.
.
.
.
.
.
ايمي : | " في حين .. أظنه العجوز الذي وقف ورائي ينتظر عودتي ؛ استدرت ؛ بدأت أنظر ... لقد بدأت أسمع نبضات قلبي الثقيلة للتو ؛ لا .. بل رجعت خطوات الى الوراء من شدة خوفي .. بدأت عيناي تذرف الدموع أكثر و أكثر و أنا أراه يحدق الي
بدأ تايهيونغ يقترب بخطوتين لترجع ايمي بالمثل حتى لمس ظهرها رخام القبر الضخم
تايهيونغ : .... مرحبا... ايمي
ايمي : ت... تاي
لم تستطع نطق اسمه و عيناها لا ترمش من اختلاط احاسيس الخوف و الحيرة عليها ، اقترب اليها أكثر ؛ في لمح البصر وجدت نفسها محاطة بذراعيه التي كادت تكسر عظامها من قوة العناق ليبدأ تايهيونغ في البكاء هو الآخر
تايهيونغ : شكرا لك ... على اتمام الرواية
طال عناقهما لدقائق حتى كادت يداه لا تتركها لولا دخول الرجل العجوز عليهما
الرجل : .. يا صبيان.. سنُغلق الآن...
ابتعد عنها تايهيونغ و هو يمسح دموع بيده ليستدير الى الرجل
تايهيونغ : ح.. حسنا.. شكرا لك
أخذ يد ايمي و هو يخرجها من تلك المقبرة العملاقة ؛ التي تتخللها الأشجار الشامخة المحيطة بها من كل زاوية
تايهيونغ يسحب ايمي وراءه في خطوات بطيئة وسط تلك الأشجار ليصلا أمام كوخ صغير ؛ ترك تايهيونغ يدها و بدأ في اشعال الناء أمام الكوخ ليجلس بعدها مقابلا مع ايمي
تايهيونغ : ... آسف... على الظهور أمامك هكذا...
صمتا لوهلة لتتحدث ايمي بصوت هامس و مرتبك
ايمي : ... كنت .... حيا.....طيلة هذا الوقت ؟
أومىء تايهيونغ في صمت ليقول
تايهيونغ : ... أنا من كتب الرواية
فتحت ايمي عيناها أكثر لتسمع ما سيقول
تايهيونغ : ... لقد اتحرت بالفعل.. و رميت نفسي من فوق جسر نهر الهان .. و الشرطة بحثت في كل النهر عن جثتي ... لكنني عندما استيقظت وجدت نفسي في شقة جين... لقد أخرجني قبل أن تجدني الشرطة و أخذني لطبيب غير شرعي لكي يداويني دون علم احد.. حينما استيقظت قال لي جين بأنه يريد أن يجعل العالم كله يعرف ما نعانيه ... فاقترحت عليه هذه الرواية ... و من ذلك الحين بدأ يتصرف بما أخبره ... و بانغتان كلهم يعلمون أنني لا زلت حي عدا جونغكوك...
ايمي : ...لماذا ؟
تايهيونغ :لأن أعلم من هم بانغتان... لن يقوموا بفعل أي شيئ غير قانوني و يسفكون الدماء لأجل المال.. لذلك اضطر جين لإخبارهم.. لكن جونغكوك كان هو الذي سيتابع معك الرواية و لم يكن عليه أن يعرف .. لأنه كان مراقب عن طريق ذلك الجهاز داخل وشم عنقه
ايمي : .. لماذا لم يحتجزوا جين ؟
تايهيونغ : لأنه هو من أخبر بيغ هيت باحتجاز بانغتان..
ايمي : ماذا ؟
تنهد تايهيونغ و هو ينظر للأرض ثم نظر اليها مجددا
تايهيونغ : أنا لم أستطع تحمل ثقل دو ويدزينيا... فانتحرت .. بعد أن انتحرت قام جيمين بتحميل فيديو يفضح فيه تلك الأسرار... استغل جين الموقف و أخبر الشركة بأن يحتجزوا بانغتان قبل أن يفضحوا كل شيئ ... و كل ذلك ليكسب ثقتهم و أنه هو في صفهم.. حتى يبقى خارجا.. و يخطط لطريقة أفضل معي كي نكشف الحقيقة للعالم ... لكنه قبل ان يحتجزوهم قد أخبر بانغتان بما كان يخطط له..
