الفصل الثامن

77 6 0
                                    

لمحته يعتلى تل صغير يكسوه الحشائش الخضراء القصيرة، يلتف بإصابعه حول كوب بلاستيكى من الشاى . ينظر أمامه فى الفراغ بشرود
أخذت خطواتها طريقاً إليه لتدنو منه وقد اومضت ثنايا ثغرها اللؤلؤى ببشاشة قائلة .

   .. إيه اللى مقعدك فى المكان النائى عن الناس دا؟!

نظر لها مطولاً فى نظرة أخفقت فى تفسيرها ثم أردف فى تساؤل يشوبه استنكار .

  .. هو أنتى مجنونة كدا بالفطرة وو

ثم استرسل نظره مع حديثه المستاء.

  .. ولا الدم بيمد لسابع جد.

أتسعت ابتسامتها فى عته ثم إعتلت هى الأخرى التل جالسة بجواره مستندة بساعديها على ركبتيها متمتمة بمزاح .

    .. بيقولوا بالفطرة بس  ااا  .

ثم ألتفتت برأسها إليه متسائلة فى حيرة .

  .. يعنى إيه الدم بيمد لسابع جد ؟!

لم يلتفت إلى سؤالها بل كان شغله الشاغل هو الارتشاف من كوب الشاى الذى بيده دون أن يعيرها أدنى انتباه و مازال ذهنه شارداً.
حدقت بيه ببلاهة متأملة إياه قائلة بشكل عفوى ومازالت تحتفظ بابتسامتها.

     .. هو أنت متأكد انك مدرس ؟!

توقف عن ما يفعله ملتفتاً إليها قائلاً فى نبرة شبه حادة.

   ..  افندم

عبثت بخصلات شعرها المقيدة بطفوليةثم استطردت حديثها موضحة له .

    .. يعنى مش بتضحك خالص و كلامك قليل دا غير أنك جد أوى ودا غريب بالنسبة إن باقى المدرسين بيضحكوا ويهزروا معانا عادى .

أجابها باختصار وملامحه مازالت تحتفظ بجمودها.

   .. أنا بقا لأ .

نهض من مجلسه ثم سار مبتعداً بخطواته الواثقة المعهودة

تعلقت عينيها على ذلك الوسيم الواثق ،طوله الفارع وبنيته المشدودة جعلتها تنظر له بإمعان دون خجل أو حياء يذكر
لكزت رفيقتها الواقفة بجوارها لتنتبه لها ثم هتفت ومازال بصرها معلق به قائلة بجرأة .

   .. بت يا سهى شايفة الواد القمر اللى هناك دا ؟!

وزعت بصرها بين الأشخاص فى حيرة قائلة

    .. فين أنا مش شايفة حاجة أنهى واد دا ؟!

تأففت بضيق قائلة .

رواية و نبضت قلوب الرجال ( عندما يعشق الرجل) بقلمى سهيلة جمال متوقفة حالياًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن