_كُلما كان عالمُ الخارِج خالياً من الأمل..تَضاعفت عندي قيمةُ عالمِ الداخل_
إميلي برونتي.____________________________________
كتابٌ ورقي ..قهوة...وصوتُ زخاتِ المطر المُرتطمة بزُجاج نافِذة غُرفته أعطى جواً كئيباً وجميلاً في آن.
حركة أهدابِه البطيئة وهو يرمش بين الحين والآخر مُخَدراً مستسلماً لما يقرأُه بينَ السطورِ وخلفها كان أكثر شيءٍ حَيّ في تلك اللقطة..
وللأسف تلك اللحظات الثمينة تم قطعُها بسبب صوت صفقِ الباب بقوة ثم دخول قوي لشخصٍ يتذمر ويلعن
_اللعنة بيكهيون.. اللعنة اللعنة اللعنة لقد تبللت بالكامل..
في المرةِ القادمة تفضل أنت وأحضر الحاجيات أنا لن أفعل مجدداً.أغمض المدعو بيكهيون عيناه لثوانٍ بسبب الضجة التي اخترقت سُكونَ عقله وأغلق الكِتاب..
حدَّق باتجاه الباب منتظراً أن يرى صديقهُ يضع الحاجيات على الطاولة ثم يُعلق سترته المُبللة
لكن..
لا أحد
المكان فارغ من سِواه.
هزَّ رأسهُ قليلا يطردُ أوهامَه
وأعادَ فتحَ الكِتاب*استدركتني ساعاتُ المساء وانا مازلتُ لم أبرح مكاني.. بدأ غُبار الذكرياتِ يستقرُ على جُثماني كالثلج المُتساقط من سماءٍ لا ترحم.. والبرودةُ استولت على أوصالي ..حتى شعرتُ أن مساميراُ تُدقُ بهم*
مجددا أصواتٌ توالت إلى عقله وقاطعتهُ قراءته
_إنهُ شهرُ ديسمبر.. والثلوج بدأت بالهطول على السفوح..حين تشعر أنكَ وحيد
لنخرج معاً لِّلَعِب بالثلج.حدَّقَ بالنافذه لِلَحظات
بدا كُلُ ماخلفَ الزُجاجِ مُبهماً~
فتحها بهدوء لتواجهه قُصاصات بيضاء
لقد كانت تُثلج بالفعل !
وكأنَ الكونَ بأكملهِ عَزمَ على أن يُذكره بصديقه الذي تركهُ منذُ سنةٍ قاطُعاً لهُ عهداً بعودته بعدَ مُدةٍ قصيرة .. ولم يفعل.
_________وثّقَ آخر عُرى المِعطف ثم فتحَ بابَ منزله
ومباشرةً لفحه هواء ديسَمبر البارد..وشعرَ بقُصاصاتِ الثلج الصغيرة تضربُ وجهه بعنف.
مشى وحدهُ في أزِقةِ القرية الهادئة بسبب تواجُد الجميع في منازلهم بجانب المدافئ في مثلِ هذا الجوِّ البارد..
الأرضُ أخذت تكتسي ثوباً ناصِعَ البياض
وفكَر في قرارةِ نفسه
رُبما قد سُخِرَ الثلجُ خاصةً ليُخفي اسوِدادَ العالم بصفائه
واخذت قطراتٌ ندية تخترقُ طبقة الثلجِ مُحدثةً ثقوباً
وفكرَ مُجدداً مع انحدارِ دموعه
لكنَّ عباءة الثلجِ ستتلاشى..ليظهر العالم بحقيقتهِ وبشاعتهِ من جديد
أطلقَ هاتفهُ المركون في جيبِ معطفه نغماتٍ تُعلِمهُ عن تلقيه إتصالا
دسَّ يده في جيبه وأخرجه ماسِحاً دموعه ليستطيعَ التعرف على اسم المُتصل
~كاسبر هيونغ~
تردد قليلاً قبلَ أن يضغطَ زِرَ الإجابة على الخط
ليأتيهِ صوته المليء بالحماس كالعادة
_بيكي..إنها تُثلج
طيفُ ابتسامةٍ حلق على شفتيه بتلقائية بسببِ عفويةِ كاسبر
=أجل هيونغ..إنها تُثلجُ في قريتِنا أيضاً
وسمعَ ضِحكةً ببحةٍ لطيفة عبرت إليه من الهاتف
_طبعاً ستثلجُ ، نَحنُ في ذات البلاد
صمتَ بُرهةً يُفكر.. كيفَ أن الثلوجَ تأتي مع بعضِها وترحل كذلك
وتمنى لو كان إحدى قطع الثلج التي تمتزِجُ مع أمثالِها صانِعينَ رَجُلَ ثلجٍ مبتسم
مُبتسم حتى حينَ تصدمهُ أشعة الشمس ويبدأ بالذوبان
مُبتسم لأنهُ تماسَكَ مع من أحبَّ حتى النهاية..
_بيكهيون هل مازلتَ على الخَط؟
خرجَ من أفكاره حينَ سمعَ تنبيهاً من الطرفِ الآخر
=أجل.
=هل هاتَفَكَ سيهون البارحة؟
كرسَّ افكاره ليحاول تذكر آخِرَ مرةٍ حادثهُ فيها صديقه ،وقد خنقتهُ الحقيقة التي سيُدلي بها
_لا..لم نتحدث منذُ شهر
وارتادَت الاثنان نوبةُ صمتٍ خانِقة حتى إعتقدَ بيكهيون أن الخطَ قَد قُطِع
= أتمزح؟
سألهُ كاسبر بجدية غيرَ مُصدق
_لا هيونغ.. إنهُ دائما مشغول بِحُكمِ أنهُ الآن كاتِب معروف ولديهِ إلتزاماتُه
بَرَّرَ بيكهيون بما ليسَ مُقتنعاً به.
=مستحيل.. يجب أن يكونَ قد أخبرك!
نَفَى قَطعاً.
_بماذا؟
سألَ مستغرباً وهو يِخرجُ كمامته من جيبِ معطفهِ مُستعداً لوضعها حال انتهاء المُكالمة بسبب شُعُورِه بتجمُدِ شفتيه وأنفه.
_حدثني البارحة مُخبراً إيايَّ بعودته اليوم إلى القرية.
هبطت يدهُ بإرتخاءٍ للأسفل
وانفلتت الكَمامةُ من بينِ أصابِعه ببطئ لتُلامِسح سطحَ طبقةِ الثلج البارِدة.
أنت تقرأ
أَجـنِـحَـة || K_BROmance WINGS
Short Storyحينَ يستحيلُ الصديقُ جناحاً ليُسانِدك ، حَلق معهُ دون خوف~ •SEBAEK• _حائزة على المركز الأول في مسابقة البرومانس مسار الصحراء.