أخيرا سيعود أوس...لاتستطيع تصديق ماسمعته أذنيها...إشتاقت له لدرجة الجنون....غاضبة منه حد النخاع ...سوف لن تكلمه ستعذبه كما عذبها بعذاب فراق كل هذه السنين...كيف طاوعه قلبه وتركها ببساطة...إلتقطت أنفاسها داخل غرفتها وهي تحاول تذكره ورسم صورة له في مخيلتها ولكن دون جدوى عبثا تحاول...كل ماتتذكره هو عيناه الرماديتين الحادتين...
كان قصر عائلة السيودي يعج بالتجهيزات للترحيب بالحفيد المفضل لدى الجد الكبير رغم أنه ليس الأكبر ولكن جده يحبه بشدة للشبه الكبير بينهما
وأخيرا سيرى صغيرته بعد كل هذه السنين معذبة قلبه...كم كره شروط جده الكبير التي جعلته بعيدا عنها كل هذه المدة ولكن ها هويعود ليخبر الجميع أن تلك الصغيرة ستكون له وحده
دخل بشموخ للقصر كأسد عائد لمملكته ليجد الجميع ملتف ينتظرون الترحيب به
الجد الكبير:أهلا أهلا بالعزيز إبن الغالي
إحتضن أوس جده وبادله العناق وهو يقلب بعينه عنها ولكن ليست موجودة بين الجميع
صارة بدموع:سلامتك بني وأخيرا عدت إشتقت إليك
إحتضنهاأوسوقبل جبينها وسلم على أخته نسرين وعمه محمود وأبناء عمه مروان وحسام وضحى وسما وزوجة عمه كوثر ولكن تلك التي يريد تكسير عضامها بين ضلوعه لم تظهر بعد
صارة :هيا تفضل بني إستحم وغير ملابسك وإنزل للعشاء
أومأ لها بطاعة...أراد أن يسأل عنها ولكن أجل ذلك فلايريد الدخول في مالايحمد عقباه من جديد
سمعت أصوات الترحيب أرادت النزول ولكن تراجعت حين تذكرت تنبيه جدها بتجاهل أوس صدقا لاتعلم لما يعاملها الجميع بسوء رغم أنها حفيدته أيضا لم تقترف أي ذنب...لما لايحبها جدها لما ....أمسكت قلبها لمدة وشعرت بأنفاسها تخنقها فأسرعت لخزانتها وأخرجت منها علبة الربو وإستنشقتها ...
أخذ حماما باردا وهو لايكف عن التفكير بصغيرته ...لما لم يرها حتى الآن....غير ملابس وإرتدى سروال منزلي مريح وقميص أسود ووضع من عطره المفضل وسرح شعره ونزل حيث يجتمع الجميع...
جلست في المطبخ تحادث صديقتها المفضلة سمر وهي خادمة لديهم بالقصر
سمر:لوكنت مكانك لما بقيت هنا نفس لركضت ورحبت به
نفس بقلة حيلة:وكأن الأمر بيدي جدي منعني من ذلك
سمر:لما جدك سيء معك نفس ااه
شعرت بنغزة في قلبها وقالت:ليتني أعلم سمر
ثم أضافت بمرح:هيا إذهبي لتجهز سفرة العشاء وأنظري إليه وصفيه لي تعلمين أن اللوحة لازالت ناقصة
لتضحك سمر وتقول:غريبة أنت يانفس حسنا عزيزتي
ذهبت سمر لتجهيز السفرة وإصطدمت بأوس وقالت:عفوا آسفة سيدي لم أقصد
أنت تقرأ
عودة أوسي
Romanceحب الطفولة حب بريء جدا...إعتادت في صغرها أن يكون أوس خاصتها ملكا لها وحدها وكم كانت تهوى تلك الفكرة دون أن تعلم معناها...كانت نفس ...نفسه دونها لاهواء ولاحياة ...