كَابوس مُريع.

1.6K 140 109
                                    

« إنكَ لا تعلمُ كم تظلُ كَلماتُكَ طويلاً في ذهن أحَدهم، طويلاً جِداً حتى تقتلهُ ببطء، طويلاً جِداً حتى بعد نسيانك بأنك قد قُلتها. »

- - - - - -

انتفض من السرير سريعاً، أغمضَ سودايتيه بينما أخرج زفيراً مُتعباً، نظر حوله و وجد أنه بغرفته الخَاصة.

بدا الأمرُ لهُ كما لو كان في الصَباح، لكن في المَرة الأخيرة التي تذكر فيها ما حدث كان قُبيل من يأخذ غَفوةً؛ هُوَ حتى لا يَذكُر متى سقط نائماً بهذا العُمق.

ثُم سمع صوت طرقاتٍ على الباب.

" اُدخل. "

" سيد ريبورن، إن الأفطار جاهز. " قالت الخَادمة الشابة، نظرها كان مُعلقاً على السجادة المُخملية. ثم استدارت لتبدأ بالأعمال المُوكلة إليها.

استقام من سريره؛ مُتجهاً إلى حيث سترته الموضوعة على طاولة المَكتب ودفتر اليوميات .. لكنهُ لم يكن موجوداً !

بحثَ أسفل السرير، أسفل الطاولة، وعند أطراف النافذة، ثم أعاد البحث أسفل السرير، وسبب الفوضى داخلَ الخزانة، بحث في كُل الأماكن المُحتمل أن يضعه به ولكن النتيجة كانت لا شيء.

استولى الذُعر عليه، وبصفته القاتل المُحترف الأول هو هدأ نفسهُ بنفسه و قرر البحثَ في وقتٍ لاحق ومشى مُتجهاً إلى غُرفة الطعام.

بينما كان يسيرُ في الرواق العريض، رأى آخرَ شخص توقع رؤيتهُ في حياته ..

لقد كان تسونا.

لم يكن ريبورن متأكداً ما إذ كان الذي أمامهُ من وحي خياله أو تسونا نفسه لكنه كان مُتأكداً من شيءٍ واحد؛ أن الذي أمامهُ ليس تسونا أبداً.

حوّل حيوانهُ الأليف إلى مُسدسه المُفضل و وَجهه نحو تسونا الذي بادل الأخير بنظراتٍ مليئةٍ بالحيرة. ليسأل بحاجبٍ مَرفوعٍ.

" لمَ توجه مُسدسك في وجهي، ريبورن؟"

" تسونا ميت وهذا مُؤكد لذا اختصر وقُل من أنت ؟" استجب ريبورن بينما وضع أصبعه على الزناد.

" ما الذي تتحَدثُ عنهُ ريبورن؟ أنا حيٌّ وبصحةٍ جيدة، ألا ترى؟" ابتسم تسونا له، بذات الابتسامة التي إعتاد الأخير أن يُعطيه إياها منذُ الصِغر.

ومع ذلك ريبورن لم يخفض مسدسهُ. " هل ضربت رأسك بالجدار؟ هل تأذيت؟" سأل الآخر بقلقٍ، وقبل أن يتمكن ريبورن من الإجابة كان المكانُ قد تغير، المَشهَدُ كلهُ تغير !

كانت الجثث تنتشر حوله والدماء تفيضُ كالنهر كما لو كان في أحد مُهماتهِ.

ولكن شيءٌ وَاحدٌ لم يكن صحيحاً .. كان تسونا راكعاً أمامهُ، كان مصاباً بالعديد من الأصابات وهنالك جرحٌ عميقٌ أسفل شفته السُفلى.

عندها أدرك ريبورن شيئاً، أنهُ كان يوجههُ مسدسهُ لجبهة تسونا !

لم يستطع أن يتحرك !
كلُ الذي كان يستطيعُ فعلهُ هو أن ينظر إلى تسونا بنظراتٍ مَصدومةٍ.

حرك تسونا ثغره ببضع كلماتٍ، كانت دموعه تنهمِرُ من عينيه مما أدى إلى انفجاره، وصوت طلقة النار كانت كل ما يُسمع في الرواق بأكمله.

سقط ريبورن على ركبتيه بجانب جُثة تسونا الباردة، أمسك كتف طالبه السابق، هَزّهُ لعلهُ يستفيقُ من سُباته الطويل. بينما نبرته أصبحت مهزوزة،" تسونايوشي، استيقظ وعد لي، اعتذرُ لك لكن عُد فقط .. "

وكان يعلمُ أنه لن يفعل ذلك.

وأجل كابوس القاتل المُحترف الأول كان قد تحقق.

--------

انتفض مرّة أخرى من سريره بشكلٍ أقوى من السابق، وضع ريبورن يديه مُغطياً وجهه بها.

لقد كان كَابوساً، كَابوساً مُريعاً للغاية. لم يتقبل حَقيقة أنهُ قتل طالبهُ السابق. بيديه الإثنتان قتلهُ؛ كما يَقتلُ أعداءهُ.

هو قتل تسونا بيديه، هو سمع آخر كلماتِ تسونا والتي جَعلتهُ يبكي.

" ريبورن، شُكراً على كل شيءٍ، فعلاً. "

تغيراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن