الجزء الثامن عشر

2.6K 97 1
                                    

كلوديـا ..؟
قال بهدوء وكأنه يهمس .. هي في حاله سيئه جدا .. لم تستطع ان تفعل شيء سوى ان تبكي عندما فتح عينيه ..
يبدو انها من شدة الحماس اقتربت كثيرا منه اذ انها لمست ساقه المجروحه ..
اغمض عينيه بألم وقال – سـ..ـاقي ..
نظرت له وابتعدت بسرعه .. – اسفه ..
كانت تحاول ان تمسح دموعها وهي تتحدث معه .. بينما كان هـو يبدو مرهق جدا ..
لم تستطع ان توقف دموعها وهي تراه هكذا .. وكأنه يريد ان ينام .. هل اِصابته بليغه جدا ..
هل فقد دماً كثيرا .. رفع يده وامسك وجهها – توقفـي عن البكـاء .. لن امـوت بعد ..
لم تستفد من كلماته بشيء ..[ لـن اموت بعـد ] .. هل هو هكذا دائما .. حتى الموت لا يأبه له ..
البكاء لم يتـوقف فهذا كان امرا مستحيلا عند كلوديا .. ولكنها حاولت ان تتكلم – ماذا حدث .. ادوارد هل اتصل بالاسعـاف ..؟
ضحك عليها فشعرت ان هذا آآلمه اذ انه اغمض عينيه قليلا وقال – ايُ اسعـاف ستأتي لكِ الى هنـا .. ؟
صرخت بوجهه وهي تبكي عندما وجدته يتسلـى بالموقف – ماذا تنتظر اذن .. ماذا افعل .. قُل ..؟
_ كفي عن الصـراخ فحسـب ..
قال هذا وهو ينظر لها ومازال يمسك بوجههـا .. رمت يده وصرخت مجددا – ستمـوت .. الا تفهم .. لمَ لم تتصل باحد ..؟
_ هاتفي في البيت ..
كان يتحدث معهـا وكأن ساقه مخدوشـه .. نظرت للدم الذي مازل يسيل منها فرفـع وجهها له عندما رآها خائفه ..
_ توقفـي عن النظر لهـا ..
شعر بأرتجاف اوصالها فقال – اتصـلي بآمون .. ولكن اطلبي منه ان لا يخبرهـم ..
كان يتحدث بهدوء وكأنه مُخدر .. يغمض عينيه قليلا ليرتاح ويعاود الحديث بعدهـا .. تعثرت وهي تشعر بساقاها وقد
تجمدتـا من الجلوس على الثلج .. اخرجت الهاتف من معطفهـا بسرعه وبدت تحاول مسح دموعهـا كي ترى الاسماء ..
كـان هو يراقب كل خطواتهـا .. رفعت عينيها له وهي تضع الهاتف على اذنهـا تنتظر من آمون ان يجيب ..
اغمض عينيه مجددا بقوه فعرفـت ان الألم بدى يزداد عليه .. كانت تحاول ان لا تنظر لساقه ولكنها لم تستطع سوى ان
تختلس النضر بين الحين والاخر ..
اخيرا اجـاب آمون على الهاتـف .. – مرحبا كلوديا ..
قبل ان يستطيع اكمال حديثه انهـالت عليه بدون ان ترتب ماتريد قوله حتى – امون تعال .. ارجوك ادوارد ليس بخير ..
يجب ان تُسـرع ..
كانت تتحدث بسرعه وهي تنظر لأدوارد الذي اغمض عينيه ولكنه لم يكن ينام او شيء من هذا ..بل امتدت يد ادوارد
ليخطف الهاتف منهـا بعد ان عرف انها لن تصل لشيء هكذا ..
_ نعم امون .. انه انا ..
_ ادوارد .. ماذا هناك مابهـا كلوديـا ...؟
كان امون يبدو خائفا .. صمت ادوارد قليلا قبل ان يعاود الحديث وهو يبتسم بسخريه – لا شيء .. هي بخير انا فقط اصبت في ساقي بجرح ..
_ جرح ..؟ اين انتـم ..؟ ماذا حدث ..؟
اغمض ادوارد عينيه بقوه وتحدث – نحن قرب منزلي .. احضر كيفن وتعـال ..
قبل ان يقول آمون شيء اكمل – صحيح .. لا تخبر احد ولا تحضر احد معك ..
_ ادوارد ما..
قاطعه – اسمع .. سأنتظرك في منزلي لا تتاخر ..
_ حسنا .. سآتي حالا ..
منزلي ..؟ فكرت كلوديا قليلا اي منزل يقصد ..؟ ولكن بالطبع منزله الذي على الشجره فهو الذي هم الان بقربه ..
عينيها كانت على ساقه المجروحه وهي لا تعرف كيف تمنع النزيف هذا ..
_ خذي ..
قال لها وقد بدأ يتألم .. اخذت هاتفها وهي تنظر له وقلبها يكاد ينفطر على حاله .. كيف يتحمل هذا الالم ..؟
كان يلف وشـاح اسود حول عنقـه .. فكرت بسرعه انه ربمـا سيساعد ان ربطته حول ساقه ..
_ اعطنـي هذا الوشـاح ..
نظر لها وكأن طلبها ليس في محله .. لقد كان يشعر بالألم ولم يكن الوقت مناسب ليبدا بتحريك جسده ..
لم يقل شيء وكذلك لم يتحرك .. وقفت واقتربت منه .. امسكت برأسه وحركته قليلا للأمام .. لم يساعدها
رغم انها تعرف انه كان يستطيع ان يفعل ذلك بسهوله .. سحبت الوشـاح واستدارت نحو ساقه ..
_ ماذا ... ماذا تريدين ان تفعلي ..؟
كان يتحدث بهدوء وكأنه يتعب من مجرد اخراج الحروف ...
قالت له وهي تحاول ان ترفع ساقه قليلا حتى تلطخت بالدماء – سأربطها كي لا تنزف اكثر ..
_ يبدو انكِ شاهدتي افلام كثيره .. منقذتـي .. ولكن هل تعلمـين ..
كان يتحدث بينما تحاول هي لف الوشـاح حول ساقه ..
_ في العاده في الافلام .... يجب ان تُمزق البطله شيء من ملابسها... لتـ..ــربط به جرح البطل ..
رفعت عينيها له وهي تريد منه ان يساعدهـا في ربطه .. اعطته احدى الاطراف وبدأت تربطه بقوه ..
_ هذا يكفي ..
عرفت انه تألم عندما قال ولكنهـا لم تتوقف اذ يجب ان تربطه اقوى كي يتوقف النزيف قليلا ..
ابعد يده عن ساقه بقوه وصرخ – اللعنـه ..
ضرب رأسه في الشجره فعرفت ان الألم الان اصبح غير قابل للتحمل حتى من قبل ادوارد ..
بدأ يتنفس بقوه وقال لها – سـاعديني للوقـوف ..
_ ان انتظرنـا هنا اليس افضل ..؟
سألت بهدوء وهي تشعر ببعض الخوف اذ انه بدى مخيفا بعد ان آلمته بتلك الطريقه ..
_ سأتجمد .. هيا ساعدينـي ..
هي ايضا ستتجمد .. لا ترتدي سوى الثوب الذي كانت قد ذهبت به للحفل .. ترتدي بالطبع معطف فوقه
ولكنه لا يساعد كثيرا في حالت الجلـوس ..
نظرت ليده التي رمى الزجاجه المكسوره منها للتـو .. لقد كان يمسك بها طوال الوقت .. اقتربت منه وحاولت
ان تساعده في الوقوف .. ولكن ادوارد كان بالنسبه لها ثقيل جدا فلم تستطع ان تساعده في شيء ..
ولكنه امسك بها عندما وقـف بعد ان استغرق هذا منه وقت لا بأس به .. كانت البقعه تحته مليئه بالدم ..
نظرت لهـا وشعرت بالخـوف فجأ ... امسك هو بهـا – كفاكِ شرودا .. ستصيبيني بالجنـون ..
نظرت له بعد ان احست بأنزعاجه .. لفت يدها حوله عندمـا اتكئ عليها ووضع يده حول كتفيهـا ..
لقد كان يحاول ان يساعد نفسه بالسير فهـو يعرف انها لن تتحمل ثقله .. ولكن جسدها رغم ضعفه كان
يساعده في التوزان .. بعد ان ساراه خطوات قليله قالت له – هل كُنت تشـرب ..؟
لم يجب لفتره صغيره .. قرر ان يتحدث بعد هذا – هل يزعجـك ؟
_ انه شيء مقـرف ..
قالت بهـدوء .. لم تعرف ان كان هذا ازعجه ام انه لم يابه برأيها اصلا ..
ابتسم بهدوء وقال بسخريه – احسنتِ ..
لقد قالها وكأنه يتحدث مع طفله .. هو تعمـد هذا ولكنها الان ليست بموقف يجعلها تبدأ بالحرب معه ..
بدأ يرمي ثقله عليها في بعض خطواته فيجعلهـا هذا تكاد تسقط ..
آآلمته ساقه جدا فأجبره هذا على ان يتكئ عليها قليلا مما جعلها تفقد توازنهـا قليلا من ثقل جسده ولكنها لم تسقط
بل استندت على احدى الاشجـار فأدى هذا الى انها ضربت راسها .. لم يكن الام كبير ولم تتألم كثيرا ..
_ اسفـه ..
قالت بسرعه وهي تحاول ان تقف فقال لها وهو يحاول ان يرفع يده لرأسها – هل تأذيتِ ..؟
_ لا .. لا انا بخير ..
حاول ان يبتعد عنها فأمسكت به – انا بخير حقا .. كدنـا نصل ادوارد ..
احست انه بدأ يتألم اكثر اذ انه بات يحاول ان يتحرك بدون مساعدتهـا .. لم تستطع ان تمنعه
فهو لم يستجب لهـا .. احست بالذنب لأنها لم تستطع ان تساعده حتى في هذه .. وصلو اخيرا ليقفـو امام المنزل
الخشبـي .. كان يجب ان تستغرب وجود هذا الشيء هنـا ولكنها لم تكن في موقف يسمح لها ..
_ هل تستطيع صعـود السلالم ..؟
سألت عندمـا ابعدهـا عنه ليمسك بالشجـره .. فرد عليها – لستُ عاجزا ..
هل غضب ..؟ لماذا .؟ لم تفهم ولكنها لم تهتم لمشاعره فأدوارد ليس بالشخص الذي يستطيع احد
ان يتنبأ بما سيقوله او يفعـله .. ارتقت السلالم قبله وهي في اوج خوفهـا عليه نسيت تماما انهـا لا يجب ان تكون تعرف
مكـان مفتـاح البيت .. كان يريد ان يقول شيء عندمـا رفعت يدهـا واخرجت المفتـاح ..
جمدت بعد هذا بمكـانها .. لن يفيد هذا الان .. فتحت الباب بسرعـه ودخلت وهي تنتظر منه ان يصعد .. كانت
تريد ان تساعده في الصعـود ولكنه لن يقبل لذا لا داعي لان تزعـج نفسهـا ..
عندمـا وصل لأخر السلم كانت هي تقف في انتظاره امام الباب .. امسك بالباب بقوه بعد ان كاد يقع فأحست بالشفقه
عليه .. عندما رفع نضره لها ورأها تنظر لساقه وعيناها تمتلأ بالدمـوع قال وكأنه يسخر من نفسه لا منهـا
_ هل ابـدو مثير للشفقـه ..؟
رفعت وجهها له بسرعه .. هل جرحتـه ..؟ بالطبع ادوارد لن يتحمل مثل هذه النظره من احد ..
دخل وهو يحاول ان يتوازن حتى رمى بجسده على السرير .. لقد قام بتوسيخ محتويات الغرفه ..
فألاوراق المرميه ارضا تلطخت بدمائه وكذلك السرير الذي اصبح منظره بشع من جراء الدماء التي
انهالت عليه .. بدأ يتنفس بقوه وهو يغمض عينيه .. كلوديا لم تتحرك من امام الباب فكلمها وهو مازال يغمض عينيه .
_ اغلقـي الباب ..
اغلقت الباب ولم تزل تقف امامه .. لم تقترب من هذا الوحش المجـروح امامهـا .. الحديث كان منتهي ..
لم يكن هناك شيء تقوله .. كل تفكيرهـا كان الان حول حاله .. لم تعد تستطيع ان تفعل شيء لساقه فهي لا تعرف اي شيء ..
_ هل انتي من كان هنا بالامـس ..؟
سألها عندما ادار وجهه لينظر لهـا .. لم تفهم في بادء الامر ما قصده ولكنها عرفت بعد
هذا انه يقصد منزله ..
ابتلعت نفسها بصعوبه فقال مجددا – لو كُنتِ خائفه ماتسللتي الى هنا كاللصوص ..
كان يبـدو الان منزعج كثيرا .. ولكنه ليس في موقع يسمح له بأخافتهـا ..هذا ما فكرت به عندمـا قالت بعناد – لستُ خائفه ..
حدق بها بعينين غاضبتين ورفع راسه من على الوساده – هل تحاوليـن استفزازي ..
امسكت بمقبض البـاب – في حالتك هذه انصحك بالبقاء ساكنن .. فلن تستطيع مجاراتي مهما حاولت ان قررت انا الهـرب ..
لم تعرف ان كانت تغامر بالكثيـر الان .. هل سيتحمل ادوارد هذا ويتركهـا بـدون عقاب .. هذا مستحيـل ..
فكرت بهذا قبل ان تخف نظراته نحـوها وتتغير نبرته كليا – تعالي ..
قال هذا فحدقت به مستغربه .. لم يعد يريد اكمال الحديث .. ومع هذا لم تفهم ماذا يقصد بتعـالي ..
لم تتقدم وهزت رأسها نفيا – انا مرتـاحه هنـا ..
قالت هذا وهي تدير وجهها عنه فناداها – ولكنـ انا لستُ مرتـاح ..
عادت لتنظر له مجددا .. اشار لها ان تجلس بقربه على السرير فاقتربت – ماذا ..؟
سحبهـا من يدهـا واجلسهـا – الستِ انتي البطله التي قالت للتـو انها لا تخاف ..
جمدت بعد هذا بمكـانها ولم تستطع التحرك .. اذ انه انزل راسه بهدوء ليريحه في حجرهـا بينما كان هو ساكن الان ..
كأنه طفل يحاول ازاحة الهم من قلبه في الحديث حول اي شيء.. لاكنه لم يعد يريد التحدث اكثر .. اغمض عينيه واحست انه يحاول ايجاد الراحه بنومه في حجرهـا .. لم تستطع سوى ان تبقى هادئه |.. قلبها كاد يخرج من شدة التوتر والخوف عليه ..
{ اللعنه .. ماللذي اخر امون } .. حاولت ان تسيطر على نفسها وجسدها كي لا ترتعش فتزعجه .. ولكنه مد يده وكأنه يبحث عن شيء في الهواء .. لم تعرف ماذا يحاول ان يجد ولكنه انزلها بعد هذا لتستكين قليلا على اصابع كلوديا ..
لا شعـوريا سحبت يدها وهي متوتره للغـايه .. ادوارد يتصرف بغرابه اليوم .. هي لا تتحمل ان ينقبل فجأ هكذا ..
اغلق يده بقوه وكأنه انزعج من تصرفهـا فلم تستطع ان تفعل شيء سوى ان تمسك بيده مجددا .. فتح عينيه
وبدى ينظر لها وكأنه لا يراها .. قال لها بعد هذا – كلـوديا ..
لم يكمل .. كأنه احس بشيء غريب .. بدأ باعادة اسمهـا مجددا وكأنه يتلذذ به ..
قالت له - لقد تأخر آمون ..
كان يجب عليهـا ان تقطع عليه هذيانه .. هي لم تعد تسيطر .. انه لا يعرف بالتأكيد حجم الكارثه التي يسببها لها
عندمـا يتصرف هكذا .. هو لم يسمع ما قالته .. او انه سمع ولم يهتم المهم انه لم يجب عليها ..
بل ضل صامتا لفتره قبل ان يحرك يدها ويضعها على رأسه – قومـي بالعبث بشعـري ..
اغمض الان عينيه وافلت يدهـا .. تجمدت يدهـا على شعره وهي لا تعرف ماذا تفعل .. نظرت له قليلا ..
هل يمكن ان يكون هذا كله هذيـان ..؟ الم يعد يشعر بمن حوله ..؟ هل هو نائم ..؟
لم تفهم شيء ولكنهـا بدأت بتلطبية طلبه .. عندمـا ينزع ادوارد وجهه الحقيقي فهـو يصبـح كالطفـل الضائـع ..
شعرت بتحطم كل شيء مضى .. كل كلمة قالها لها .. كل حركه قام بها .. لم يبقى في قلبهـا سوى ان هذا الرجل الساكن في
حجرهـا هـو شيء لا يمكـن ان تنسـاه .. بدت دموعهـا تملئ عينيهـا ولكنهـا حاولت ان لا تسقط ..
لقد تأخر امون كثيرا وادوارد لن يتحمل اكثـر ..
خرج صوته وكأنه يتمم في حلم – أمي كانت تفعل هذا لي ..
صمت قليلا وهي تحاول ان تستوعب ما يتمتم به فأكمل وكأنه غضب في نومه – ولكن كاميليا لم تدعها تفعل .. لقد طردتها ..
ماذا يقـول ..؟ امـي ..؟ كاميليا ..؟ هل هما شخصين مختلفيـن ..؟ ام هل جُـن ادوارد الان .. لم تفهم
شيء فرددت اسمه بهدوء وهي تريد منه ان يستيقض – ادوارد ..
_ لا تذهبـي ..
قال وبدا يتنفس بقوه .. بدأ يتصبب العرق من جبينه الان فشعرت بالخوف الشديد .. ارادت ان تبعده كي تتصل
بآمون مجددا الا انه لف يديه واحتضنهـا بقوه وهو يردد بصوت اشبه بالهمس – لا تذهبـي .. لا تفعلي هذا ..
لم تعد تستطيع ان تسيطر .. ادارت وجهه لها بسرعه وبدت تضربه بخفه كي يستيقض .. هي لا تتحمل
ان يفعل هذا بهـا .. ماهذا الذي يحدث له ...
بدا يستجيب شيئا فشيئا حتى فتح عينيه قليلا وبدا ينظر لها .. لم تعرف ان كان قد استيقض
امه انه مازال غير مدرك لما هو حوله .. ضل يتاملها قليلا وقال بعد هذا بهمس وهو يرفع يده ليلمس وجهها بأصابعه
– انتـِ ملكـي .. هل تفهمـين هذا .. لي انا فقـط .. !
انـه يهذي .. هذا الموقف اكبـر من ان تتحمله هي .. هل كلماته هذه موجهـه لهـا هي ..
لم تعد تستطيع ان تفهم شيء .. وهي الان لا تهتم بأن تفهم شيئ .. تريد منه فقط ان يستيقض ..
عندمـا كان يريد ان يغمض عينيه حاولت ان ترفع وجهه – ادوارد استيقض .. لا تنـم ارجـوك ..
كان يريد ان يهمل ما تقوله ولكنهـا لم تتركه ليرجع رأسه بل حاولت ان تُجلسه .. فتح عينيه منزعج واستجاب لها ..
تشعر انه يكاد يغيب عن الوعي بين الحين والأخر ولكنهـا استطاعت ان تجعله يجلس ويستند على الحائط مما تطلب منها
جهد لا بأس بـه .. حاولت ان تتحدث معه وتجعله لا يغيب عن الوعـي ..
_ ادوارد .. لا اعرف لما تأخر امون ولكنه سيصل .. ارجوك تحمل قليلا بعد ..
فتح عينيه وضل يحدق بهـا .. كان يبدو مرهق للغـايه .. ارادت ان تنزل من على السرير لترى اين اصبح امون ولكنه
امسك بيدهـا .. قالت له – لن اذهب .. انا هنـا .. سأستعجل آمون فقط ..
_ سيصـل .. لا تذهبـي انتي ..
.. انه يقولها مجددا .. لا تذهبي .. ضلت تحدق به ودموعها تتلئلئ فأمسك بوجهها وهو يبتسم بهدوء ..
انه يختلف تماما عن ادوارد الذي تعرفه .. قال متسائلا ..
_ هـل ستبكيـن كثيراً ان مُت ..
ضلت تحدق به وهي لا تفهم كيف يستطيع ان يقول هذا الان .. الا يستطيع ان يرى حالتها التي كادت تصل للجنـون ..
ولكنه لم يهتم .. بـل اكمل – هل ستنسينـي بسرعـه ..؟ ... ام انكِ ستتذكرين حُبك الأول دائما ..
_ اريدك ان تأتي لزيارة قبري كثيرا ..
لم تعد تتحمل الان .. صرخت بينما دموعهـا بدت تنهمـر – كـفـــــى .. كفى كفى .. كفـى ارجـوك ..
تنفست بقوه – الا يمكنك ان ترى انك ستقتلني .. هل تتلذذ بهذا ..
مازالت ابتسامته مرسومه على شفتيه عندما اجاب – نعـم ..
اكمل بعد هذا وكأنه شعر بالاسف – هل هذا سيء ..؟
لم تعد تستطيع ان تتحمل هذا .. انه يتصرف وكأنه طفل لا يعرف ماهو السيء ... اكمل كلامه فجعلها هذا تحدق به مصدومه
– انا اعشق ان اراكِ خائفه علي .. هل هـو شيء بشـع ..؟
_ هل ستمـون من جرح كهذا ..؟
ابتسم لها عندما وجد هذا العناد منهـا .. عرف انها تستفزه ولكنه عرف كيف يجيبهـا ..
_ لقد قُطع شريان في ساقي .. ان ..ان استـ..ـمر ... النزيف اكثر ..
اخذ بعد هذا نفس ليكمل – ... فستكـون تلك هي نهـايتي ..
قفزت من على السرير وهي مفزوعه .. جرت نحو الباب وفتحته بسرعه لتجد آمون يقف امامها ..
كان ينتظر من احد الرجال ان يرتقي السلالم .. عندما استدار لينظر لها قلق جدا عليها اذ ان شكلها كان مخيف جدا ..
الدموع قد تركت ملامحها على وجهها .. – كلوديا ما بــك ..؟
لم تستطع ان تتكلم فأمسك بها بسرعه ولف يديه حول راسها ليهدئها – اهدئي .. اهدئي هيا ..
دخل الطبيب الذي احضره امون معه .. وقف قليلا امام السرير وعاد لينظر لهم ..
استدار امون ايضا لينظر لأدوارد الذي كان الان قد ارتمى على السرير ..
_ ما بـــــــه ..؟
سأل امون وهو خائف على ادوارد الذي بــدى وكأنه فارق الحياة .. عندمـا وقف الصوت قليلا وسكن الجميع ابعدت كلوديا
وجهها عن امون واستـدارت .. لقد جلس الطبيب قربه ولكن للحضه لم يحرك شيء .. لم يلمس ادوارد
وادوارد لم يتحرك .. هل تستطيع ان تتحمـل اكثـر ..؟ اقتربت قليلا وهي تكاد تفقد صوابهـا ..
ما بهم ..؟ ولماذا ادوارد ارتمـى على السرير .. لقد اجلستـه للتـو فماذا حدث ..؟ هل تعب من الجلـوس ..؟
حرك الطبيب يـده ليضعهـا على عُنق ادوارد .. لم تفهم ماذا كان يحـاول ان يفعل .. آمون اقترب منهـا وامسك بها وهو
يريد اخراجهـا ولكنها سحبت يدهـا منه بـدون ان تلتفت له .. لم تتحرك .. عيناها كانت فقـط موجهه لأدوارد وهي مليئه
بالدمـــوع .. كانت تنتظـر منه ان يفتـح عينيه .. لأنه ان قرر عـدم فتحهمـا فهذا يعني انه قرر قتلهــا ..

لَن تعشَقـي غيريِ فأنتـي . .فتاتي . . !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن