Part three

11 2 1
                                    

Spot : كانت ممتلئة به دون أن تدرك ، وقد ملأها هو بالكون كله
~~~~

لم أكن قد تحرّكت أبداً من مكاني ، كانت حركات رجال الإسعاف والدّفاع المدنيّ وهم ينتشلون الجُثث تُعرض أمامي بالعرض البطئ وباللون الأبيض والأسود .
كنت أفكّر ليتني لم أغادر المركبة ! ليت والدي لم يقل لي اذهبي ! ليتني مت معهم ! ليتني ودّعتهم أو قبّلتهم على الأقل !
ليتني أخذت أحداً منهم معي ، على الأقل بقي أحدهم معي ولم أبقى وحيدة .. لكنّهم ذهبوا جميعاً معاً ، وتركوني وحدي ، رحلوا ولم يودّعوني إلّا بصرخاتهم وقد سمعتها بعد الإنفجار تماماً !

فقط عندما رأيت والدي يتحرك ركضت نحوه ، فقط في ذاك الوقت ركضت دموعي معي على وجنتاي ، خفت أن أُدرك أنني سأكون وحيدة ، وحيدة تماماً !
ربّما وجدت بصيص أمل قد أتمسك به لأعيش وأتقدّم مع الأيام ، ربّما هذا الأمل هو الّذي مدّني بالطّاقة لأركض وكأنّني أركض خلف الحياة وأخاف أن تُفلت من يدي ..

صعدت إلى سيّارة الإسعاف إلى جانب والدي ، أمسكت يداه بأناملي المرتجفة ولم أنطق إلّا بحروف خائفة متقطّعة :
- لا تتركني وحدي أرجوك !
- كوني قويّة ، ولا بأس إن قمتي بالبكاء ستُريحين داخلك ، حققي أحلامك وتأكدي أنّكِ لستِ وحيدة ..
- أنا سأكون دونكم وحيدة تماماً وحيدة يا أبي .
- أرواحنا وخالقها معك يا ابنتي .

حروفه كانت محروقة ومتهالكة ومتعبة ، كان يأخذ وقتاً طويلاً وهو يلفظ الكلمات ، كنت أبكي وأرجو الخالق بما تبقّى في داخلي من قوّة أن يبقيه لي ، فأنا لا أقوى على العيش دونهم جميعاً فجأة هكذا ..

سارت بيننا نظرات صامتة ، شعرت به يبتسم لا أعرف كيف رأيتها لكنّني فعلت ، ولم يقطع صمتنا سوى ذاك الصّوت اللعين !

توقعاتكم ؟

مآ تَبقّى مِن حُلُمي بِگـ 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن