15

702 65 2
                                    

نظر إلى هاتفه ليتأكد من عدم وجود رسالة ثم قال بنبرةٍ متعطشةٍ للتغيير ،

" بما أن ماو لديها تعليمٌ في الصباح ما رأيكما بالخروج في الرابعة ظهراً أو الثالثة ؟ "

" أين ؟ "

" اوه بني أليس لديك عملٌ متواصلٌ في المشفى ؟ "

" سنتحرك بالسيارة إلى أيٍّ مكان ، ألا تشعرين يا ماو بالرغبة إلى الشعور بشيءٍ مختلفٍ طبيعي ؟ "

لم يرفع عينيه عن طبقه اللا مأكولٌ منه عندما التزمتا بالصمت ، ربما يفكِّران بأنه مصابٌ بحلمٌ سيءٍ ؟ لكنه يريد إماطة التكرار عما تبقى من حياته ، مينقهاو حاول إحاطة حياته التَعِسَة بعدةِ أشياء ، لم يتوقف بالرغم من انعدام وجوديته ، كتب الرسالة و أرسلها عشوائياً لعددٍ من الأشخاص قبل ثلاثةِ أسابيع و حتى الساعة لم ينفِّذ خطته المثالية للموت .

حكَّ منتصف رأسه بسبب شعور الضغط الذاتي من عدم ظهور إشعارٍ بريديٍ و قال ،

" سأؤخر الزواج ، لا أريده بعد أسبوع . "

وقف رغماً من صريخ والدته المتفاجئ و ثرثرة أخته بالأسئلة ، توجَّه إلى سيارته أثناء اتصاله بأحد أصدقائه القدامى ، ألقى التحية و رحَّب به ثم سأله عن أحد الفتية من المدرسة الثانوية ، اضطرَّ إلى نُطقِ أسبابٍ واهية حتى يصل إلى غايته في السؤال عن عنوان منزل ذلك الفتى ، لم يعتقد بأن ذلك النوع من الفتية يستقلُّ عن الحياة بزوجةٍ و عائلة ، إن نَسَى الجميع الحادثة البشعة فهو لن ينسى أبداً .

( مدٌّ عالقٌ في بئرٍ جوفية ) هذا ما عليه وين جونهي ذا الثلاثون عاماً الأن .

عندما كانت الحياة تعَّصره بقوةٍ متجبِّرة كان يتنفَّس بأريحية ، يتجوَّل كمرئيٍ شفافٍ بين الأشخاص بحيث لا يستطيع الإرتطام بأيٍّ منهم ، غريزته التي ازدادت نمواً بسبب عائلته الواهنة آذته كثيراً لكنه لم يَشعر بالألم ، بدا كما الذي يفيق في عمليةٍ جراحية و لا يشعر بإستخراج عضوٍ من جسده !

أوقف سيارته في الشارع المقابل لمنزل الفتى و رمى لفافة التبغ الأولى له منذ سنة ، خطى و رئتيه تتمدَّدُ على أضلع قفصه الصدري ، شهيقه يُتبعه شهيقٌ لا زفير ، ثم طرق الباب و انتظر خروج الفتى الذي تسبَّب بعائقةٍ ذاتيةٍ في نَفْسِ أحد الطلبة ..

قبل ستةِ أشهرٍ عندما كان يُتمُّ عقابه في الطوارئ قد رأى الطالب الذي تعرَّض للإعتداء في الثانوية ، لم يصدِّق بأنه على مقربةٍ منه بعد سنينٍ طويلة و سارع في سؤال الطبيب عنه ، شَعر بأنه مسؤولٌ عما حدث بالرغم من عدم يقينه بمِن اعتدى على الطالب ، و الأن ؟

يرغب بتصحيح الأمر لنفسه فقط .

صافح الرجل الذي خرج من وراء الباب و لا يبدو عليه ضَرَرٌ قط ، ثم قال ،

" أنا وين جونهي ، كنَّا في الثانوية نفسها و الصفوف كذلك !! "

هزَّ رأسه كتجاوبٍ مع محاولات المعتدي للتذكُّر ثم استمع ،

" آه جونهي الذي يحظى بوالدة مخمورة !!!! "

أومئ بقهقهةٍ خافتةٍ و بقوةٍ غاضبةٍ ( للطالب الذي يؤذي جسده ثم يأتي إلى الطوارئ لعناية جروحه ) لَكَمَ وجه المعتدي الذي ( يحظى بعائلةٍ و زوجة و أطفال ) ، تراجع إلى الخلف خطوتين ثم أحاط رقبة الفتى بذراعيه و أرغمه على الإنحناء ، لَكَمَ أنف الفتى بركبته اليمنى ثم صفعه بقوةٍ على وجنته و نطق بصوتٍ أجشٍّ غاضب ،

" ضربتَه ، حطَّمتَ ساقه التي تنطلق في الملعب ، ثم اغتصبتَه و هدَّدتَه بأبشع مما فعلتَ إن نطق اسمك ، و تتزوج الأن ؟ تُنجبُ أطفالاً بهذا اليُسر ؟ "

قبض على ذراع المعتدي قبل أن تصل إليه و بقدرةٍ جسديةٍ عاليةٍ اسقطه أرضاً على معدته ، رفع ساقه راغباً بدهس ظهر المعتدي إلا أن صرخة الزوجة أوقفته ، نظر إليها بسخطٍ إذ أنها ذات الفتاة التي أقرَّت بأن المعتدي كان معها ، اقترب منها و بصق على وجهها أمام طفليها و قال دون انقطاعٍ للزفير و الشهيق ،

" يأخذ خمسةَ أدوية نفسية في اليوم و الليلة و يأتي في الأسبوع مرتين أو ثلاثة ليُعالج جروحه ، لم يتزوج و كلا والديه ماتا ، لديه اكتئابٌ و ربما يضطر إلى إضافة المنوم إلى طعامه حتى يحثَّ نفسه على الأكل و النوم معاً ؟ ارجوكِ نامي بهناء و تفقدي ذوات أبنائكِ كلما أتتكِ الفرصة لأن كلاكما فعلتما جريمةً عظيمةً بالنسبةِ إلى الرب . "

MAIL NOTICE - JUNHAO حيث تعيش القصص. اكتشف الآن