كيف تتأثر بالقرءان ؟؟ وكيف تحفظه؟

الغايه والثمره من قراءه القرءان

لابد من الحضور الفاعل الحي المؤثر اثناء تلاوه القرءان  وتدبره والتعامل معه،  بكافه المشاعر والاحاسيس  والانفعالات ، فلا يكون هدف قارئ
القرءان مجرد الاجر  والثواب فقط  فهذا وارد وسيحصل عليه بإذن الله،
كما لايكون هدفه حشو ذهنه  بالعلم والثقافه  لان الوقوف عند الثقافه وحدها  لا يولد عملا ولاالتزاما ولا سلوكا ، كما لايكون هدفه الرياء ولايبتغي من تلاوته عرضا من الدنيا  اوغير ذالك،

علي قارئ القرءان ان يتلقاه بجميع مشاعره  وان يكون القرءان دليلا عمليا لحياته  في يومه ونهاره  عليه ان يتلقاه بجميع اجهزه النلقي  في جسمه  وان يربط بينها ويحولها  الي برنامج يومي وسلوك  عملي وحقائق  معاشه،  وان يكون قدوته في ذالك رسول الله صلي الله عليه وسلم،  كما تقول عائشه رضي الله عنها:
" كان خلقه القرءان"
وكذالك يقتدي بالصحابه  الذين كانوا يتلقون القرءان تلقيا  للتنفيذ فور سماعه.

وعلي قارئ القرءان ان لا يخلط بين الوسائل والغايات،
وان لا يجعل من الوسائل غايات، لان كل يستخدمه
اثناء  التلاوه لا يعدو  ان يكون وسائل  توصله  الي غايه واحده محدده.....
فالتلاوه والتدبر والنظر  ، وما يحصل عليه من حقائق  ومعلومات وتقريرات  والاطلاع علي التفاسير  والحياه مع القرءان لحظات اوساعات  كل هذا

لايجوز  ان تكون الا وسائل لغايه فان وقف عندها واكتفي بها فلن يحيا بالقرءان ولن يعيش معه ولن يدرك كيفيه التعامل والتأثر بالقرءان.....

إن الثمار التي يريدها قاري القرءان لن تكون الا في تحقيق الغايه التي حددها القرءان الكريم  للمؤمن المتدبر  قال تعالي:

"أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو علي نور من ربه "
" فويل للقاسيه قلوبهم من ذكر الله  أولئك  في ضلال  مبين"

إن الغايه المحدده هنا هي "الهدي"  باعتبارها وردت خاتمه للايات  تحدد كيفيه التلاوه وتصفان احوال الذين يقومون بها وتسجل مظاهر التأثر والتغير والانفعال عليهم ،
ثم تبين الثمره لهذه التلاوه وتحدد الغايه منها وتدعو المؤمن الي ان يلاحظها ويسعي الي تحقيقها

وهناك آيه أخري تقرر غايه التلاوه وهي قوله تعالي:

"أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس  كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها"

الحياه العزيزه الكريمه التي تليق بالمؤمن  وتبارك عمره،  وترفعه وتزكيه  ، الحياه التي لابد ان يجعلها غايه  له من تلاوته وثمره له يجنيها، من رحلته فيه ونتيجه عمله يحققها من تعامله مع القرءان

هذه غايه التلاوه وثمره التتعامل مع القرءان  ونتيجه التدبر وكل ما سواها وسائل لتحقيقها
"إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم"