الجزء الواحد والعشرين

3K 92 5
                                    


_ حسنا ..
اقترب منها وبدى انه اراد تقبيلها ولكنها ابعدته – لا ..
نظر لها مستغرب فقالت – لا ..
ودخلت .. عرف انها مختلفه تماما عن ما عرفه من بني جنسها سابقا ..
وتأكد ان اختياره كان مناسب جدا ..
بينما دخلت هي واغلقت الباب خلفها بسـرعه ..
لقد احست بكئابه تجتاحها لم تمر عليها سابقا .. لقد قطعت اخر خيط كان يجمعها
بأدوارد .. اذن فالان هي مجبوره ان تنسـاة ..
رمت نفسها على السرير واحتضنت الوسـاده .. هل لها ان تفكر اليوم فقط بأدوارد ..؟
هل تجعل هذا اليوم هو يوم وداعـه كليا من حياتهــا ..؟

~}

نامت في ذلك اليوم قبل عودت والدتهـا من العمل .. لقد ضلت تبكي على الوساده
حتى غفـت .. بينمـا عادت روزا وهي تشعر بصُداع شديد .. لم تنتبه معه للدموع التي
بللت وسادت طفلتهـا .. قامت بتغطيها جيدا كي لا تأخُذ برد ونـامت بسرعه ..
في الصباح جائها اتصال من لامار ايقضهـا .. سألتها فيه ان كانت ستأتي لتوديعهم ..
فأستغربت كلوديا الامر وقالت انها ان ذهبت للمطار فسيكون من الصعب عليها
العوده .. ولكن قالت لامار لها انها يمكن ان تعود بالسياره التي ستأخذهم الى هناك ..
وافقت وسألت والدتها فلم تمانع على ان لا تتأخر فغدا لديهـا مدرسه ..
عندمـا اتصلت بها لامار لتسألها ان كانت ستأتي لتوديعهـم لم تفكر سوى بأنها تريد ذلك ..
ستشتاق جدا للأمار وآمون وهي تريد ان تودعهـم قبل ان يذهبـو .. حيث انهـا لا تعرف متى سيعودون مره
اخـرى او متى سيلتقون مجددا .. استبدلت ملابسهـا بسرعه ولم ترتدي الكثير اذ ان الجو بات يدفأ شيئا فشيئا ..
اخذت هاتفهـا وخرجت لتنتظـر وصولهـم في الخارج كما طلبت منها لامار ..
كانت تسير وهي تشعر ببعض الكئابه من هذا الجـو |.. الضباب كان يخيم على العالم في هذا اليوم
بينمـا كانت الاشجـار عاريا من كل الاوراق لتزيد من كئابه الجو وتجعل اللون النهائي هو البنـي ..
اخرجـت هاتفهـا وقرأت رسالة ايفـان التي ارسلهـا لها بالامس .. ربمـا بعد ان تركته ببضع دقائق ..
ولكنهـا لم تقرأها سوى صباحاً .. كانت رساله جميله .. ( ربمـا مازال الامر جديدا عليك صغيرتـي .. ولكن اعدك ان اجعلك تعشقيني .. )
ابتسمت وهي تشعر بالارتيـاح .. على الاقل ايفان يعرف انهـا لم تقـع في حبـه .. وهذا امر جيد ..
سيتعامل معهـا بتأني اكثر .. ولن تضطر لأظهار مشاعر كاذبه نحـوه ..
ابتسـمت وهي تـرى السيـاره السوداء التي دخلت الشارع ..والتي كانت متوجهه نحـوهـا ..
ولكن ابتسامتهـا لم تدم سوى ثوانٍ حتى عرفت انهـا سيارة ادوارد ..
حاولت ان تهدئ .. فكرت انها لم تتخيل ان يوصلهـم ادوارد للمطـار ..
تفكيرها كان كله انهم سيذهبون بسيارة اجـرى ..
ولكن هذا صدمهـا فعلا .. وضعت ابتسامه على وجهها وقررت ان تضهر بان الامر لم يحركهـا بتاتا ..
وصلت السياره لتقف امامهـا .. تقدمت ولمحت كلارا جالسه بجـوار ادوارد ..
انزلت رأسها كي لا يرا احد ملامحهـا الغاضبه .. كم هم لعينين ..
هذا ما فكرت به قبل ان تفتح الباب الخلفي لتجلس
بقرب امون ولامار .. القت على الجميع التحيه ولم تحدد ..
اجابهـا الجميع وحتـى ادوارد الذي نظر لها من خلال المراه امامه
بينمـا اكتفت كلارا بالسكـوت وعدم النظر لهـا حتـى .. كان هذا مزعـج .
. ولكن ان كان الامر مازال مبهما لديها فلما عادت
لأدوارد ..؟ استغربت ولكن لامار لم تترك لها مجال للتفكير .. بدأت تحدثها فنسيت الامر ..
ادوارد وكلارا لم يتحدثا بتاتا .. هذا كان غريب .. ليس على ادوارد بالطبـع ..
عندمـا وصلو نزل الجميع ونظر امون نحو الساعه – هيا بنـا .. سنتأخر على الطائره ..
لحقت به لامار وتبعتهـا كلوديا .. بينما سار ادوارد وكلارا بعدهم بقليل لوحدهـم .. هذا تحطيم متعمد لكلوديا ..
فكرت بهذا ولكنها تشجعت وبدت تتحدث مع لامار مضهره عدم مبالاتها بتاتا بما يجري ..
ابتعدن الفتيات قليلا عن امون وقالت كلوديا – ماذا حدث بشأن الحمل ..؟
_ لا شيء ..
عقدت كلوديا حاجباها – ماذا يعنـي ..؟
_ انه يتجاهلنـي .. او بالاحرا يتحدث معي برسميه بعض الشيء ولا يقول شيء حول الطفل ..
_ هذا صعب ..
_ انه اصعب من ان يغضب ويصرخ .. لم اعد افهم ..
ابتسمت لها كلوديا مواسيه فقالت لامار – ولكن المهم انه لم يعد يتحدث بشأن اسقاط الطفل ..
_ ستتحسن الامـور .. كوني قويه فقط ..
_ هذا ما اقوله لك ايضا ..
ضحكت كلوديا عليها – لقد اصبحت الان فتاة ناضجه .. لا تقلقي علي مجددا ..
ابتسمت لامار وبعد ان وصلو لقاعة الانتظار احتضنتهـا – كان التعرف عليك شيئ رائع كلوديا .. كم احب ان نبقى على تواصل ..
_ بالطبع سنبقـى .. وستأتين مجددا لهنـا قبل ان تنجبي ..
_ ان حدث شيء مهم ..
قالت لامار وغمزت لها .. احست كلوديا بالانزعـاج ولكنها لم تقل شيء .. استدارت بعد هذا لتبحدث عن امون
فرأت كلارا وهي تمسك بيد ادوارد وتتحدث معه بينما تحدق به حزينه .. استغربت موقفهـم ..
الم يجدو مكان يتحدثون به الا في المطـار .. كم هذا وقح ..
قلبها كان يتفطر وهي ترى ادوارد يتصرف مع كلارا بهذه الطريقه .. بينما كان يتجاهل كلوديا تماما ..
لقد ارادت ان يلتفت لها .. باي شكـل .. حتى ان كـان يريد ان يسخر منها ولكن مجرد ان يتحدث معها سيهدئ قلبها
قليلا .. تنفست بعمق فقالت لامار – ماذا الان ..؟
استدارت محرجه بسرعه وضحكت متوتره – اااه .. لا لاشيء .. انه فقط ان المدارس ستبدأ غدا ..
_ سيكون هذا جيد .. افضل من جلوسك بدون عمل شيء ايتها الكسوله ..
قال امون وهو يقترب منهم .. عقدت حاجبيها وقالت منزعجه – انا كسوله .. لستُ كذلك .. ولكني فقط لا احب الدراسه
ضحك عليها – هذا فقط .. اذن فأنتي لستي كسوله ..
_ امون .. متى ستأتون مجددا ..؟
_ لم نذهب بعد ..
_ ولكن قريبا .. اليس كذلك ..؟
_ سنـرى ماذا سيحدث .. ولكن الهواتف موجوده .. كوني على اتصال دائم .. اخبريني بكل شيء يحدث لك
_ حااضر سيـدي ..
قالت هذا عندما رئت كلارا تبتعد عنهم لتدخل قاعة تقديم الجوازات لركـوب الطائره .. استغربت
انهـا قاعه مختلفه عن القاعه التي يتوجهون لها امون ولامار .. هزت رأسها بعد هذا .. ولكن لماذا تذهب كلاار الى هناك اصلا ..
نظرت لهم وقالت – الى اين تذهب كلارا ..؟
_ انهـا عائده لفرنسـا ..
نظرت للامار مستغربه .. هل كانا يتوادعـان اذن ..؟ عائده ..؟ لماذا ..؟
بدت الاسأله تقتحم رأسها بسرعه ولكن لم يسعفها حضها كي تسأل الكثير اذ ان ادوارد وقف بقربها وقال ..
_ هناك خمسه عشر دقيقه قبل اقلاع الطائره ..
نظر له امون مبتسم وقال – حسنا اذن .. اراك قريبا ياصاح ..
نظرت لهم كلوديا عندمـا تصافحـا .. هذا اذن هو وداعهم .. بالطبع فأمون ولامار في نفس البلد ولكنهم في الشمال فقط ..
ولكنها تشعر انهم سيذهبون للبعيد .. فهي لن تراهم لمدة طويله .. هذا ان لم يكن للأبد ..
فهي الان لا تعرف ما تخبئئه لها الايام مع ايفـان ..
احضتنتهـا لامار مجددا واحمرت عينا كلوديا مهدده بالبكــاء .. قالت لها لامار وهي تمسك وجهها – لن اهاجر ايتها الحمقاء ..
_ لم يكن عليك ان تأتي ..
احتضنتهـا مجددا فقال امون – كم هذا قاسي .. انها لم تصافحني حتى ..
ابتعدت بعد هذا كلوديا عن لامار وتقدمت من امون قائله – لا اعرف ماذا اقول ..
كانت تغالب دموعها كي لا تقع فأمسكها امون من كتفيها – لا تبكي صغيرتي .. سنأتي قريبا .. كوني بخير ..
احتضنها وابعدها بعد هذا ليحمل الحقيبه ..
_ حسنا كلوديا .. وداعا اذن ..
تحرك امون ولامار بعد هذا ليدخلان ويختفيان عن الانظار .. لم تتحرك كلوديا وبقيت تنظر للمكـان الذي يدخل منه المسافرين
حتـى احست بيد ادوارد تلمس ضهرها ويحركهـا كي تتقدمـه ..
ارتعشت ورفعت وجهها له لتفهم ماذا يريد فقال – لنذهـب ..
هل هو مزعـوج ام غاضب .. ربمـا الاثنيـن .. لذهاب كلارا ..؟ هل يعقل هذا ..
ربما لا .. لانه لو اراد منهـا البقاء لما تأخرت دقيقه عنه ..
تقدمته وسارت امامه حتى خرجو من المطـار .. توجهت لسيارته ووقفت تنتظر منه ان يصل ..
فتح السياره بدون ان يلتفت لهـا ودخل .. فعلت هي الامر ذاته ولم تنبس ببنت شفه حتى حرك السياره ..
نظرت لساقه التي بات يحركها بسهوله بالغه .. يبدو ان الجرح لم يعد يحرك شيء به ..
اشعل سيجاره وبدأ يدخنها .. هاتفه كان يرن ولكنـه لم يجب عليه .. نظر للرقم واعاده بدون ان يجيب ..
استغربت كلوديا .. كانت تشعر ببعض السعاده لجلوسهـا ومراقبتهـا له .. ولكنها تشعر بان ما تقوم به خاطئ ..
لم تفهم شعورها ولكن هذا مزعج للغايه ..
بعد طريق طويل للعودة لمنطقتهم من المطـار اوقف ادوارد السياره امام مطعـم ..
لم يتحرك ولم تفهم هي ماذا يريد ..
مرت برهة زمن قالت له بعدها وهي تحاول ان يخرج صوتها طبيعيا – الن نذهب ..؟
اسند هو رأسه واداره لينظر لها .. احست ببعض الخجل من تحديقه بها حتى قال – الى ايـن ..؟
ابعدت عينيها عنه وقالت – الى البيت ..
بدأ قلبهـا ينبض بقوه مزعجه .. وبدت ترتعش حين حرك اصابعه لتلمس خدها وهو يدير وجهها له ..
كأنه اخذ صعقـه كهربائيه من جلدهـا .. او انـه انزعج منها كلها .. ابعد يده فورا بأنزعاج وقال ..
_ كم السـاعه ..؟
انهـا امامه .. لم لا ينظر لها وحسب .. انزعجت من تصرفه الذي بدى لها وكأنه يريد ارباكها به فقط
وقالت – انهـا الرابعـه ..
نظر نحو المطعم وفتح الباب وخـرج .. لم تخرج هـي ففتح بابهـا وقال – هيا ..
_ الى اين ..؟
سألته منزعجه وهي تحاول عدم النظر لعينيه .. فقال – انا جائع .. هيا لنأكل شيء قبل ان نكمل الطريق ..
_ سأنتظر هُنـا .. شكـرا لستُ جائعه ..
انها حقا لا تريد النزول معه .. ليفهم الامر ويتركها .. ولكنه لم يفهم كما بدى .. بل ان انزعاجه زاد
وبدى انه يريد ان يصب جام غضبه كله عليها – توقفي عن التصرف كالاطفـال .. هيا تحركي ..
ابعدت يده بسرعه وهي غاضبه ونزلت – كم انت وقـح ..
قالت هذا فأنزعجت من نظرته الساخره لها وكأنها تضحكه .. سارت خلفه مكرهه وهي لا تريد ان
ينتبه الناس عليهم ان قامت بالرفض اكثر .. يبدو ان اليوم ليس بيوم سعد ادوارد بتاتا ..
ولماذا يجب ان يتصادف هذا مع بقائهم وحدهم .. نظرت له وهي تسير خلفه وقالت – اللعنه عليك ..
لم يسمعها .. فقط اخفضت صوتها جدا .. خوفا منه ..
جلس على احـدى الطاولات المنزويات قليلا .. فجلست هي امامه ..
تقدم منهم النادل بسرعه واخذ طلبات ادوارد ..
ما استغربت منه انه عندما قال له النادل بأن الطبق الرئيسي هو طعام بحـري طلب شيء اخر ..
رغم انها تعرف جيدا كم يعشق ادوارد الاطباق البحريه .. وتعرف ايضا كم حاولت هي ان تجربها وتحبها
من اجله فقط ولكنها لم تنجح .. فالشيء الذي لا تطيقه في الارض هي الاطباق البحريه ..
هل يعقل انه فعل هذا من اجلهـا ..
كانت تحدث نفسها عندما ابتسمت وهي تشعر بغبائها ..
ومن اين لأدوارد ان يعرف بانها لا تحب الاطباق البحريه ..
_ هل الامر مسلي لهذه الدرجه ..؟
سألها فرفعت وجهها له .. انتبهت للتـو على ابتسامتهـا .. شعرت بأنها حمقاء ..
لم تجبه بل تصنعت الانزعاج من سخريته .. ولكنها لم تتصنع شيء بل هي حقا كانت منزعجه
منه كليا .. ولكن رغم هذا كله .. فقلبهـا مازال ينبض بقوه لمجرد وجوده معهـا ..
كيف ستتخلص من هذا .. انها لا تعرف ماذا تصنع بمجرد رؤيته على بعد اميال واميـال ..
كيف ستتصرف ان صادفهـا مع ايفان .. ستجـن .. لن تستطيع اخفاء ارتعاشتهـا ..
ولا شوقهـا الدائم له .. احست فجأ بالتعاسه ..
انهـا لا تريد ايفـان .. هذا ما شعرت به .. ان كان الامر بهذه الصعوبه لمجرد رؤيتها له ..
فكيف ان تزوجت بأيفان .. هل يمكن ان تنسا ادوارد ..
نفخ دخان سيجارته بوجهها فأختنقت وبدأت تسعُل . . انتبهت للتـو انها كانت تحدق به وهي تفكر ..
كم هي ساذجه .. نظرت له بعد هذا بغضب من تصرفاته المزعجه .. وقالت – الا تكف عن التدخين ..؟
_ ولم اتـوقف ..؟
سأل وكأنه يجاريها في الحديث فقط .. فقالت – لانـه قاتـل ..
قال محدقا بها – انكِ على حق .. ولكن .. هل تعلمين ان الدخـان يقلل نسبة الغضب ويهدئ الانسان كثيرا ..
_ وهل تريد ان تقول ان الدخان يأتي بمفعوله المطلوب معك ..؟
ردت عليه منزعجه فنظر لها قليلا قبل ان يقول – ما رأيك انتي ..؟
لم تجبه .. اكتفت بالنظر لديكـور المطعم .. عادت بعد هذا وامسكت بباكيت الدخان الموجود امامه ..
فتحته فقال لها – ماذا الان ..؟
اخرجت واحده وقالت – اريد ان اُجرب ..
نظر لها مستغرب في بادء الامر وقال بعدها بهدوء – اعيديها ..
لم تقم بتلبية ما امر به فقال بصرامه اكبر – ماذا قلت ..
انزعجت الان واعادتهـا .. قالت بعدها – ما شأنك انت بي ..
_ انها سيجارتـي ..
_ كم انت بخيل ..
ابتسم ساخرا وقال – سأدعك تجربينها بعد الاكل ..
_ لا اريد منك شيئا .. اريد ان اذهب للبيت فقط ..
_ يبدو اني لم اقل لكِ سابقا اني لا اعرف التعامل مع الاطفال بتاتا ..
لم تعد تتحمل .. انه يستفزها بطريقه مزعجه جدا .. قررت ان تلتزم الصمت بعد هذا ..
حتـى وضعو الطعـام .. كان يبدو شهيا للغايه .. في بادء الامر لم تأكل شيء ..
ولكنها بعد هذا لم تهتم له بل بدأت تأكل وكأنه ليس موجود .. تفتح هاتفها بين الحين والاخر
وهي تتصنع انهـا ترسل رسائل .. لم يكن هناك شيء من هذا ولكنها ارادت فقط ان تلهي نفسها
عنه .. بينما بدا ان ما تقوم به ازعجه للغايه .. هو يحب الهدوء على طاولة الطعام اذن ..
فكرت بهذا فأرادت مضايقته اكثر ..
عند الانتهاء من الطعـام وقفت بسـرعه وقالت .. – هيا لنعد ..
نظر لهـا – هيا اذن ..
وقف فسارت خلفه حتى وصلو للسياره .. جلست في مقعدهـا وجلس هو الاخر ايضا ..
قالت قبل ان يحرك السياره – الم تعدنـي بان اجرب بعد ان نأكل ..؟
قالت مستفزه فقال – هذا صحيح .. انها مشكله ان الاطفال لا ينسون الوعـود ..
_ توقف عن قول طفله ..
اخرج سيجاره واستدار لها – لا يريد تجربة الدخان الا الاطفال ..
قالت ساخره – بالطبع فأمثالك يرون الناس الجيدين اطفال ..
اقترب منهـا وقال – جيديـن ..؟ هل من يدخن السيجاره هو سيئ ..؟
حدقت به وقالت – لا .. ولكن انت كذلك ..
_ هل ترين اني سيئ ..؟
_ الا ترى ذلك ..؟
_ بلى .. ولكنكِ مختلفه .. الا يقولون ان من يعشق لا يرى عيوب عشيقه ..
تلعثمت وبدى قلبها ينبض بقوه .. كم هو مزعج .. اخذت السيجاره منه عنوه واستدارت ..
وضعتهـا في فمها بارتبـاك .. كان هناك علبة ثقاب امامهـا .. اخذتهـا واخرجت احدى الثقاب
لتشعلهـا عندما امسك ادوارد بيدهـا .. – لم نصل لهذه المرحله بعد ..
عقدت حاجبيها مستغربه وهي تنظر له فأمسك السيجاره التي كانت بين شفتيها وسحبها منها ..
ضلت تحدق به فقال – ان هذه التجربه تكفيك .. طفلتـي ..
_ انك غشاش .. لم يكن هذا هو الوعد ..
حرك السياره بدون ان يقول شيء .. احست انها حقا تبدو كالاطفـال بتصرفاتهـا معه ..
ولكنها لا تعرف ماذا يحدث لها .. فهي تتغير ولا تعرف ماذا تقول عندما يكون موجود ..
تفكر بالشيء بعد ان تقوله فقط ..
بدأ هاتفهـا يرن .. اخرجته من الحقيبه وكـانت الصدمه انه ايفـان ..
ليس وقته بتاتا .. قررت ان لا تجيـب .. ضلت تنظر قليلا للشاشه حتى قررت ان تعيده للحقيبه
.. ولكن باغتهـا هجوم ادوارد الذي انتشل الهاتف من يدهـا ..
_ ماذا تفعل ..؟
صرخت قبل ان تستطيع فهم الامر .. نظرت له فرأته يحدق بالشاشه قليلا قبل ان يبتسم بسخريه ..
_ انـه العاشق المسكين اذن ..
انزعجت من سخريته على ايفان وسحبت الهاتف من يده ..
_ لم لا تجيبين اذن ..؟
_ ليس من شأنك ..
قالت وهي تشتعل غضبا فقال – هل تشعرين بالذنب ..؟ انكِ تقومين بخيانتـه ..
صرخت بوجهه بعد ان امتلئت بغضا منه – كم انت وقح ..
اوقف السياره على جانب الطريق واستدار لها .. بدا غاضبا .. منزعجا .. هائجا جدا ..
امسك بكتفيها فحاولت دفعه – توقف عن هذا ..
كان يعصرهـا بقوه .. يوجعها .. انه غاضب حقا .. خرج بعد هذا صوته مما جعلهـا ترتعش خوفا منه ..
لم يصرخ .. بل كان هادئه جدا .. ولكن نبرته مخيفه .. قال من بين اسنانه – سأقتلك يوما ما ..
مابه .. لم هو منزعج هكذا .. او بالاحـرى غاضب ومشتعل هكذا ..
هل هو غاضب من شيء اخر وينفذ غضبه بوجهها .. ام انها هي السبب في هذا ..
يستحيـل .. هل كلمة وقح قامت بكل هذا ..
ضلت تحدق الطريق المتبقي من خلال النافذه وهي لا تجرأ على النظر له ..
كانت خائفه . متوتره . منزعجه .. مجروحـه منه .. انه لم يفعل شيء مع كلارا ..
هو هادئ جدا معهـا .. ولكن عندما يكون مع كلوديا فهو يصبـح كالوحش ..
لماذا .. هل يكرههُـا الى هذه الدرجه ..؟ لماذا اذن .؟ لم تفعل له شيء ..
لم تفعل شيء سوى انهـا غارقـه في عشقـه ..
اكملو الطريق بهدوء مزعـج ومحطم لكليهمـا .. حتى اوصلهـا للبيت ..
لم تقل شيء بل فتحت الباب بسرعه وتحركت مسرعه نحو المنزل ..
لم يوقفهـا .. فهـو ايضا لم يكن يملك شيء ليقوله لها .. او ليبرر انفعالاته ..
توجهت هي بسرعه نحو المنزل واكملت الطريق راكضه حتى وصلت .. فتحت الباب بسرعه
واغلقته بقوه .. صرخت – حقير ...
كانت غاضبه جدا .. رمت بحقيبتها ودخلت للغرفه تغير ملابسهـا .. لقد كان مزاجُهـا منذ البدايه
متعكر .. والان اكمل هو ليجعل من يومهـا هذا هو الافضـع ..
اكملت يومها منزعجه كلما تذكرت كلامه .. كيف يمكن ان يكون واثقا هكذا من انصياعها له ..
لماذا يبقى متأكد من مشاعرها رغم كل ما تحاول ان تقوم به من تجاهل ..
جاء والدها في وقت متأخر وتغير مع حضوره مزاجهـا قليلا ..
مرت بعد هذا الايام المقبله بدون تقلبات .. العوده للمدرسه ..
في بادء الامر احبت العوده للمدرسه .. رؤيت صديقاتها مجددا والمشاغبه مع الجميع ..
ولكنها بدت تنزعج من هذا كله .. حتى صديقاتهـا قالا لها انها تغيرت .. بدت تحب الجلوس وحيده ..
والصمت الطويل والشـرود .. كانت تحاول ان تبدو طبيعيه ولكن هذا كله ممل ...
لقائاتهـا بأيفان زادت .. ولكن لم يزد بها شيء .. يذهبون للمطاعم .. او للسينما ..
او يأخذها احيان لأماكن اخرى ولكنها كانت تحاول دائما الابتعاد عنه .. وعدم التحدث معه
بشيء عاطفي .. لم تستطع .. ليس الامر بيدها ولكنها لا تستطيع ان تقول له شيء ..
فهي تراه صديق .. صديــق وحسـب ..!!

لَن تعشَقـي غيريِ فأنتـي . .فتاتي . . !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن