** الفصل السادس ، المخادع الوسيم **

9.1K 329 58
                                    

- نظرت راشيل إلى آندروس تلقائياً عندما عرض عليها انطونيو الزواج به فوجدت الرجل يرمقها بنظرات قاتلة وتكاد النيران تخرج من عيناه ، أما إيفلين فابتسمت وهتفت بلهفة : اوه كم أن هذا المشهد رومانسي جداً... هيا يا عزيزتي قولي له نعم ولا تدعيه ينتظر أكثر .

وأضاف انطونيو بابتسامة متوترة : انا انتظر اجابتكِ راشيل ... هل تقبلين الزواج بي ؟

ولكن راشيل لم تجبه فوراً بل اختلست النظر إلى آندروس مجدداً وهي تشعر بأن قلبها يخفق بشدة ويكاد يفر هارباً من بين ضلوعها ، اما هو فهز رأسه نفياً عندما نظرت إليه وبسبب حركته تلك أدركت الفتاة انها ستضع نفسها في موقف لا تحسد عليه ابداً أن وافقت على الزواج من انطونيو لذا قررت أن تخبر هذا الاخير بأنها قررت العودة إلى وطنها ولكن لسانها عجز عن قول ما كانت تفكر به ... ربما لأنها لا ترغب في العودة إلى انجلترا فهي وبغض النظر عن تصرفات آندروس العدائية معها إلا أنها أحبت المكسيك كثيراً وسيكون العيش على هذه الجزيرة الخلابة أمر اشبه بالحلم بالنسبة لها إذ انها شعرت بالانتماء إلى هذه الأرض منذ أن وطأتها اقدامها .

وهكذا رفض قلبها الانصياع لأوامر عقلها ورسمت على وجهها تعبير ينم عن العزم الذي لا يلين ثم نظرت إلى آندروس بنظرة تحدي وبعدها ابتسمت وقالت للشاب الجاثم امامها بصوت عالٍ : اجل انا اقبل الزواج بك يا عزيزي انطونيو .

في تلك اللحظة تفوه آندروس بشتيمة وهو يجز على اسنانه بعصبية شديدة ، اما أنطونيو فاتسعت ابتسامته وانتصب واقفاً ثم عانقها قائلاً بنبرة فرحة : اوه حبيبتي ، شكراً جزيلاً لكِ لأنكِ لم تخيبي ظني .

* حاولت راشيل التظاهر بأنها سعيدة ورسمت على ثغرها أعذب ابتسامة قد يراها المرء لكنها كانت ترتعش داخلياً من شدة التوتر ؛ لا تعلم ما الذي دهاها منذ لحظات وجعلها تتخذ مثل هذا القرار الحاسم الذي قد يغير مجرى حياتها مئة وثمانين درجة ... لقد كانت تعرف أنها اوقعت نفسها في مأزق كبير فهي ليست مستعدة لأن تخوض حرباً باردة مع آندروس أورتيغا الذي كان يتوقع منها الرحيل بأقرب فرصة ممكنة وبسبب عنادها وتهورها سيتوجب عليها مواجهة هذا الإسباني الخطير الذي يتحول إلى رجل شرس عندما يغضب .

- دعونا نحتفل بهذه المناسبة السعيدة .

قالت إيفلين ذلك ثم استدعت الخادمة وطلبت منها أن تحضر زجاجة شراب و اربعة كؤوس ولكن آندروس لم يحتمل البقاء جالساً لذا نهض فجأة وقال بصوت حانق : انا سأذهب .

فنظروا إليه جميعاً وسألته إيفلين مستفسرة : إلا تريد أن تحتفل معنا بمناسبة خطوبة انطونيو وراشيل يا آندرو ؟

اجاب بعدم اكتراث وهو يرمق راشيل بنظرات قاتلة : كلا فلدي عمل مهم يجب ان انتهي منه هذه الليلة .

~ عاصفة فاتنة / للكاتبة نونا مصري ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن