الجزء الثاني 💙

1.6K 88 50
                                    

** في صباح يوم جديد كانت تجلس أمام صورته وهي تنظر له بـهيام وكانت تضع على وجه زوجته المجاورة له احمر شفاه باللون الأحمر الذي كالدم .. توجه نظرها ناحية السكين وامسكته وغرسته مرة أخرى فوق الصورة وهي تعيد رأسها للوراء بغضب واضح .. فتحول الغضب لإبتسامة داهية خبيثة .. قامت من مكانها وتوجهت للأسفل تنظر لوالدها الجالس علي الأريكة بلا حركة ومغمض العينين .. رفعت إحدى حاجبيها وتوجهت ناحيته ( مابه هذا ؟) هزته ليميل ناحيتها .. فتحت عينيها بصدمة وهي تبتلع ريقها وتنظر له ( أ..بي ) نطقتها متقطعه من شدة الصدمة وجلست علي ركبتيها أمامه ودموعها تسيل علي خديها وهي تقول بلا تصديق ( أبي .. أفتح عينيك وأنظر لي .. أبي ) وهزته بقوة وظلت تنظر للفراغ قليلًا، للاشيء ثم ضحكت بهيستيرية وهي تميل برأسها وتنظر له ( هل غادرت لأنك قتلتها صحيح ؟ اجل ذلك صحيح فـبسببك هي ماتت وأنت الآن تموت ) عبس وجهها مرة اخري وهي تشعر بمدى وحدتها الآن ..مات والدها وهو الآن بين يديها بجثته التي تحتاج للدفن ..ولكنها جرته خلفها وتوجهت به لغرفته ووضعته أرضًا واغلقت الباب خلفها وذهبت لغرفتها وكأن شيء قد حدث بالأساس .. وجلست تخطط لما سيحدث .. جلست امام صورة والدتها ونظرت لها بابتسامة هادئة ( امي هل وصل لكِ أبي ... حسنا ماذا أخبرك ليس لدي الوقت لدفنه لأنني ذاهبه لمنزل دكتوري مازن بعد العمل... لقد دعاني إلى العشاء الليلة .... كم هو رومنسي صحيح أمي ؟) ابتسمت إبتسامة عريضه رغمًا عنها ورغم عن طاقتها التي إنتهت توجهت لارتداء ملابسها وذهبت من أمام صورة والدتها الي عملها .. ظلت تفكر طوال فترة العمل في مازن وكيف سيكون زواجهم .. كانت تتوهم بذلك، بـ زواجها منه وانجاب الأطفال ايضًا وعيش حياة سعيدة مُستقرة ..
مـريم تعاني الكثير والكثير وكل ذلك مُنذ صغرها ورؤية والدها و والدتها يتشاجرون دائمًا وينتهي ذلك الشجار بضرب والدتها من والدها .. حتي حدثت تلك الحادثة أمامها عندما طلبت والدتها منه النقود من أجل الطعام فرفض فبدأ الشجار من جديد وكان نهايته موت والدتها .. فشتت عقلها أثر ذلك وامتنعت عن الحديث وعن كل شئ .. منذ صغرها وهي وحيدة ليس لديها اصدقاء .. فلا أحد يريد ان يصادقها .. بسبب تصرفاتها الغريبة والوحدة التي هي بها
إنتهت فترة العمل وتوجهت مـريم إلى منزلها وارتدت أجمل فساتينها .. ووضعت في حقيبتها السكين الذي كان موضوعًا فوق صورة زوجة مازن .. وتوجهت لبيت مازن وهي مبتسمة بسعادة .. دقت جرس المنزل وفتح لها مازن وهو ينظر لها بإستغراب ( ااا مريم أهلا بكِ عزيزتي تفضلي ) هزت رأسها بإيجاب وهي مبتسمة ودلفت للمنزل لتري زوجته آتيه لتري من الطارق فنظرت لها ببرود وهدوء ثم وجهت نظرها لمازن بأبتسامتها العاشقة الولهانة، فقوص حاجبيه ثم تنحنح بأحراج قائلًا ( تفضلي مريم لغُرفة الجلوس) دلف بها مازن لغرفة الجلوس وقبل دخوله سحبته زوجته قائلة ( هل دعوتها دون إخباري أم ماذا؟ ) هز كتفه بنفي ( لا أعلم أقسم لكِ انا متفاجئ مثلِك تمامًا ) دلف مازن وزوجته سويًا إلى غرفة الجلوس التي تجلس بها مـريم إبتسمت لهم مريم فبادلها مازن الإبتسامة قائلًا بترحيب ( مرحبًا بكِ مريم!) ردت بشُكر قائلة ( اشكرك) ونظروا جميعًا لبعضهم بصمت وحل الصمت علي المكان .. كان هو سيده وقائده.. هم ينتظرون تبرير لقدومها المفاجيء وهي تنتظر شيء آخر .. تلبك الجميع وبدأ مازن في هز قدمه بينما نوران شبكت يديها ببعضها وهي تنظر له بهيام. .. رن هاتف مازن فنظر لهم ( سأجيب على هاتفي ) وقام من مكانه ليجيب على هاتفه بينما توجه نظر مريـم الي نوران زوجة مازن .. ومالت برأسها وهي تنظر لها ( لماذا سرقتيه مني ؟) إبتلعت نوران ريقها وهي تنظر لها بإستغراب ( من تقصدين ، أنا لا افهم شيء ) إبتسمت مريـم بخبث وقامت واقتربت منها ومدت يديها في حقيبتها وهي تقول ( أقصد حبيبي مازن ، لماذا سرقتيه مني؟؟ ) تحولت نظرة نوران إلى خوف ( هل هذه مزحه ام أنكِ مجنونة يا فتاة!! ) قالت مـريم بصوت هامس ( بل انا مجنونة به ) واخرجت السكين سريعاً وطعنتها في بطنها .. دلف مازن الغرفة علي ذلك المنظر المشيب .. علي صوت شهقة زوجته .. ونظرة مريـم لها ............

مـريم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن