البداية

119 13 3
                                    


--

بدأ بالعائلة المزيفة.. الأصدقاء الأكثر تزييفا.. 

نفس الأحداث تتكرر.. نفس المشاكل تعاود الظهور.. كل شيء لعين يعيد نفسه بنفس الطريقة..

أذكر كل شيء.. أول مرة أشعر به. لم يلاحظ أحد.. كنتُ فقط أجلس وأدرس.. وأنام.. وأنام.. وأفكر طول الوقت.. ألاحظ كل شيء.. أفسر كل شيء.. لكن لم يستطع أحد أن يلاحظ ما ألاحظ.. يصل إلى تفسيري المبهم.. فجأة أصبحتْ غرفتي هي عالمي الوحيد.. لم أرد أن أخرج أو أرى أي شيء.. فكل شيء يتعبني.. ويفقدني الشعور بكل شيء.. 

كنتُ أضع موسيقى عالية في أذناي.. وأبقى مختفية عن الكل.. من لاحظ كل ذلك كان أستاذتي فحسب.. أستاذة أراها مرتين في الأسبوع.. وخاطبتْ والدي بذلك.. 

أذكر ذلك اليوم جيداً.. اِنهرتُ بالبكاء لرؤيتي لعلاماتي، لم أبكي لأني رسبت..بل بكيتُ لأني أرى كل شيء يتهدم بينما أنا أقف هناك ويداي في جيبي دون فعل أي شيء لنفسي..

تحطمتُ لأني لا أتلقى المساعدة.. لكن في ذلك اليوم.. أخبرتْ الأستاذة والدي.. لكنه لم يفعل شيئا.. لم يحادث أمي في الموضوع.. فأمي لم تفعل شيء.. 

لم يحدثني من بعدها أي أحد عن ما يحدث معي.. أو حتى كيف أشعر.. 

لم يتغير أي شيء.. أبقيتُ على حالتي تلك..

أنسى الإكتئاب لفترة ما.. بسبب الإنشغال، لكن كل ذلك يعود بظهور مشكلة جديدة.. 

ذنبي هو ملاحظتي للعالم.. رؤية خباياه.. والوقوع في شباكه..  كنتُ أستطيع رؤية كل شيء.. خيانة أبي لأمي، وحزن أمي وبقاءها على الهاتف في المحادثات لآلاف الساعات,, اِكتئاب أختي الذي سببه والداي لها من أجل النجاح في الدراسة,, شجار إخوتي طول الوقت,, رحيل الأصدقاء.. 

لقد كان ذلك محطما.. عدم ثقتي بنفسي، وكل المشاكل المحيطة,, اِستطاعتْ في مرحلة ما أن تفقدني عقلي.. 


اكتئاب لعينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن