الفصل الاول

3K 88 57
                                    

دعوني في البدايه احدثكم عن نفسي اسمي رويدا محمد ايوب، مُتخرجه حديثا من كليه السن تخصص صيني، ابلغ ٢٣ عاما، يعمل ابي كرئيس تحرير لمجله تدعي النور، و امي ربه منزل، ليس لي اخوه، رغم اني  كنت اتمني العكس لكن تلك هي مشيئه الخالق فالحمدلله.

حاليا ابحث عن عمل رغم ان ابي عرض علي كثيرا ان اعمل معه في المجله لكني لا احب هذا المجال بجانب اني لا احب الوسائط.

فاسم عملي الان عاطله مع مرتبه الشرف، لكن ليس هناك مشكله فكل شئ سيأتي بميعاد، و انا ليس من عادتي ان اتعجل بالامور.

و الان لاخبركم عن تجربتي او بالاحري  حادثتي، ارجو من الذين سيقرؤن الان مذكراتي ان يعلموا ان ما سارويه في السطور الاتيه هي تجربه في بدايتها مخيفه و انقلبت لتصبح  قاسيه.
(فاذا كنت من اصحاب القلوب الضعيفه ارجو الا تكمل القراءه) 

تبدء تجربتي حين انتقلنا من  شبرا الي الزمالك، لنسكن في منزل اقل ما يقال عنه فخم؛ كان يتكون من اربع حجرات واسعه، جعلنا واحده لي، و اخري لابي و امي، و الثالثه للضيوف، و الاخيره لطاوله الطعام التي تتكون من اثني عشر كرسيا ،  و غرفه استقبال كبيره تتسع لاقامه فرح او وليمه ضخمه  بها، مع وجود خمس حمامات واحد يتصل بكل غرفه بجانب واحد اخر للضيوف احجامهم متوسطه مع مطبخ واسع و كبير،  فكانت حقا تختلف عن بيتنا القديم.

انتقلنا بالكامل في غضون ثلاثه اشهر ، لنستقر في ذلك البيت و يا ليتنا لم نفعل، بدأت الخلافات بيننا كأسره واحده تكثر لتكون مجادله كل يوم بين اثنين منا، لم يخلو يوم من المشاكل و كنت طرف اساسي في اي مشاجره فان لم اكن اتجادل فانا اُصلح بين الطرفين، بدأت انهار تتدريجيا و تراودني كوابيس يوميا، لم اعد احتمل.

وفي يوم ما حكيت لصديقتي المقربه ميرفت عن ما يحدث لتخبرني انه لربما يكون الحسد، فانا اوضحت ان ما حدث تزامن مع انتقالنا لذلك المنزل؛ فاعطت لي بعض النصائح مثل ان اجعل صوت سوره البقره يصدح في المنزل، اقرأ الرقيه الشرعيه و اشعال البخور مع فتح النوافذ وهذا ما فعلته بالضبط، ولكن ما جعلني ارتعب اني سمعت صوتا غريبا لا اعرف مصدره، لكن لم يكن لا لابي و لا لامي صوتا متحشرج كانه يحاول الخروج من حنجره احدهم، لم اميز ما يقال او بالمعني الادق لم اعرف هل يقال كلمات ام هو صوت كاصوات الحيوانات لن نفهم منها شيئا مهما فعلنا، كان صوت غاضب  و مخيف، و تزامن صدور هذا الصوت الغاضب مع اشعال البخور، و ما اوصل الرعب الي اوصالي حقا حينما سألت امي هل تميزين هذا الصوت فقد ظننته صوت اله ما او صوت يصدر من الجيران فكان رد امي انها لا تسمع شيئا من الاساس،  ماذا احقا لا تسمعين شيئا، اذا ما هذا، لم ارد ان اقلقها فحاولت الاستكشاف اكثر استمر هذا الصوت الغاضب المتحشرج الي ان انتهي البخور.

قرأت بعض القرآن لاهدأ من روعي، و قلت لنفسي من المؤكد انه صوت صادر عن الجيران، و ان امي فقط مشغوله لدرجه لم تجعلها تسمعه.

و مر هذا اليوم  بدون احداث اخري، ليأتي اليوم الذي يليه استيقظت مبكرا، صليت فرضي، و توجهت الي مقابله العمل لتمر علي ما يرام ، و اعتقدت انهم سيتصلوا بي ليعلموني بأي وقت  بأنه تم اختياري لتلك الوظيفه، و عندما عدت كنت حقا سعيده حتي دخلت البيت؛ فلم اجد لا امي و لا ابي، اين ذهبوا ؟؟؟!!.

اتصلت بامي لاعلم انها ذهبت لاخاها الكبير لانه مريض، حزنت عليه و لان الوقت كان حول الثامنه مساءا؛ بسبب ذهابي بعد المقابله لميرفت و تقضيه الوقت معها لم استطع الذهاب لخالي، لكني حقا لومت امي لماذا لم تخبرني حتي اذهب معها، لكن نفضت تلك الافكار سريعا حتي لا اسبب اي مشكله او ان ادخل في جدال، فحقا لا طاقه لدي ، و عزمت ان اصلي العشاء، و انتظر امي حتي اطمئن  عليها بعد ان علمت ان ابي لديه الكثير من العمل و من الممكن ان يعود مع طلوع النهار.

جلست في غرفه الاستقبال علي اريكه مريحه بعد ان فتحت التلفاز لاشاهد  فيلم كارتون، كان حقا ممتع، و ازال بعض من قلقي علي خالي، و بالطبع لم اتهاون في تكرار اتصالي بامي لاطمئن عليها هي و اخيها؛ و التي كانت تطمئني بهم عليه و تقول ان حالته بفضل الله ليست خطيره، وان الطبيب قال انه سيتابعه لمده يومين ثم سيخرج من المشفي، لكنها قالت ايضا انها قررت البقاء معه تلك الليله؛ فزوجته كانت خارج البلاد زياره لوالدتها، و ستعود في الصباح الباكر؛ فستظل امي معه حتي عوده زوجته.

و هنا شعرت برجفه في جسدي لا اعلم مصدرها، لكن قلبي خاف و تشتت  من ماذا لا اعلم.

حاولت نفض تلك المشاعر لكن محاولاتي باءت بالفشل؛ فذهبت لاتوضء و اصلي ركعتين بنيه القيام، و بعدما انتهيت جلست مره اخري امام التلفاز و مع تعدي منتصف الليل بدقيقه... ظهر و كأن طيف يجلس علي الكرسي الذي بجانب الاريكه  التي اجلس عليها، نظرت بطرف عيني دون ان احرك رقبتي؛ فرأيته بوضوح ما هذا ليست تهيئات يا الهي، جلست اقرء المعوذتين، و اذكر الله و كلما نظرت بطرف عيني رأيته، لم يتحرك لم يهتز و المفاجأه لم يحترق، و عندما اطلت نظرتي اليه قليلا؛ شعرت انه يحدق في فالتفت امامي بسرعه.

ماذا افعل؟؟!! ، يا الهي ساعدني، و فجأه مع قرار متهور التفت بكل جسدي اتجاه الكرسي مع قراءه القرآن و كانت المفاجأه لم اجده، فتحت التلفاز علي قناه تذيع القرآن الكريم، و جعلت صوته يصدح في كل انحاء المنزل، و فتحت النوافذ، رششت الملح في ارجاء المنزل، و في مكان الكرسي الذي جلس عليه هذا الطيف، و اشعلت البخور، و بدأت اتحرك في البيت بالبخور.

توقفت فجأه حين سمعت هذا الصوت الغاضب المتحشرج مره اخري، و تلك المره كان اعلي و اكثر غضبا و شعرت تلك المره انه صادر من خلفي..... يتبع

اسير البعد الثالث Where stories live. Discover now