غسقٌ. ٦

223 30 45
                                    

عِدة أَيام قُضيَت، كُل يَوم كَما الآخر يُعاد.

الجَميع يستيقظ صباحاً، و يَشرعُ اليَوم.
المَدعوة جونغيون تُدرس صباحاً و مسائاً بَعد العَصر، حَتى ينتهي يومها الخاص أحياناً بالبُكاء في سريرها خوفاً مِن الظُلمة، و حين تُصبح يَبدو على مَطيي جُفنيها الأنتفاخ و البُكاء.

الآخر، جونغكوك؛
دائماً يُلاحظ وَرم جُفنيها، لكنهُ لَم يسألها؛ لَقد إعتقد بأن هذا الأَمر لا يعنيهِ.

و على غراره، هو يتحسن بالقراءة؛ لا يُمكن لأحد نكران أنهُ يَعسر في بعض الكلمات و عِندها يتطلب الآمر مِنهما دقائق و رُبما أكثر حتى يُجيدا صقلَ الكَلمة نطقاً صَحيحاً.

٤:٠٤ عَصراً.

يَجلسان في مكانِهما المُعتاد حَول المِنضدة، و أمامهما تِلك الكُتب.
و مِن خلال النافذة، الشَمس تَصدحُ في كُل رُكن مِن ذلك الجَناح الضَخم؛ و كأنهُ يَنسجم مع الشَمس و يُجاريها في أعاميدها المُنارة.

تَنطق، و هو يُردد بعدها.
كلاهُما ساكن المَلامح، يَفعلُ ما عليهِ فعله.

" ’ لِمَ لا يُمكن؟، أَليس هذا بِظُلمٍ؟ ‘ "
نَطقت بِتملل، تقرأ ما أمامها مِن أَحرُف ضجرتها كِفاية.

" لِمَ لا يُمكن؟، أليس هذا بِظُلمٍ؟ "
نَطق نَقيضها، بأهتمامٍ نظرهُ حَيث مَوضع الكَلمات على الكِتاب.

" ’ غَضبتّ مِنهِ مارسـ.. فراشة!! "
قَطعت جُملتها تِلك بكلمتها الأَخيرة، أَشبه بالصُراخ.

جَفلَ بقوةٍ مَن بجانبها بسبب كلمتها تِلك، أَرجع ضَم كَفيه ببعضهما تحت المِنضدة:
" أَين؟! "
نَبس بخفوت بنبرةٍ يتملكها الرُعب، و نظرهُ يُحولهُ في كُل رُكن حَوله.

" هُناك! "
لا زالت مُتحمسة، دَفعت الكُرسي خَلفها و انتصبت بجسدها دانيتٍ نحو الفراشة التي تَحدثت عنها.

عِندما لَمح الآخر حَشرة الفراشة تُلوح لهُ بالأرجاء، شَهق بَينما جَسدهُ الضئيل بدأ بالأرتجاف بخفة و جلدهُ بدأ التعرُق.
يَتنفس بصعوبة و مُقلتيه تكادُ تخرُج محجريهما و هو يخشى تلك الحشرة أن تقترب مِنه.

هرولتّ جونغيون نحو الفراشة الواقفة عِند النافذة، توددتّ لها برفق و هدوء، حتى حَطتّ على إصبعها السبابة.

في هذهِ الأثناء أبتسمتّ أبتسامة واسعة أَظهرت حبات لؤلؤ فمها، و رغبتّ الأقتراب مِن جونغكوك ببطئ تُريه الفراشة عَن قُرب.

بَينما هو لا زال على وضعهِ، يَرتجف و ملامحهُ الهيستيرية لا زالت على مَوضعها، نظرهُ موصب نحو أصبعها حيث الفراشة.

مَدى تساؤليّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن