الذكريات واليأس.

1.8K 169 70
                                    

   « وَردةُ الياسمين جميلة، لم تذبل بعد؛ ولكن فاحت رائحةُ تعفنها باكراً. »

---

لقد مرَّ شهرين على حادثة التنصت تلك، زارهُ بها ريبورن مرةً ولكنه لم يعرهُ أيَّ إهتمامٍ أبداً، وكان حُراسهُ يتجاهلونهُ وكل شيءٍ يُخصهُ وكأنهم في عطلة،.

الآن، هو يوم الميلاد المجيد. جاء ريبورن إلى القصر لكنه لم يهددهُ أو يفعل له شيئاً كما يفعلُ دائماً. بدلاً من ذلك هو أبعد نفسهُ عن الآخر. وفي الوقت الحالي ذهب جميعُ حُراسهِ إلى مكانٍ ما ليحتفلوا فيه جميعاً بعيداً عنهُ ومن دونهِ.

كان يوم الميلاد المجيد مهماً جداً بالنسبة له، يوم الميلاد ذكره بوالدهِ و والدتهِ، لكنهم الآن توفوا. توفوا في حادث تحطم طائرةٍ وحراسهُ بدوؤا بوضع اللوم عليه منذ ذلك اليوم.

قرر تسونا زيارة قبر والداهِ واحضر بعضاً من الأزهار. الآن كان عليه أن يتجول أمام قبرهم مع باقاتين بيضاوتين من الأزهار و وضعهم عليها.

وفي لحظةٍ من الذكرى، تذكر تسونا الكلمات التي قالها حراسه لهُ كُلما اعتقدوا أنه لم ليس بالقرب منهم مع أنهُ العكس تماماً.

« أتمنى لو أنني لم أقابله أبداً. »

« الوحشُ ترك ماما تموت. »

« يجبُ أن يموت فقط. »

« إنه وحش، شخص ما يقتله. »

« أنا أحكم لقتله. »

« أتمنى أنه لم يكن طالبي..»

عندما تذكرت تسونا ما قاله ريبورن عنه، هو فقط قد كَسرهَ. كان تسونا يشعر وكأن ريبورن والدهُ فعلياً. شخص لا يمكن الاستغناءُ عنه.

كلما كان الحُراس حول تسونا، يتصرفون وكأن شيئاً لم يحدث، وتسونا يتصرف بذات الطريقة معهم، لا يعرفُ شيئاً.

ببطءٍ سقط تسونا على ركبتيه، مُخرجاً الوجع لوالداهُ. بكى قلبهُ كما بكت السَّماءُ معهُ. " حسناً، أمي، أمي، هل أنا حقّاً بهذه الفظاعة؟ هل أنا شخصٌ ميؤوسٌ منهُ؟ هل يجبُ عليّ أن أموتَ مُبكراً؟ ربما لم يتوجب عليّ أن أولدَ حتى؟ فقط أريدُ أن أستريح، إنه-إنه مؤلمٌ للغاية. أريدُ أن أنضم إليكما ونعودُ عائلةً واحدة مُجدداً .. لذا أرجوك، شخص ما، ليُنهي هذا " بكى تسونا بيأس، ترك كل شيءٍ كان يحتجزهُ في الداخل، يخرجُ بعيداً.

" يـ-يوم مـ-ميلاد مجيد، أمي وأبي. لا تقلقا، سوف أنضم إليكما قريباً جداً، لذا من فضلكما انتظراني. "

تغيراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن