الفصل الاول

1.5K 18 3
                                    

فى أحد الأحياء القاهرية التى تمتاز بالبساطة والتى يغلب على سكانها الطيبة والتودد فيما بينهم

دلفت إلى الغرفة متسللة بخفة على قدميها كتمت أنفاسها وضحكاتها ببراعة لتقترب من تلك النائمة بعمق وخيم ،ظهر على محياها شبح ابتسامة خبيثة لا تليق بهذة الصغيرة ذات السبع أعوام وبدون سابق إنذار صرخت بصوت عالٍ يصم الآذان لتنتفض الأخرى من نومتها بهلع تنظر حولها ببلاهة لا تدرى ماذا يحدث؟! لتجد تلك الصغيرة المشاكسة تكركر ضاحكة رمقتها بنظرات حانقة حينما أدركت أن هذة خدعة من شقيقتها .
وسرعان ما ارتسمت على ملامحها الخوف مشيرة إلى الجدار لتتوقف عن الضحك وتتحول ملامحها إلى فزع لإدراكها الأمر
صرخت منادية والدتها لعلها تنقذها
ليتبدل الحال وتبتسم بخبث تلك التى كانت غاضبة منذ دقائق
استغلت ذعر الصغيرة المسكينة لتحملها على الفراش
وتداعبها بحنو كركرت من الضحك الذى وصل إلى أعماقها لينتعش قلبها فى هذا الصباح الباكر
اردفت بصعوبة من بين قهقهتها .

.. هموت يا عنان .

لتردف بشر زائف.

.. عشان تحرمى تعملى فيا مقلب تانى.

كانت خصلات شعرها الذهبية تنسدل بنعومة على وجه الصغيرة يكاد يخفيه تأففت بحنق من هذة الخصلات الذهبية والتى تبدو لها كأنها تطاردها
رنت ضحكات تلك الحسناء فى أرجاء الحجرة وكأنها ترانيم منشودة بلحن عذب أبدع بها ملحنها
رمقت الصغيرة بنظرات متفحصة. كم تشبهها؟! تشبه جنونها. براءتها. تشعر وكأنها فلذة كبدها التى لم تنجبها


........................................................

جلس خلف عجلة القيادة بعدما رزن (ودع) والديه لينطلق عائد إلى الحياة القاهرية حيث الازدحام والضوضاء ومهنته التى تحتم عليه المكوث هناك بعدما قضى عطلته فى كنف والده كبير عائلة العتامنة المعروفة فى الصعيد بأكمله
بملامحه الجامدة وقسمات وجهه المقتضبة ونظراته الحادة كالصقر والتى تنبعث من كتلتى العسل خاصته يقود بأقصى سرعة لديه وكأنه فى سباق محتدم وعليه الفوز
ومن نظرته القاسية للحياة أنها سباق صارم يتصارع فيه البشر فينتصر ذوى النوايا الخبيثة وينهزم ذوى القلوب النقية
ازدادت ملامحه قسوة وجمود عندما بثت ذاكرته صورتها أمامه
ضغط على مقود السيارة بعنف شديد وكأنها هى التى بين قبضته الصلبة


........................................................

وقف يحتسى قهوته اليومية متأملا شروق القرص الذهبى فى صباح هادىء
أطلق تنهيدة حارة شاردا فيما مضى وما سيأتي

جال بخاطره سيناريو الماضى بأحداثه المؤلمة وكل شيء عاشه
تذكر ما يسعى جاهداً لنسيانه ولكن عقله لا يزعن لأوامره هز رأسه بعنف يميناً ويساراً
رافضا الخوض فى هذا الماضى أكثر من ذلك
ارتشف أخر قطرات قهوته ليلتقط سترته وأشياءه ويذهب متساءلا هل سيظل الماضى حليفه إلى الابد؟!
هل سيعايش أسوأ ما عاشه فى الماضى؟!
تساؤلات بلا جواب ينهكه عقله بها طوال الوقت

رواية و نبضت قلوب الرجال ( عندما يعشق الرجل) بقلمى سهيلة جمال متوقفة حالياًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن