8 | TEN

3.9K 197 24
                                    


يومُ إثنين دافئ، حديقةٌ واسِعو مليئة بالأشجار و أنواعِ لا تعدُ و لا تُحصى من الزهور، الشمسُ ساطعةٌ و دفئ أشعتِها يغمرُ المكان، وسطَ كلِ هذا يجلسُ كليهُما تحتَ ظلِ الشجرةِ الضخمة في الحديقة قُربَ البُحيرةِ المتوسِطة
كانت تستندُ على جذعِ الشجرةِ تعبثُ بخُصلاتهِ السوداء الناعمة و هو يستخدمُ فخذيها كـوسادةٍ
يتأملُ ملامحها من الأسفل شعرها البُني الحريريّ مع قُبعةِ القش فوقَ رأسها و شفتيها تكورت للأمام بعبوسٍ خفيف
"شيتابون أحذِرك من النظرِ لي هكذا !" هددت ليضحكَ بخفةٍ "لماذا ؟" سألَ يستقيمُ جالساً أمامها "نظراتُكَ مُربكة " همست تشيحُ بنظرها للجهةِ الأخرى
"إلهي أنتِ لطيفةٌ للغاية " صرخَ يشدُّ خديها بقوةٍ "مؤلم " صرخت بهِ ليتوقفَ و يُقبلَ كِلا خديها "آسفٌ، لكن أنتِ لطيفة للغاية " تذمرَ يرميّ بجسدهِ للخلف مُستلقياً
قليلاً حتى سمعَ ضحكاتِها المُنعشة رفعَ رأسهُ ليرى ذلكَ المنظرَ اللطيف حيثُ كانت تلاحقُ فراشةً زرقاء و هي جالسة، سُرعانَ ما أستقامت و بدأت تُلاحقُها و ضحكاتُها تزدادُ شيئاً فـشيئاً
شيتابون وجدَ أن هذا ألطفُ شيئٍ قد يراهُ بحياتهِ، ألتقطَ الكاميرا بجانبهِ و بدأ بتصويرِها، يمشيّ ورائها بهدوءٍ يدهُ ترفعُ الكاميرا تصورُها و الأخرى في جيبِ بنطالهِ مع إبتسامةٍ لطيفة تعتليّ ثغرهُ
"أنتبهِ " صاحَ بها عندما أقربَت من البُحيرةِ، هي كانت على وشكِ السقوط لكنه أسرعَ بإحاطةِ خصرها بذراعهِ و جذبِها لتصطدمَ بصدرهِ "كان ذلكَ وشيكاً " هكست تضحكَ بخفةٍ ليتنهدَ
"كدتِ تقعين مالمُضحك ؟، ماذا لو تأذيتِ ؟" وبخها لترفعَ رأسها تقابلُهُ "لن أتأذى و أنتَ بجانبي " قالت و رأت كم أتسعت إبتسامتهُ
أدارها نحوهُ و شدَّ خديها بقوةٍ "لما تجعلينَ قلبي يرفرفُ بهذهِ الطريقة !" تذمرَ بصوتٍ عالٍ ليُفلِتَ خديها و يُقبلَها، أحاطت عنقهُ بذراعيها و بادلتهُ بهدوء، لطالما كانت قُبلُ شيتابون لها رقيقةً و لطيفة
عندما فصلا القُبلةَ نظرا لبعضهِما بحبٌ كادَ يُعيدُ تقبيلها لكن وقوفُ تلكَ الفراشة فوقَ أنفها قاطعتهم، "يا إلهي أنظر " أبعدت ذراعيها و بدأت باللعبِ مع الفراشةِ و هو يتذمرُ و يشتمُ تلكَ الفراشة في الخلف~
the end

𝗡𝗖𝗧 - 𝗢𝗡𝗘𝗦𝗛𝗢𝗧𝗦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن