-3-

28 3 15
                                    

تذكير بما سبق:

رجال الإطفاء يرشونني بالماء، يدي كقطعة جليد لم أعد أشعر بها، رائحةٌ لذيذة لم أميزها، هل وصلت الطلبية أخيراً؟ لما أشعر بهذا السلام؟

حُملت ووُضِعت على الحاملة، أرى قطرات المطر بشكل عامودي تتساقط على وجهي، كم رغبت بتصويرها من هذه الزاوية!

أشعر بغصةِ ألم وحرقةٍ في عينيّ، وجهي مُبلل علّها قطرات المطر، أم دموع تنهمر، أو.. ربما .. لا.. لا يا إلهي لم يصبني ما أصاب ذاك الفتى أليس كذلك؟!

بعد أن غططتُ في نومٍ وسلامٍ عميقين، شعرتُ بألمٍ حادٍ في يدي اليمنى وصولاً إلى عنقي، وكأن مساميراً فولاذية تُطرق في جسدي بوحشية، يا لهذا الألم!

فتحت عيناي، تذكرت ما حدث، اختنقت.. غصةٌ لا تحتمل، تأنيب ضميري لم يتوقف لحظةً إلى الآن، فقد رافقتني تلك الليلة في منامي وصحوتي، بجانبي ألمي المعنوي شعرتُ أن هناك خطب ما في ذراعي ولكنني لم أرغب في النظر إليها أو معرفة كيف آل حالها، فهذه اليد أعتادت أن ترسم أحلامي ومشاعري، الرسم هو كل حياتي، لست مستعداً بعد للتخلي عن ملجأي وملاذي.

رائحة المعقم تقهر كل أفكاري وابتهالاتي، إنها تدفعني للهلاك، أصوات صرير الأحذية على أرض المستشفى النظيفة في كل خطوة يخطوها أي آدمي في هذا المكان، المشافي بشكل عام لطالما سببت لي ألماً في عجيزيتي!

دخل أحد ما لا أدري إلى الآن إن كان طبيباً أم ممرضاً ولا أهتم، قال لي بصوته الناعم المبحوح كصوت إمرأة مُدخنة..
- لقد استيقظت حمداً لله على سلامتك، كيف حالك الآن؟ كيف تشعر؟ هل تتألم ؟ انظر لليمين قليلاً... امهمم ممتاز، لليسار قليلاً.. جميل جميل

لم أجب على أي سؤالٍ سأله ولم أُعطي أي ردة فعل فقط عيناي تبحثان هنا وهناك عن طريقة لمعرفة الوقت الحالي.

- سأُلقي نظرةً على يدك لا تتحرك.

لم أنظر إليه.. فلينظر إلى يدي وليفعل ما يشاء، فقط أريد النوم.. لما استيقظت ؟! هكذا لمتُ نفسي.. فجأةً صرخت بصوت عالٍ صرخة قصيرة وضربت رأسي على وسادتي لمدة لا بأس بها، ومن شدة امتعاضي رمقته بنظرة لئيمة دون قصدٍ مني.. وهكذا رأيتها.. يدي..

محروقةٌ بشكل كامل.. يا إلهي، يا إلهي مظهرها يرثى له.. حتى حجمها بدا لي مختلفاً عن يدي الأُخرى.. ترقرق الدمع في عيناي وأطلتُ حبسه قدر المستطاع، استطعت رؤية ما كان تحت هذا الجلد النتن طوال هذا العمر.. كانت فقط هذه الفكرة التي راقت لي مع مل هذا.

دخل شخص آخر يرتدي مثل الشخص المستفز الذي دخل سابقاً وبدأ بالثرثرة كعادة كل الأطباء:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 07, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عندما أتخيلكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن