا سيدي ؟
:لماذا تبتسمين لي منذ وصلت هنا ؟
يوون:ألا تريدني أن أبتسم إذا
قالتها مع تعابير عابسة
هو لا يريد الجدال لذا أعاد عينه إلى الطبق أمامه يبدو أن لا شهية له لذا بقي يتأمله وسط أصوات ضرب الملاعق و أدوات الطعام بالأطباق
:ألن تأكل؟
قطع شروده صوت أحد الجالسين كان ممن أطلق عليهم أصحاب العصابات فقد حصل على خدش بالقرب من عينه و جسده منتفخ مثلهم كما هناك وشم بطول إحدى ذراعيه
:لا أشعر بالجوع الآن
:منذ متى لم تشعر بالجوع يبدو أنك لم تأكل لفترة
:أريد أن أفهم ما يحدث هنا
:يا فتى تناول طعامك أولا لا نريدك أن تموت انظر كم أنت نحيف
كان هذا أحد هؤلاء الذين يثيرون الريبة
نظر الفتى إلى الطبق أمامه مجددا كمن يتجه لموته ثم بدأ بالأكل
                      ____________________
2020
:جيمين أنت مغادر ؟ هل نذهب معا
جيمين: ا..اسف نامجون لكن أ..أنا لدي شيء أقوم به في طريق العودة
نامجون: حسنا لا بأس لنعد معا في وقت لاحق
جيمين: بالطبع ...أخبرني هل أنت أفضل الآن
نامجون: نعم أظن هذا ليست أول عملية فاشلة لي مع ذلك لا يمكنني تجاوزها بسهولة
جيمين: أتمنى أن تستعيد نشاطك بسرعة
نامجون: أرجو هذا أيضا ... سأذهب الآن أراك غدا
جيمين : إلى اللقاء
ظل يتأمل الأرض لفترة دون حراك
:جيمين هل تريد العودة معنا تعلم نسلك نفس الطريق
نظر جيمين إلى زملائه و ابتسم بإشراق
جيمين: نعم لنذهب سويا
                       __________________
                             نهاية البارت

هَاوِيَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن