1.3K 105 13
                                    


"أستستمرّ بحبس نفسك في الغرفة كالجّبان؟"

"جونكوك إفتح الباب!"

نداءات تايهيونغ لجونكوك من خلف باب غرفته تردّدت و تعدّدت دون أن تنتهي باِستسلامه أو بفتح الآخر للباب له

"حسنا سأتولّى الأمر... فقط إبتعد عن الباب أيّها الحقير!"

تايهيونغ أخذ شهيقا عميقا قبل أن يهمّ بمحاولة كسر الباب، لكن ما إن رفع رجله في الهواء حتّى فُتِحَ الأخير ممّا دفع حركته إلى أن تشلّ

جونكوك وبلا أدنى تعابير تفسّر للآخر طبيعة حالته المزاجيّة سار بلا اِهتمام إلى ركن من أركان الغرفة و جلس بجانبه يضمّ قدميه إلى صدره بقوّة جعلت من فكّ حصاره حولهما مستحيلا

"إذن لم هذه الأفعال الغبيّة كوك؟ ما الذّي حدث فجأة بعد أن كنت سعيدا و حطّمت رأسي من كثرة تحدّثك عن بطولتك مع المريض؟"

جونكوك رفع رأسه ببطء نحو صديقه الذّي إرتعدت فرائصه ما إن اِلتقت عيناه بعيني الأصغر المحمرّة بشدّة ، نظرته تلك يعرفها جيّدا ، ممّا دفعه إلى أن ينبس بتأتأة
"جون..كوك..ه..هل؟؟"

"نعم هيونغ..حلمت بنفس الكابوس مجدّدا...أخبرتك بأنّه عليّ أن أبقى بعيدًا كي لا أتأذّى..أخبرتك بأنّ الكون شيطان عملاق مترامي الأطراف و أنّ جميع النّاس سواسية يهبونك عناقا دافئا ثمّ يتركونك كي تتجمّد بردا داخل جليد قلوبهم القاسية..أ..."

صوت جونكوك كان يعلو أكثر فأكثر أثناء نطقه لكلماته بطريقة هستيريّة تمكّن تايهيونغ من إيقافها عندما صاح بذلك الهلِعِ بجديّة تامّة
"إنهض جونكوك...إنهض على قدميك و اِتبعني"

                                   .

                                   .

"ماذا ت..تفعل؟ ه..هيونغ"

تايهيونغ الذّي كان أكثر جنونا لم يتوقّف عن تكسير المقاعد الخشبيّة بغضب و جمع قطعها في منتصف الفناء الخلفيّ لمنزلهما، رشّ عليها البنزين و في رمشة عين أضرم فيها النّيران التّي اِبتلعت جزءا من العشب المحيط بذلك الخشب

إندفع نحو صاحب النّظرات البلهاء بغضب لم يَقِلَّ و بتهوّر أمسكه من معصمه بقوّة يسحبه بعنف نحو النّيران التّي تعالى لهيبها و دخانها الأسود إلى السّماء

"هيونغ توقّف سنحترق!!"

"النّيران مؤذية صحيح؟ لكنّها دافئة.. النّيران مخيفة صحيح؟ لكن بدونها الظّلام مخيف أكثر"

"م...ما الذّي تسعى إلى قوله هيونغ؟"

تايهيونغ دفع جونكوك الذّي حاول إبعاده عن النّار بقوّة كي يستقرّ جسده على سطح الأرض العشبيّ البارد مسبّبا صدمة إلى الأصغر

"النّار كالبشر جونكوك...نعلم أنّهم مؤذون و لكنّنا نستمرّ في الإقتراب منهم كي نحصل على الدّفئ... فقط علينا أن نصنع حدودا و خطوطا حمراء بيننا كي لا نحترق.. قد يبدو صنع العلاقات مخيفا و لكن بدونها سنعيش في الظّلام...أترى الجوّ اليوم؟ غيوم و ظلام دامس، و شعلة واحدة من النّيران تسبّبت في إضاءة كامل هذه المساحة...
إنسان واحد سيكون قادرا على تغيير نظرتك إلى البشر أجمع..فقط إبحث عنه..جونكوكي"

"و لكنّك أكثر من كافٍ هيونغ"

"كلّا...ليس إلى الأبد كوك"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Friends And Goodbyes حيث تعيش القصص. اكتشف الآن