٥٤

121 7 3
                                    

صلوا علي الحبيب





♡آية استوقفتني (٥٤)♡

{أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات : 12]

💡انظر، كيف أقام ربنا كل اعتداء على القلب والوجدان مقام الاعتداء على القالب والأبدان؟!

👈هل هناك إنسان سويٌ يحب أن يأكل لحم إنسان مثله؟
👈وكيف لو كان ذلك الإنسان (أخا) لذلك الآكل؟
👈وكيف لو كان ذلك الأخ (ميتا)؟!

أمرٌ تعافه النفوس وتأباه وتتحاشاه، ولا تقبل أن تتصوره فضلا عن أن تباشره.

👈هذا حجم تلك الكبيرة عند الله، وهذه صورة من يعاقرها عنده سبحانه، فهل تقبل لنفسك تلك الصورة؟

👈فتأمل كيف ربط ربنا تلك المعاني الشرعية الإيمانية؛ بأمور واقعية حياتية!!! وكيف ربط تلك المعاني المعنوية المحسوسة بأمورٍ واقعية ملموسة!!!
بل تأمل كيف ربط تلك المعاني الجزائية بالحقائق الواقعية!!!
💡فلقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج أناسا لهم أظفارٌ من نحاسٍ يخمشون بها وجوهَهم وصدورَهم. فلما سأل جبريل، قال: "هؤلاءِ الذين يأكلون لحومَ الناسِ ويقعونَ في أعراضِهم" أخرجه أبو داود (٤٨٧٨)، وصححه الألباني.

وبأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ما أعظمه من مُعلمٍ! فقد اجتهد في تقريب وبيان معنى تلك الآية لأصحابه بأسلوب تعليمي رائع، أحسن فيه استغلال المواقف الحياتية الواقعية في العملية التعليمية.
 
عن أنس بن مالك: كانت العربُ تخدِمُ بعضُها بعضًا في الأسفارِ، وكان مع أبِي بكرٍ وعمرَ رجلٌ يخدِمُهما، فناما، فاستيقظا، ولم يُهيِّئْ لهما طعامًا، فقال أحدُهما لصاحبِه: إنَّ هذا لِيوائِمَ نومَ بيتِكم، فأيقَظاه فقالا: ائتَ رسولَ اللهِ ﷺ فقُلْ له: إنَّ أبا بكرٍ وعمرَ يُقرئانِكَ السَّلامَ، وهما يستأدِمانِك، فقال: أَقرِهِما السَّلامَ، وأخْبِرْهما أنهما قد ائتدَما، ففزِعا، فجاءا إلى النبيِّ ﷺ فقالا: يا رسولَ اللهِ بعثْنا إليك نستأدمُك، فقلتَ: قدِ ائتدَما فبأيِّ شيءٍ ائتدَمْنا؟ قال: بلحمِ أخيكما، والذي نفسي بيدِه إني لأرى لحمَه بين أنيابِكما، (يعني: لحمَ الذي استغاباه)، قالا: فاستغفِرْ لنا، قال: هو فلْيستغفِرْ لكما. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٦/٢١١)

وعن عبدالله بن مسعود: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقام رجل، فوقع فيه رجل من بعده؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تخلَّلْ!". فقال: وممَّا أتخلَّلُ؟ ما أكلتُ لحمًا ! قال: "إنَّكَ أكلتَ لحمَ أخيكَ". صححه الألباني صحيح الترغيب (٢٨٣٧)

ولأن الله سبحانه وبحمده يعلم أن تلك الكبيرة كثيرا ما تقع من الإنسان، فقد فتح له باب الأمل، ودعاه للإصلاح والعمل؛ فقال بعدها: {وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات : 12]

فاللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، ونسألك لسانا صادقا، وقلبا سليما، ونعوذ بك من شر ألسنتنا، ومن أن نقترف على أنفسنا سوءً أو نجره إلى مسلم.

إستوقفتني آيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن