هذه القرية الصغيرة الواقعة على هضاب كبير...مع ان موقعها شبه استراتيجي..الا انها غير مشهورة وتعاني من الفقر ومآسي اشد...ما اقصده هنا ...اني منها..ولدت فيها..مع عائلتي الصغيرة والناس ذوي القلوب الصافية...صحيح أني مازلت لا اتجاوز الـ16 عام...الا اني اعمل كثيرا واكرس جميع وقتي في العمل والدراسة وتربية بعض الاطفال الذين لا يجدون اهاليهم في جميع الاوقات و قد يصابون بالتوحد بسبب ذلك...المهم وبعد فترة قصيرة..ها انا استلم شهادتي للإعدادية..حتى ان درجاتي كانت عالية..98.50 كنت بغاية السعادة حيث وصلت الى منزلي البدائي وناديت بصوتي كله امام منزلي قائلة: لقد اجتزت المرحلة الاعدادييية!!
بعد ان تجمعت عائلتها والجيران تلاحظ صوت طفل يبكي فتلتفت قريباً له...لتلاحظ امه تقترب منها وتعانقه قائلة: ماذا هناك بني...
ليرد عليها وقد انغمر بالكاء: اريد..اريد وجبة اضافية...انا جائع...لا تكفيني نصف وجبة فقط في اليوم
حينذاك شعرت نوزومي أن قلبها بدأ ينكمش من شدة الحزن على جميع الاطفال والناس أجمع في هذه القرية...ليمر اليوم كما كل الايام...
.
.
مع فجر اليوم التالي تنادي الوالدة على نوزومي أن تأتي معها للحقل ...لم تمر سوى 10 دقائق حتى لحقت نوزومي بوالدتها جارية...اثناء وصولها لمنطقة الحقول البعيدة عن منزلها...تجد امها مكسورة الخاطر امامها..تستغرب من هذا البرود حيث تتقدم لتنصدم برؤية حقلهم المُتأذي قليلاً...فتسارع بجمع ماتبقى من المحاصيل وعندما انهت جمع المحصول الخاص بالطاطا الحلوة (كان موسمها) تسمع صوت صراخ بائس قريبا منها..فتجري معرفة ما حصل..حتى تجد رجلا كاد أن يغمى عليه..فتسأله:ايها العم..مالذي حصل؟!
فيشير امامه قائلا: حقلي...
تنظر لخلفها (هي امام الرجل) لتجد حقله متأذٍ بالكامل..احست حقا بشعوره..لتسمعه يهمس قليلا: كان من المفترض أن نأكل منتصفه لاسبوع والباقي ابيعه...
كادت أن تبكي..حتى امسكت بـالسلة خاصتها...ووضعتها بجانب الرجل..قائلة: خذها كلها لك..وتأكد بزيادة الحصة للاطفال...
لم يعرف الرجل اي كلام يستطيع قوله ليشكرها...اذ انه لم يكد سوى أن يقول: شكـ...شكرا لك .. لقد انقذتيني...حقا حقا شكرا لك
احست بالفرح الشديد المندمج مع البكاء وقالت له: لا مشكلة...
عادت الى امها ..لتحدق والدتها بيديها..وتتعجب بعدم وجود السلة..فتسألها: اين هي السلة؟!
فترد عليها بوجه مبتسم وقد تساقطت عليه الدموع من ثوان: اعطيته لرجل يحتاجها اكثر منا..
انصدمت والدتها من هذا الكلام...وقالت: ليتك حتى اعطيتيه نصفه...ونحن اذاً..مالذي سنأكله ومالذي سنبيعه
تبدأ دموعها بالتقطر قائلة: اعدك ان اعمل واشتري ارضاً جديدة ازرع فيها اليقطين..ستجعلنا نحصل على مكسب اكثر..وايضاً ان نأخذ واحدة ستكفينا ليوم كامل..
تتجاهلها والدتها وتمشي للمنزل..وتلحق بها نوزومي ...
بعد فترة ليست بطويلة...واثناء تناول نوزومي وعائلتها الوجبة الوحيدة لليوم الواحد..تقف بعزم قائلة: لقد قررت.. سألتحق بالثانوية الداخلية التي تقع بالمدينة القريبة منا..سأعمل بالاعمال الداخلية التي فيها...وسأرسل لكم كل شهر منتصفها ..وعندما اتخرج سأعمل بالأعمال عالية الراتب التي تتيحها تلك الثانوية من دون الدخول الى جامعة...
يسعد كثيرا اخاها الصغير يوكو..ويبدأ بالبكاء قائلا: اجل افعلي ذلك اختي 😖
لم يمر سوى شهر حتى جاء موعد رحيلها...حيث كانت ستذهب مشياً...لم يستطع يوكو تحمل رحيلها فقال لها: ارجوك خذيني معك
فقالت له والدموع تسيل من عيناها: اعتذر لاني لا استطيع اصطحابك معي الان..لكن..بعد فترة قصيرة يمكنك المجيء الي
بصوت هادئ يرد: الان عمري 11...عندما يصبح عمري كم تريدينني أن آتي..؟
فهمت نوزومي المقصد وبكت قليلا قائلة: اعتذر..لم اقصد ذلك...يمكنك بعد شهرين وهمذا ان تأتي..بعد أن استقر صدقني..
بدت ملامح السعادة بوجهه قائلا: 😊سيكون كل واحد مننا ينتظر للآخر..اليس كذلك؟
توقفت عن البكاء وبدأت بالابتسام قائلة: اجل..هذا صحيح
وصلت بعد 8 ساعات..تعبت كثيرا وكان ذاك الوقت فجراً...فارتاحت قليلا ..حتى
اصبح الصباح...بعد ذلك اسرعت الى الثانوية..وكانت محظوظة أنها وصلت في وقت مناسب...بعدها دخلت للمبنى ..وسألت شخصاً مار: اين استطيع التسجيل؟
فأشار لها الى الداخل...
بعدها تسآءلت في نفسها: هذا المبنى كبيير..5 طوابق..وكبيرون جدا..بل والطابق الارضي خاص بالتسجيل والاعمال والمطعم وهكذا...هذا رائع جدا..انا سعيدة لأني سأكون هنا...
بعدها وصلت لمكتب مكتوب عنده تسجيل
بعدها أدت مراسم التسجيل...ولكن!..عندما دفعت..تم رفض المبلغ..فقالت وهي مصدومة: هذا المبلغ كله ومرفوض؟!
اجابها بكبرياء: اتمازحيني؟ هذا فقط سيشتري لك ملابس ذوي الدرجة المتوسطة...احضري المبلغ المطلوب وبهذا يمكنك انهاء التسجيل
لم يستطع قلبها تحمل كل هذا الكلام القاسي...بل ان المبلغ الذي احضرته كان مناسباً بعض الشيء..مازال هناك القليل حتى يكون بالسعر الذي طلبه ذاك الشخص..لذا بكت وبكت وانهمرت بالبكاء...بعد كل العناء الذي بدلته..وسعادة اهلها واخاها يوكو..وتلك الابتسامة التي وضعها (😊) فجرت خارج المبنى تبكي بشدة..حتى هدأت قلييلا فقط..لتشعر بشخصٍ ما يمسك ذراعاها برفق..فنظرت اليه بسرعة..فرأت شخصا وسيماً بعض الشيء و نحيلا وايضا كان طويل!..لكن هي بالطبع خافت منه كشخص قد يكون مشبوه...لكن بعدها قال لها بصوته الهادئ: اخبريني..لما تبكين؟!
أنت تقرأ
بوجودك إنتابني الأمل🎀✨
Roman d'amourبوسط قرية بائسة ...حيث يوجد فتاة لا تتجاوز الـ16عام مع ملاحظتها لقريتها التي لا تملك سوى 3% من الثروة...تضطر للذهاب الى اقرب مدينة مشياً للدراسة هناك...ولكن عندما ارادت التسجيل في الثانوية حصل شيء ما..واثناء مشيها بوجهها الباكي..يمسك بها شخص طويل ون...
