الفصل الحادى عشر

319 4 1
                                    

محت آثار البخار العالق بالمرآة الملحقة بالمرحاض ،
أدامت النظر إلى نفسها فى تفحص لكل آنش بها ، أنبلج عدم الرضى على قسمات وجهها تلك الخمرية
ذات الملامح المحتدمة ، بغضاء على شارتها (هيئتها)، ينتاب السخط كيانها من تلك الشامة التى تعتلى ثغرها. هى ليست كالفاتنة السمراء المغتربة عنهم ، ولا تضاهى جمال تلك الحور البيضاء بمحياها الكرزى ، وعيناها أشجار الزيتون تلك. ولا تواءم شقيقتها فى جمال شعرها الحريرى و خصلاته البنى الغزالى ،ناهيك عن جمال عيونها الواسعة التي أسفرت عن جمال عربى أثيل

عزيزتي حواء قد أبدع الخالق البارىء فى رسمك ، كونى على يقين بأنه خلقكى حسناء ، وإن كنتى تجهلين ذلك ، أحظى بتأمل ذاتك ، تغلغلى فى تأمل
كل تفصيلة لديكى . بالتأكيد ستجدي فى النهاية أنك أجمل حواء على الأرض ، أملى بها قلبك وغذى بها روحك .
# أنتى حلوة

أطلت برأسها من خلف الستار ، وجدته يعتلى تلك الأريكة الخشبية الكائنة في الحديقة ، ينفث دخان
التبغ الملفوف صناعياً ، بصره ناظراً فلا شىء أمامه
بل شغله الشاغل شربة تلك اللفافة الغليظة التى بين إصبعيه ، أكمح رأسه ناحية البناية فى مباغتة ،
رنا (لمح) ذات الخصلات الغجرية المتمردة ، قطرات الماء العالقة بين هذة الخصلات السوداء أضفى إليها رونقاً وجمالاً اجفلت عنه عينيها الثائرة
ظل يتأمل هذة الأيقونة الغجرية الحادة . تسترسل له نظراتها الحمراء الواغرة، انتبهت أنها بدون وشاح حينما أقدمت بعض الخصلات الهائجة مستقرة على هاتين العينين الغجرتين والتى يسكن الليل الحالك فى الأهداب أعلاها. اغتربت عن أنظاره عندما حجبت النظرات بهذا الستار .

...............................................

دق العقل إليها ناقوس الخطر ولكن القلب بدوره طمئنها ، صراع دائما بين القلب والعقل ومهما نقشت الأقلام عن هذا الصراع الذى يعى المرء فى أيامه و لياليه. لم تدركه
تجلس القرفصاء على الفراش تفكر فى تلك العائلة المغتربة عنهم وكيف ستتعايش مع هذة الحياة الجديدة ؟! تعلم علم اليقين أنها ستواجه أسوأ ما يمكن أن تعايشه ، ولكن الحورية السمراء تبدو كالوردة الخلابة ولكن مهلاً حينما تسعى لقطفها حينها ستداهمك بشوكها السام .
برغم من أن نظراتهم تكاد تفصح عما بداخلهم إلا ذلك الغامض ، نظراته كالشفرات لا يمكن تفسيرها ،
كلما تذكرت نظراته إليه انتابتها الحيرة .
ربما القدر أدار ظهره عنها ، وربما ستكون حياتها تتلخص في عبارة (حلاوة بعد عذاب) وربما وربما
تساؤلات يطرحها العقل الشارد فيما سيأتيه ولكن القدر يلعب دور المؤلف يبتدع الفراق للأحبة ، يكتب الموت لهذا ، والحياة لذاك ولكن أعلم يا ابن آدم أن القدر ما هو إلا رسالات من الله إليك ، فكن دوماً راضياً بحالك وحياتك .
أستفاقت من شرودها على صوت قرع باب الغرفة.
ارتدت الوشاح فى عشوائية ثم استهلت الباب لينطل إليها تلك المرأة البشوشة التى التمست فى ملامحها الطيبة ، هذة هى زوجة كبير العائلة
أشرق وجهها بابتسامة حبور حينما وجدتها أمام بابها ، أردفت فى نبرة إحترام يغلفها الخجل.

رواية و نبضت قلوب الرجال ( عندما يعشق الرجل) بقلمى سهيلة جمال متوقفة حالياًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن