حب وليد

44.7K 117 3
                                    

الجزء الثامن

تقول الأسطورة: "لا تفتح التابوت لأنك قد تجد به ما لا يرضيك". هذا ما كنت أشعر به عندما تعرفت على ميولي. كانت تلك الرغبة دفينة تحت جهلّي بميولي، حتى أصبحت معلومة لدي فزادت الرغبة وزاد البحث. سنوات وسنوات من البحث عن تلك الرغبة والخيال، لم أجد ما أريده، لم أجد الشخص المناسب. مع الوقت، بدأ الأمل في الغياب، لذلك لم أشعر بالمتعة حتى جئت إلى هنا.

ولكن كان هناك شيء ينغص عليّ سعادتي. هل أنا هنا خاضعة لهذه المنظمة أم خاضعة لسيدي آدم؟ معنى وجوده هنا أنه قام بذلك مع الكثيرات. تمنيت أن أكون معه بعيدًا عن هنا. تمنيت أن يقبلني تحت قدميه كجاريته الخاصة. لو عرض عليّ ذلك ما ترددت في القبول. أنا على استعداد أن أترك كل شيء في حياتي وأكون رهن إشارته.

كانت أفكاري تتلاعب بي، كأنها أمواج تتلاطم في بحرٍ هائج. شعرت بأنني قد فتحت التابوت بالفعل ووجدت بداخله ما لم أكن أستطيع تجاهله. كان الألم واللذة متداخلين بشكل لا يُصدّق، كأنني أعيش في عالمٍ من الخيال، محاطة بأوهامي ورغباتي المكبوتة.

كلما تذكرت لمسات سيدي آدم، كانت حرارة جسدي ترتفع، وكأن تيارًا كهربائيًا يسرى في عروقي. كانت نظراته الحادة تثير في نفسي إحساسًا بالهيبة والانجذاب، وكأنني أسيرة في قصر ملكٍ لا يُقهر. كان قلبي ينبض بقوة كلما تذكرت تلك اللحظات، وكأنني أعيش في حلمٍ لا أريد الاستيقاظ منه.

كنت أتمنى أن أكون جاريته الخاصة، تلك التي تكون له وحده. كنت أتخيل نفسي أتبع خطواته في كل مكان، أستمتع بكل نظرة وكل لمسة منه. كنت أرى في خضوعي له تحقيقًا لرغباتي الدفينة، تلك التي كنت أجهلها حتى وقت قريب.

تمنيت أن يطلب مني البقاء معه، أن يطلب مني أن أكون له ولأجله فقط. كنت على استعداد للتضحية بكل شيء من أجل تلك اللحظات. كانت حياتي القديمة تبدو لي بعيدة وغير مهمة، كأنني كنت أعيش في عالمٍ آخر. الآن، هنا مع سيدي آدم، شعرت بأنني قد وجدت مكاني الحقيقي.

كانت تلك الأفكار تسيطر عليّ، تجعلني أعيش في حالة من الترقب والشوق. كنت أنتظر كل يوم بفارغ الصبر، آملة أن أرى سيدي آدم، أن ألمس يداه، أن أكون قريبة منه. كانت تلك الرغبة تزداد يومًا بعد يوم، تلتهمني من الداخل.

في كل مرة كنت أراه، كان قلبي يخفق بشدة، كأنني ألتقي به لأول مرة. كانت عينيّ تلمع بشوق وأنا أنظر إليه، كانت نظراتي مليئة بالحب والاحترام. كنت أشعر بأنني قد وجدت في سيدي آدم ما كنت أبحث عنه طوال حياتي، تلك القوة، تلك القدرة على السيطرة.

لم يكن مجرد سيدٍ لي، بل كان كل شيء. كنت أرى فيه الحلم الذي كنت أبحث عنه، الأمان الذي كنت أفتقده، الحنان الذي كنت أتوق إليه. كانت حياتي كلها تدور حوله، حول تلك اللحظات التي أكون فيها بجانبه.

21حيث تعيش القصص. اكتشف الآن