أرادت الام معرفه ماذا يوجد داخل ابنتها، وظلت الابنه رافضة الذهاب إلى الطبيب النفسي، حتى قالت الام سنذهب للقاضي وليحكم بيننا بالعدلِ..
_السيده فيروز والابنه جاسمين، فاليتفضلا إلى المنصه..!
=سيدي القاضي اريد ان تحكم بيني وبيني ابنتي بالعدل، لم اعد استطيع ان اعرف ماذا يوجد بها، لم تعد تتفوه بالكلام الا عند اللازم، أصبح طعامها كصوره فوتوغرافية أمامها، وعندما أحاول التحدثُ معها تتكلم كلماتٍ لو سمعتها من شخصٍ غريب لحسدته على هذه العيشه الرائعه، ولكن يا سيدي عينيها تتفوه بكلماتٍ اخرى، اريد ان اعلم ماذا يوجد!
_حسنًا هل بالمكانك الجلوس مكانك؟، ولا تتحدثي دون إذنٍ مني.
*جلست السيده في مكانها*_فالتتفضل الابنه جاسمين، ابنتي هلا تُحادثتي عنك وعن داخلك الذي لا يعجب والدتكِ!؟
= سيدي القاضي احلامُنا قد تلاشت، أصبحت الوحده افضل طريق للهروب من كل شىء، أعمارُنا التى ما زالت في بدايه الربيع، قد انتقلت للخريف من قبل الاستمتاع بهواءها!، أصبحت الموسيقى اقرب اصدقاءنا، والتنزه أصبح التجول في مواقع التواصل الاجتماعي، الخروج من هذا والدخول في هذا، لا احد بأمكانه ان يعلم ماذا يوجد بك سواكَ انت وربُك!، أهالينا والتي أصبحت اهم اهتمامتها الناس!، لا يهُم ماذا يوجد بداخل صغارهم، سأتوقف قليلا عند كلمه صغارهم!؛ لأننا يا سيدي القاضي ولو بلغنا نصف قرن سنظل صغارهم!
أصبحنا لا يُمكننا فعل هذا من أجلِ فلان،وهذا أيضا لا يمكننا فعله من أجلِ علان، أصبحت حريتُنا تتوقف على البشر!، والتى لنا حق بها طالما لا تمس ديننا وحيائنا بشيء،اتحدثُ عن حقوقنا يا سيدي..!
سيدي القاضي اعتذر عن كلامي الكثير ولكن هلا تُحاثني عن اي عداله تحكم عليك بأن تبكي ليلاً بكاء اليتيمِ اشتياقًا لامه وابيه، ويجب عليك الا تظهر هكذا أمامهم فتذهب إلى المرحاض لتضع حباتِ المياه على وجهك فتخطلت بدموعك لكي تظهر أمامهم بكامل قوتك وداخلك مُحطم للغايه؟، وفي النهايه اصبحتُ انا التى يجب عليها أن تظلُ اربعةٌ وعشرينَ ساعه بكامل قوتها وألا تتنازل عن ابتسامتها؟، اي عدالة تحكُم على جميع هؤلاء بأن يعرضوا مشاكلهم على مواقع التواصل الاجتماعي والا يتحدثوا بِها مع اهاليهم!؟، أأصبحنا نحن السيؤن الآن؟، حسنًا انا سيئه يا سيدي القاضي!، ولكن والله قد حاولنا بكلِ جهدٍ منا ألا نكون بهذه الحاله!، تلك اللحظات التى اردنا فيها سماعِ تشجيعٍ من اهالينا ولم نجده، تلك اللحظات التى رسمنا داخل عقولنا المغفله ردودِ افعالٍ جميله من اهالينا على انجازاتنا وشاهدنا أكبر ردود فعل محطمه وهي الإهمال وعدم الاهتمام!، في نهايه كلامي يا سيدي أُراهنكَ على ان بعضُ الأهالي لا تعرف ما هو تاريخ ميلادِ أبنائها!، فلا تُحاثني الان على أني المخطئه، ردود أفعالنا الان مرتبطه بردودِ أفعالهم سابقًا، وشكرا لك سيدي.!*أصبح القاضي بحاله الدموع تترغرغ داخل عينه هل ايضا أطفالي هكذا؟، ظل يفكر كثيرا، ثم اتخذ قرارًا حاسم وقد ضرب بمطرقته وقال:
حكمت المحكمه علينا جميعا، محكمه الله العادله بأن اطفالُنا لم يعودوا كالسابق معنا، أصبحنا مجرد كلماتٍ اعتياديه على ألسنتهم الأم والأب، والتى لم نقم بدورنا على أكمل وجه لهم!
عقابُنا من الله كان بداخلهم، لتوجع على اعزُ ما نملك، والمواقف التى لم يكن لهم بها اي دخل اصبحوا يحملون مسؤليتُها!، واشد عقابٌ لنا هو تأنيبُ الضمير!، فمن يستطيع أن يعالجه فقد عاد ابنه من ذلك المستنقع الأليم!انتهت الجلسه بأخذ الام ابنتها وقد شعرت بتأنيب الضمير عليها، وهي تعلم أن مازلت بقايا خدوش ابنتها موجوده بداخل قلبها وأنها ستترك أثر مهما كانت النتيجه!
...
اتمنى رأيكم لان دي بتوصف مشاعر ناس كتير🖤