رحله محفوفه بالمخاطر

47.3K 143 45
                                    

**في السماء بين القاهرة ونيويورك: رحلة البحث عن الذات**

لم أكن أصدق نفسي وأنا أجلس في الطائرة المتجهة إلى نيويورك. هل كان قرارًا صائبًا أم خطأً من البداية؟ تلك الأفكار كانت تتزاحم في رأس نادين سالم بينما الطائرة تستعد للإقلاع من مطار القاهرة. نادين هي ابنة رجل الأعمال الشهير سالم توفيق، ولها أخت أكبر تدعى آلاء تعيش في الخارج. نادين تتمتع بجمال يخطف الأنظار: بشرة بيضاء كالثلج، وشعر أسود كلون الليل، وعيون سوداء كسواد الكوب في وسط سحاب ناصع البياض. طولها 171 سم ووزنها 73 كجم، فلا هي بالطويلة ولا القصيرة، تجمع بين الجمال والقوة في آن واحد.

كانت نادين تجلس بجانب نافذة الطائرة، تحدق في الأفق البعيد، وتفكر في حياتها. تجاوزت الثانية والثلاثين من العمر، ولم تشعر يومًا بالسعادة الكاملة. "كم هو غريب أنني لم أحصل على السعادة التي أبحث عنها منذ عرفت ميولي"، هكذا كانت تهمس لنفسها. كانت تبحث عن الشخص الذي يمتلكها، الشخص الذي لا تتردد في الخضوع إليه، الشخص ذو الشخصية الحديدية، لكنها لم تجده أبدًا.

استغرقت سنوات بين صفحات الفيس بوك تبحث عن ذلك الشخص الذي يمتلك الماء لإطفاء نيران رغباتها، لكن دون جدوى. ملّت من البحث، واستجابت لطلب والدها بالزواج التقليدي على أمل أن تجد السعادة. لكن زواجها لم يدم أكثر من سنة. زوجها كان قوي الشخصية، لكنه لم يفهم يومًا حبها للألم أو الخضوع، كانت حياتها معه باردة كأنها شتاء لا ينتهي.

بعد طلاقها، عادت نادين مرة أخرى إلى البحث على الفيس بوك، تبحث وتبحث، لكن دون فائدة. في النهاية، قررت أن لا تنتظر أكثر من ذلك. بدأت تبحث عن مكان يمكنها ممارسة ميولها فيه، حتى وجدت منظمة سادية تقدم جلسات بمقابل مادي. لم تفكر في شيء سوى ممارسة ميولها، واتخذت القرار وراسلت المنظمة.

جاء الرد بعد أسبوع: الجلسة ستكون لمدة أسبوعين، ستقيم خلالها في مقر المنظمة، وتكلفة الجلسة 5000 دولار. قامت نادين بإرسال المبلغ المطلوب، وتم تحديد الموعد بعد شهر. وها هي الآن في الطريق إلى هناك، تنتابها مشاعر مختلطة من الإثارة والتوتر.

تتذكر نادين كيف كانت أيامها الأخيرة في القاهرة: كيف أخبرت والدها بأنها ستسافر لزيارة أختها آلاء، وكيف كانت تحزم حقائبها بيدين مرتجفتين. "هل هذا هو الطريق الصحيح؟ هل أنا على وشك ارتكاب خطأ لا يمكن الرجوع عنه؟" كانت تلك الأسئلة تلاحقها، لكنها كانت تعلم في أعماقها أن هذا هو ما تريده، هذا هو ما تحتاجه.

في الطائرة، أغمضت نادين عينيها وحاولت الاسترخاء. سمعت صوت المضيفة يعلن عن اقتراب الإقلاع. شعرت بضربات قلبها تتسارع. "لا سبيل للعودة الآن، يجب أن أتحلى بالشجاعة وأتوقف عن التفكير حتى أصل." هذه كانت كلماتها الأخيرة لنفسها قبل أن تفتح عينيها وتنظر إلى السماء من جديد، متمنية أن تجد في نيويورك ما تبحث عنه طوال حياتها.

**يتبع...**

21حيث تعيش القصص. اكتشف الآن