🖤جدّا⚫

1.1K 76 4
                                    


"قم بإزالة هذه سيشكّون في أنّك تهدّدهم بالقتل لو لم يقبلوك"

نطقت كلماتها بعبوس لطيف، تزيل السمّاعات الطبيّة من حول عنقه و تربّت على رأسه مشجّعة إيّاه

"لكن.."

"هي سمّاعات تاي..و تاي أخبرك بأنّه هنا"

أشارت بسبّابتها تجاه قلبه ثمّ حوّلت مسار يدها إلى رأسه مكملة
"و هنا أيضا..ألا تصدّقه؟ أتحتاج إلى شيء قابل للكسر كي تشعر بتواجده معك؟؟"

باِبتسامة مهدّئة للأعصاب مزجت نبرة العتاب بالتّشجيع و اللّطف و هي تلقي على مسمعه تلك الكلمات العقلانيّة و المقنعة لا محالة

هو أخفض رأسه يشعر بشيء من تأنيب الضّمير بعد ما قيل أمامه، و لاِنتشاله من شروده هي أردفت متسائلة

"أخبرتني بأنّك تشاركت نفس حلم أن تصير أيدول مع أخيك..لكن لمَ صرتما جرّاحَيْن؟ و لم قرّرت تحقيق هذا الحلم الآن؟"

جونكوك إبتسم بخفّة و قد تبادرت الذّكريات الحلوةُ و المرّة إلى ذهنه فأخذ يسترجعها و يستمتع بها في آن واحد، ثمّ أجاب عليها بثقة عمياء في ذكرياته من سنّ الطّفولة البعيد

"نعم تشاركنا نفس الحلم لتتناول أغانينا قضايا مجتمع تهاون في رعاية أناس متألّمين و مظلومين مثلنا، أناس يعيشون في زمن يطرد فيه أطفال من بيت العائلة فقط من أجل سرقة ميراثهم، و عند غناء أخي يوما في حفل مدرسيّ أخبره زملاؤنا بأنّ صوته بشع و سخروا منه...لم أكن أنا الفتى الباكي الوحيد...أخي أيضا حلمٌ بثّ بداخله النّشاط و كلمة واحدة كسرته من الدّاخل...بعض النّاس يفعلون أشياء بسيطة إلى درجة أنّهم يعتبرونها مزحة، لكنّهم لا يعلمون أنّها قد تكون أمرا مصيريّا بالنّسبة إلى آخرين... بعد ذلك هو إستسلم و قرّر دراسة الطبّ كوالدنا و أنا تبعت خطاه لأنّه قدوتي، و لأنّني لم أكن لأصير مغنّيا ناجحا بعقدي النّفسيّة تلك التّي تجعل من أيّ شخص فاشلا...أمّا عن سؤالك ذاك بلمَ الآن بالذَّات؟ هيونغ أمرني بهذا..أمرني بأنّه عليّ أن أفعل ما يخبرني به قلبي عند اِختفائه، و قلبي يريد أن يحقّق حلم أخي الآن...أيضا لا تبكي!"

قال جملته الأخيرة بتذمّر و هو يمسح دموعها عن عينيها و يقبّل وجنتيها بلطف، و هي رسمت إبتسامة على محيّاها قبل أن تدفعه عنها بلطف آمرة بحزم "أدخل!"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Friends And Goodbyes حيث تعيش القصص. اكتشف الآن