إنه يعشَق الوحدة لا بل يقدّسها

1.7K 93 44
                                    

8 PM
كوريا الجنوبية : سيول
الشمس قد أسدلت ستارها على الأفق بالفعل، القمر قد اعتلى عرشه طاغيا على الكون وبعض النجوم تناثرت وتبعثرت على سجادة السماء الحالكة .
الكثير من الناس يتخبّطون بالأرجاء ، فالبعض يجوبون الشارع بحثا عن سيارة أجرة إثر يوم شاق والبعض ينتظر الحافلة تحت صقيع ليالي الشتاء اولئك هم الكادحون ...

استقام من مكتبه ملتقطا هاتفه وحزمة مفاتيحه وارتدى معطفه الاسود و همّ بالخروج من الشركة كبقية الموظفين. نزل للطابق السفلي حيث ركن سيارته ليركبها متوجها الى شقته باحدى المساكن الهادئة .

بعد ربع ساعة :

ركن سيارته وتوجه ناحية شقته بالدور الثالث ، فتح الباب نزع حذائه وعلق معطفه . كان يرغب في التوجه الى غرفة الاستحمام حتى يسترخي بالحمام مستمعا الى موسيقى هادئة ومستمتعا بلذة الماء الدافئ ، ان ذلك كفيل بتجديد طاقته ونسيان ارهاقه الشديد .
الا ان ضجيجا بالمطبخ جعله يغير وجهته .

"هيونق مالذي تفعله هنا؟" سأل سان بعد ان تبين وجود صديقه سونقهوا بالمطبخ .

" لقد حضرت لك امي بعض الاطباق ، لا تهمل صحتك ولا تعمد على اطعمة الشوارع " أجاب سونقهوا بينما يجفف يديه في سرواله .

تجاهل سان كلامه المعتاد وراح ليغسل يديه ويرتاح قليلا . مر بعض الوقت وكان العشاء جاهزا جلس سان مقابلا لصديقه على الطاولة وانغمس في الأكل ...

" ما خطب نظرتك هذه؟ " سأل سان محتارا بعد انا وضع اعواد الاكل من يده .

" أريد ان اطلب منك طلبا قد يبدو صعبا لكنني سأكون ممتنا ان حققته " أضاف بعد تردد شديد وضغط على كفتي يديه " هناك طفل يعمل بمطعم صديق لي، انه بحاجة ماسة للمساعدة فجدته ..."

" اذا ؟ " قاطعه سان " تكلم بدون لف ودوران "

" هو بلا مأوى ولا عائلة لذا ... " تمتم سونقهوا

" مازلت لا اعلم ماذا يجب علي فعله " اضاف سان

" احضره للعيش معك " أجاب سونقهوا دفعة واحدة

" هل تمزح معي صحيح؟ انت اكثر من يعلم انني اكره من يتطفل على حياتي الهادئة " وسع سان عينيه بشدة، هو حقا انطوائي يعشق الوحدة لا بل يقدسها .
" ذلك سيكون لوقت قصير فقط ! الا تملك مشاعرا ؟ هل نسيت حين ساعدتك عندما كنت مراهقا "

ما أن سمع سان كلماته حتى قاطعه محاولا اخفاء مشاعره " حسنا بامكانك احضاره ولكنني ساطرده حتما ان تجرأ على مضايقتي او تعكير هدوئي "
اخذ سونقهوا اطباق الاكل الى المطبخ وقال وهو يسير "سأحضره غدا قبل الذهاب للعمل "

"حسنا بامكانك الخروج" أجاب سان بقلة حيلة فهو لا يمكنه ان يرفض طلبا لسونقهوا بعد مساعدته له بالماضي.

" اعتني بنفسك وقود بحذر فالظلام دامس " اردف سان بصوت مرتفع بينما يودع سونقهوا من عتبة الباب .

ومن ثم توجه الى غرفته حيث غط في نوم هادئ عميق ...

رأيكم؟

heaven || جَنّةّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن