الجزء الاول 1

16 1 0
                                    

( لو اني اعرف خاتمتي ما كنت بدات )

استمعت الي تلك الكلمات في اغنيه تذاع علي قناة ضمن قنوات الراديو الصغير القديم الذي قد تركه لها والدها ، دمعت عيناها ، و اخذت دموعها تتساقط علي وجنتيها كما حبات اللؤلو ، اغمضت عيناها و الدموع تسيل علي خديها ، و اخذت تهز المقعد الذي تجلس عليه ، وهي مسندة راسها الي ذلك المقعد ، وكلتا يداها موضوعتان علي كلتا ذراعي ذلك المقعد ، واخذت تبحر في عالم ذكرياتها ، الذي كان صدي صوت تلك الاغنيه يرن و يدوي في كل ارجاء عالم الماضي الذي قد ابحرت اليه منذ قليل ،

لو انني اعرف خاتمتي ما كنت بدأت ،

تنهدت ثم زفرت في قوة و فتحت عيناها ، ثم نظرت الي سقف تلك الحجره التي تجلس بداخلها ، ثم قالت بصوت يملاه الحزن و الشجن ، و قلبها يعتصر ألما ، نعم لو اني اعرف خاتمتي ما كنت بدأت ، نعم كانت نهاية لا يرثي لها ، ثم صمتت و اخذت الكلمات تجول في خاطرها ، و يعتصر قلبها ألماً كلما عادت الي الماضي و تذكرت شيئا مما حدث لها ، و اخذت تلك الكلمات تترد في اذنها ، تذكرت خاتمة قصتها مع ذلك الشاب الذي كانت مغرمة به ، و كيف انه خذلها و تركها و حدها في ذلك العالم البائس تعاني ، ثم جالت بخاطرها و القت نظرة مليئة بالحسرة علي حاضرها الان ، ها انا ذا و حدي بين اربعة جدران ل شقة كبيرة مليئة بالاغراض الفارهة ، عمل يدر عائدا جيدا ، و لكن ليس احد هنا معي ، كأن كل حزن العالم قد كوُم و استراح في قلبي ، الصمت يقتلني ، كيف حاله الان ؟ ، ماذا حدث له ؟ ماذا اصابه ؟ اعتقد انه و جد فتاة اخري و تزوجها ويعيشان في سعادة تامه الان ،اين و ضعت نفسي انا ؟ اين وصل بي الحال ؟ قد ضيعت سنون عمري و انا انتظر ذلك الشخص ، ضيعت عمري في معاقبتها علي تلك القصه المؤلمه وذلك الحب الذي لم انجو من طعناته ، وخذلانه ، ثم تذكرت كل من قد تقدموا لخطبتها ، تذكرت كل شعور شعرت به حين كانت تجلس مع احد من هؤلاء الرجال ، تذكرت مقدار الكره الذي يكمن في قلبها ناحية الرجال جميعا ، و انها خسرت الجميع بسبب ذلك الكره الذي تركه لها ذلك العاشق ، استفاقت من عالم الماضي و الندم الذي ابحرت به ، نظرت حولها في ارجاء الغرفة ، ثم قالت بصوت مسموع اصبحتم كل عائلتي ، و اصدقائي ايها الجدران الاربعه ، ليس لي سواكم بعد ربي ، نهضت من علي ذلك المقعد المتارجح و اتجهت الي تلك الشرفه التي تكون تماما خلف ذلك المقعد ، اسندت يدها الي ذلك المقعد و هي تلتف من حوله حتي تصل الي تلك الشرفه ، وقفت تنظر منها الي اسفل المسكن الذي تسكن به ، سيارات كثيره ، و اذدحام شديد ، و ضجة عارمه ، تبدلت ملامحها حين شاهدت ذلك ، ثم ثبتت بصرها الي فتاة تخرج من المطعم المقابل لمسكنها و بجانبها رجل يحمل طفلا نائما علي كتفه ، يتجهان الي السياره التي تقف امام ذلك المطعم ، اتجها ناحيتها حتي يستقلانها ، ثم اغلقت النافذة في غضب حين جال في ذهنها ان تلك الاسرة المكونه من زوج و زوجة و طفل تغمرهم السعاده ، و انها ابدا لن يتحقق لها يوما ما راته ، جلست اسفل الشرفه و اخذت تبكي بكاء شديدا ، و بصوت مرتفع يهز ارجاء منزلها ولكن هيهات ان يكون هناك مجيبا لها و لبكائها ، او من يخشي عليها ، و لا يتحمل بكاءها فياتي اليها كي يخفف من اوجاعها ، و يجبرها ان تتوقف عن البكاء ، ليس هناك من يجيب و يخبرها بان بكاءها يؤلم قلبه ، و انه لا يريد ان يري ادمعها تتقطر من عينيها ، كي لا تؤذي قلبه .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 04, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غصون في الوحلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن