إبريقُ دمٍ أسودٌ

الجزء الأول

يمشي بخطى أثقلها الخوف متقدمًا نحو النافذة المريبة، وسط الظلام الحالك..
قلبهُ ينبض بسرعةٍ رهيبة، جسمه بأكملهِ مضطرب..
فجأة، وبغفلةٍ منهُ ظهر أمامهُ "فينو" خلف النافذة، بإبتسامةٍ كانتْ تُظهرُ أسنانهِ المقززة الصفراء
يحمل في يدهِ اليسرى سكينًا سميكٌ قطرها، ناصعة البياض.. والدم ذو اللون الأحمر القاتم يسيلُ منها.. أما يده اليمنى، فكانَ يحمل بها فأسًا قد تعلقتْ بهِ أحشاءُ أحدهم..
عبّسَ فينو وجههُ بإرتيابٍ وقطب حاجبيهِ!
أما "تومسون" فقد ضلَّ واقفٌ، من شدةِ هلعهِ وخوفهِ، وكأنَ قدماه تجمدتا في مكانهما! وعقله توقف ولم يفكر بالهرب بعدما رأى ما كانَ يسمعهُ ولا يصدقهُ..
قفز فينو محطمًا الزجاج طالبًا بالتذوق لدماءِ تومسون الذي حاول الهرب لكن ذلكَ لم يشفع له بعدما وجهَ فينو له ضربةً بالسكينِ من الخلف إخترقتْ أوتاره الصوتية وخرجت من الإتجاه الآخر.. لم يلبث حتى دفع فأسه بكلِّ ما أوتي من قوة وقطعَ قدم تومسون كلها مرةً واحدة!
إستراحَ فينو وقد تركَ تومسون ملقي على الأرض وجسدهُ يُهرِقُ الدماءَ.. سرعان ما امتلأت الغرفة بدماء المسكين تومسون بينما عادتْ إبتسامةُ فينو الكريهة وهو يلتقط أنفاسهِ بكلِّ هدوءٍ
أينعَ تومسون أنه لا يستطيع الهرب بعد الآن، ولا يقدر على الصراخِ من شدةِ الألمِ بعدما تقطعتْ أوتاره الصوتية!
إنكفأ فينو يحسر عن صدر تومسون وقد مزق ثيابهُ بكلِّ هدوءٍ ليكشفَ عنه دونَ أن يحدثَ خدشًا واحدًا..
أخرج خنجرهِ ومسحهُ بلسانهِ منظفًا إياه من الدماءِ، مستمتعًا بكلِّ ما يحدث
غرز سكينهُ بصدرِ تومسون الذي كانَ مستسلمًا بقوةٍ لتتطاير الدماء على وجههِ.. بدأ فينو بتحريك السكين في الجهة اليسار من صدرهِ وهو يرى عينيه تجحظانِ من شدةِ الألم.. وكانت تعابير الضحية ترنو إليهِ بالإستمرار في فهل هذا الأمر الشنيع!
عندما وصل فينو للضلع الثالث من المربع الذي كان يرسمهُ على صدرِ تومسون، توقف عن الإستماع لأنينهِ..
غضبَّ وجُنَّ جنونهُ، حمل فأسهُ وراح يضرب وجهَ تومسون بمقبض الفأس حتى حطمَ أنفه وطحنهُ طحنًا وأسقط الخط الأمامي من أسنانه! لكن دونَ جدوى فإن تومسون قد لقى حتفه..
أكمل فينو الضلع الرابع وإقتلع القطعةَ المربعة بأنيابهِ البارزة..
مد يده وأخذ قلبه الذي إنكشفَ لهُ بكلِّ حريةٍ.