أغلقت ايمي عيناها محاولة استيعاب كلماته
ايمي : ... لدي ملايين الأسئلة .. تايهيونغ
تايهيونغ : نعم ؛ أعلم .. لذلك جعلت ختام الرواية هو لقائي بك ... أنا هنا للإجابة
ايمي : ...لما اخترتني أنا ؟ .. و كيف عرفتني ؟ .. و هل نامجون أرسلني عمدا الى جين ؟
تايهيونغ : ... لقد كنت انا وجين نبحث عن أحد ما تكون الرواية بين يديه في امان.. و لا يستسلم بسرعة... لقد كنت تأتين لبيغ هيت كل يوم منتظرة احدا منا.. و لاحظك هوسوك.. ف قررنا أنك ستكونين انت من سيستلمها ... و لقد ارسلنا ذلك الشاب عمدا لاستفزازك .. و حتى لو لم تقومي بضربه كنا سنرسلك للسجن بطريقة ما.. و طبعا نامجون أدى واجبه على أكمل حال.. لقد أرسلك الى جين و ادعى انه لا يعلم شيئا... و بذلك تابعت الرواية رفقة جونغكوك... الذي لا يعلم شيئا لحد الآن... و وضعنا أيظا جيمين كاحتياط لإرسال تلك الاوراق لك حتى تنهي الرواية..
ايمي : ... و لماذا مات جين ؟
تايهيونغ : ... جين .. لقد كان مريضا بمرض خطير... لقد كان يعاني من ورم خبيث ... لذلك قرر أن يخلص بانغتان من معاناتهم قبل وفاته .. و أنقذني و ترك هذا في عاتقي .. و قتل نفسه .. لأنه بالفعل لم تتبقى له أيام عديدة لعيشها
بدأت ايمي بذرف الدموع في صمت
ايمي : .. يا الهي...
صمتا قليلا و تايهيونغ يحاول منحها دقائق لتستنشق الهواء الطلق محاولة فهم ما يجري
ايمي : ... هل أستطيع أن أفهم ما الذي تعنيه بدو ويدزينيا الآن ؟
مسح تايهيونغ بيده على وجهه ثم قال بصوت رجولي متأني
تايهيونغ : دو ويدزينيا هي ذلك ال شيئ السيئ للغاية .. الذي دفعني للانتحار .. و الذي من أجله وقع ما وقع.. ليست تلك المخدرات بروز بار .. ولا تلك الأموال المهربة على اليخت .. ولا حتى الأسلحة التي يقتلون بها الضحايا... انها شيئ آخر غير ذلك...
ايمي : لقد ذكرت أن بانغتان هم من كانوا يروجونها..
بدأ تايهيونغ يشابك أصابعه في قلق لينظر اليها بعد مسح دموعه
تايهيونغ : نعم.. ليس بانغتان .. كل مغني على هذه الأرض... إنها المخدرات التي تقتل كل شخص .. إنها الأغاني
عقدت ايمي حاجبيها في استغراب
ايمي :ماذا ؟ الأغاني ؟
تايهيونغ : نعم... إنه من المفروض على كل شخص دخل مجال الغناء .. ان لا يجعل أغنيته خالية من الرسائل اللاإدراكية التي تدخل مباشرة نحو أدمغة السامعين .. تتجذر في العقل الباطني لكل متنصت .. هل تفهمين لما الآن بالضبط في عالمنا هذا خرج كل إنسان عن فطرته ؟الكل أصبح يعشق السادية و العنف ينتشر بطريقة صادمة .. كثر الشذوذ الجنسي في العالم.. و خرجت النساء عن فطرتهن .. باسم الحرية ... لكنها ليست بقناعات يجب على المجتمعات التحلي بها ... انها رسائل الأغاني اللا إدراكية التي تحكت بالأدمغة ..
بدأت تنظر اليه ايمي في صدمة و ضوء النار ينعكس على وجهها
ايمي : ... هذا.. صادم...
تايهيونغ : نعم.. أعلم... بانغتان .. كلنا ... كنا نرى كل تلك الجماهير تهتف لنا بأعلى صوتها و تصفق و تحيينا.. كنا ننفجر بكاء على المنصة من ذلك الشعور بالذنب الخارق ... كنت لا أستحمل رؤية الملايين يتحطمون على يدي .... و فوق كل ذلك ... كان يظن المعجبين أنني كنت أبكي افتخارا بشهرتي... لم أستطع فعل ذلك أكثر ... لقد انتحرت .. لكن جين وجد حلا أفضل من الانتحار.. ان كان الانتحار سيخلصني من هذا ... فهذه الرواية ستخلص العالم كله
ايمي : .. و كيف ستستطيع فعل ذلك ؟
تايهيونغ : .. لقد أوصلنا نامجون للرئاسة .. فقط لأجل ذلك .. و هو يعلم بذلك أيظا
____________
أنت تقرأ
𝐷𝑜 𝑤𝑖𝑑𝑧𝑒𝑛𝑖𝑎 - إِلَى اُللِّقَاء | 𝐵𝑇𝑆
Mystery / Thrillerبعد انتحار تايهيونغ، عضو من فرقة بانقتان... تتفرق الفرقة و يختفي باقي الأعضاء في ظروف مفاجئة... و بعد مرور سنوات من تلك الحادثة، و بعد تلاشي ذكر تلك الفرقة عن ألسنة العامة و المعجبين، تقرّر آرمي التحقيق في سبب انتحار تايهيونغ و اعتزال باقي الأعضاء...