رفعت كلوديا وجهها بسرعه لأدوارد .. وعادت بعدهـا للممرضه التي قالت لهم – اتبعـوني ..
تبِعاها حقا فأدخلتهم لأحـدى الغرف .. كانت امهـا هناك .. اليس والدها هو من يجب
ان يكون المريض .. لماذا تنام والدتهـا على سرير التمريض ..
كاميليا ايضا هناك .. والسيد مايكل .. كم بدأ الحزن واضحا عليهم .. بينمـا دموع السيد مايكل كان شيء لم
يستطع اخفائه .. اقتربت كلوديا حتى كادت تقع فأمسك ادوارد بهـا .. سألت بهدوء وهي خائفه من الاجابه ..
_ ما بهـا امـي .. ؟
وقفت السيده كاميليا لتقترب منهـا – انهـا بخير ..
لم تصدق .. امهـا مغمضه العينين .. في هذه الاثناء دخل احد الاطبـاء الى الغرفـه وتقدم من والدتهـا ..
قال بعد ان فحصها – انهـا بخير .. اغماء ليس خطر .. لقد كانت صدمة فقدان زوجهـا كبيره عليها ..
امسكت كلوديا بيد ادوارد وهي لا تعي ما يقوله الطبيب .. فقـدان زوجهــا ..؟
من ..؟ جـورج ..؟ ماذا يقول هذا الطبيب ..
ضلت تنظر لهم .. خيم الحزن والصمـت .. هل ما يحدث حقيقه .. لقد كان اليوم من بدايته يبدو كالحلم ..
والان ينقلب لكابـوس .. ماذا هناك ..؟
نظرت كاميليا لها .. وبعدها لأدوارد الذي كانت الصدمه مرسومه على ملامحه .. قالت بهمس – الم تعرفا ..؟
انهـارت كلوديـا بعد هذا وهي تريد من احد ان يفمهـا ما يحدث .. بينمـا جمدت الصدمه ادوارد الذي تركها
لتجلس ارضا وهي ترتجف جراء ما تسمعه منهم .. لم تستطع كلوديا ان تستوعب للحضه .. وقفت بعد هذا
كالمجنونه وهرعت لترتمي على والدتهـا .. امسك بها الطبيب متخوفا وقال – اهدئي انستي ..
اقترب ادوارد وامسك بكتفيها فبدأت بالتمرد والصراخ .. لقد استوعبت شيئا مما حولها ..
لقد فقدت والديهـا .. هذا ما فهمته فبدأت تنهار شيئا فشيئا حتى تدخل الطبيب بسـرعه ونادا احدى الممرضات
لتحقنهـا بحقنـه مهدئه .. ربمـا كانت الحقنه خفيفه او ان انهيارُهـا كان جامحا جدا ..
ضلت محاولاتهـا برمي ادوارد الذي كان يحتضنها عنوه حتى تصل لوالدتهـا مستمره لوقت طويل
قبل ان تفقد وعيهـا شيئا فشيئـا .. انهـارت كليا في الاخير ولم تعد تستطيع الوقوف .. امسك بهـا ادوارد بهدوء
وحملهـا بين يديه .. كانت ما تزل تتمتم بكلام غير مفهـوم ..بينما تلطخ وجهها بدموع سوداء شوهه منظرها الجميل .. بعد انتهاء حالتها وسكونها بين يدي ادوارد انتبه الجميع على وضعياتهـم
التي وقفو عليها وهم خائفين من ان يصيب كلوديا اغمـاء كما حدث مع روزا ..
قال الطبيب بعد هذا – ستكون بخير .. لن تنام طويلا .. ولكن يجب ان لا تتركوها وحدهـا حتى تستيقض خوفا
من ان تقدم على شيء .. ولا اضن انه من الجيد ان تبقى هُنـا مع والدتها عندما تستيقض ..
كان الطبيب ينتظـر منهم اجابه .. عندمـا سأل ادوارد وهو ينظر بوجه كلوديا – هل مات جـورج حقا ..؟
رفع بعد هذا عينيه ليجد الاجابـه بوجه والده .. شعـر ادوراد انها المره الأولى التي يشعـر بها بالشفقه على احد ..
نظر لكلوديا وبعدها لوالدته قائلا – سأخذها للمنزل ..
ابدت كاميليا اعتراض بسيط – ولكن ..
نظر لها منتظر ان تكمل فقالت – اليس من الافضل ان تبقى هنا ..؟
_ كما تشائون ..
لم يبد اي اهتمـام .. مما جعل والدتـه تستغرب ... للتو بدى مستاء جدا جراء ما وصلت اليه حالة
كلوديا .. ولكن قال مايكل – ان تبيت الليله في المنزل افضل .. هي لم تستوعب بعد حتى ما حدث هنا ..
سار بهـا ادوارد وخرج من الغرفه .. لقد كان والده يتحدث بصعـوبه .. لم يرى من قبل وضعهم
بهذه المأساويه .. يبـدو ان فقد شخص عزيز يؤلم .. هذا ما فكر به وهو ينزل لسيارتـه ..
عندما اجلسها في المقعد الخلفي تمسكت به لوهله فلم يتحرك حتى انسابت يداها من على كتفيه بهدوء
وسقطتا فوق جسمهـا .. ضل ينظر لها لحضات قبل ان يجلس بمقعده ويحرك السياره ..
لقد ازعجـه التفكير فيما سيحدث لها عندمـا تستيقض .. لم يعرف ماذا يجب ان يفعل ..
هو حقا مكتـف الأيـدي .. لم يخطر بباله سوى ان يتصل بلامار ويخبرهـا .. ولكنه رمى بالهاتف
بعد هذا و قرر عدم الاتصال في الوقت الراهن ..
وصل بعد طريق احسه اكثر الطرق التي سار بها ازعاجا بحياته ..
عندما دخل بوابة القصر كان الوقت الان ليلا .. اظلم كل شيء وكان الجو كئيب للغايه ..
نزل واحس بشعـور مزعج للغايه .. ولكنه عندمـا فتح الباب الخلفي ضل ينظر لها مطولا قبل ان يقترب
ويحملها بهدوء كي لا تستيقض .. احس بدفئها وهي بين يديه .. انه ولأول مره يقرر التمسك بشيء بهذه
الطريقه .. وهذا ما يجعله غير مستوعب للتغيرات التي تحدث له .. مما يجعله منزعج طوال الوقت ..
فتفكيره بأن هذه الفتاة استطاعت ان تجعله يفكر بها ويستاء لغيابها هكذا يجعله منزعج منها وكأنها
قامت بذنب لا يغتفر بدخولهـا عالمـه وتحطيم كل ما بناه ..
سار بها بهدوء حتى وصل لباب القصر .. فتح الباب بهدوء بينما قربها منه عندما هبت نسمه بارده
عليهـم .. ارتقـى معها للطابق الثاني حيث تقع غرفتـه وكان يسير بهدوء من امام غرفة جـون كي لا يوقضه ..
رغم انه اراد من جـون ان يكون بجانبها عندمـا تستيقض فعل اخوه الصغير يستطيع فعل شيء افضل منه ..
فتح باب الغرفه بهـدوء ولكنه لم ينر الأضواء .. انسابت من بين يديه بسكون شديد ووضعها على سريره ..
كانت شرفة غرفتـه مفتوحه مما جعل جو الغرفه بارداً للغايه .. قام بتغطيتهـا وتوجهه للشرفـه كي يُغلق الباب ..
عاد بعد هذا ليجلس على كرسيه واخرج سيجاره ليشعلهـا ..
النظر لها كان يحـرك فيه اشياء لا يحبهـا .. اشياء لم يفكر بها سابقا ولم يخطر بباله انها ستحدث معه
يوما .. وقف بعد هذا منزعج وتحرك نحو باب الشرفه .. ضل ينظر للسماء التي بدت تذكره بالتي تنام على سريره من شدة صفائها ..
فكـر ان الايام القادمـه ستكـون اقسـى ايام تمر على صغيرته .. هي تتعلق بأي شخص بسرعه
وتحب بسـرعه ايضا .. ولكن مشكلتهـا انها لا تنسـى .. هي لا تستطيع ان تفـارق من تحب . هذا ما كان
متأكد منه .. وهذا ما سيجعل حياتها صعبه جدا ..
مرت ساعات كان ادوارد يجلس فيها على كرسيه وهو يستند مغمض العينين من شدة التعب ..
احس بحركتهـا ففتح عينيه بسـرعه وهو ينظر لهـا ..
لم يتحرك من مكـانه وهو ينظر لها تعتصر عينيها بهدوء حتى فتحتهما وبدت تتأمل ما حولها ..
كانت عينياها مصوبتان نحو السقف حتى بدت تتلفت لتـرى اين هي .. عندهـا رئت احدهم يجلس على
الكرسي .. ضلت تحدق به وهي تحاول استيعاب الوضع .. ضلام الغرفه لم يدعها تتعرف على الشخص
فورا .. قالت هامسه بتردد – ادوارد ..؟
ضل ادوارد قليلا في مكانه قبل ان يقف ويتقدم منها .. نظرت له مستغربه وجودهـا معه في هذه الغرفه
التي لم ترها من قبل .. هناك شيء حدث قبل قليل .. ماهو ..؟ ارادت ان تتذكر فجلس ادوارد قربها على السرير
عندما جلست هي الاخرى وابعدت الغطاء عنها قليلا .. نظر لها فقالت – ماذا حدث ..؟
الا تتذكر .. ؟ لم يقل شيء .. احست انها في حلم .. وضع ادوارد لا يبدو حقيقيا .. رفعت يدها لتلمس وجهه
فكأنها صعقت كهربائيا .. ابعدت يدها بسرعه ووقفت على السرير ..
وقف هو الاخر بسرعه وقال – اهدئـي ..
_ ابي ..؟
تذكرت ان هناك شيء حدث لوالدها .. قالت بعدها – وامـي ..؟ اين ..؟
_ تعالي ..
ناداها عندما سارت فوق السرير لتقف مبتعده عنه .. هزت وجهها بقوه وهي تصرخ – اين ابي ..
ضلت تصرخ كالمجنـونه حتى فقد ادوارد سيطرته وصرخ بصوت كاد يحطم جدران الغرفه – توقفـــي ..!!
فزعت والسقت جسدها المرتعش على الحائط وهي لا تستطيع ابعاد نظراتها المرتبعه عنه ..
ارتبك بعد تصرفه الذي ارعبها وبدا يفكر قليلا وهو ينظر لها .. وقف بعد هذا ليرتقي السرير ويتحرك نحوها ..
كانت كالمجنونه .. تحاول اقتحام الجدار كي تبتعد عنه ولكنه استطاع ان يمسكها ..
لم تتحرك .. على عكس ما توقعه من مقاومه .. لم تبدي اي تمرد على احتضانها وتحريكها لتنزل من السرير ..
اصبحا كلاهما على الارض الان .. خبئت وجهها وبدت دموعها تبلل قميصه حتى سألت – اين ابي وامي ..؟
قال بهدوء وهو لا يعرف ماذا سيقول غير هذا – امك بخير .. وولدك ..
يريد ان يقول شيء يهدئها ولكن هذا مستحيل .. قال وهو يحاول ضمها بقوه – لقد ...
لم تكن الكلمه تقبل بأن تخرج وتكسر قلبها الصغير .. قالت – مصاب ..؟
هذه صدمه .. هل يعقل ان يكون انهيارها هذا كله لأنه مصـاب ..؟ ام هل تتغابا كي تحصل على
شي مطمئن .. لم يقل شيء فقالت تترجاه – ارجوك ادوارد .. قل انه مصاب ..
قال وهو يبعدها لينظر بعينيها – لا يمكن ..
احس بقلبها يكاد يخرج من شدة نبضه .. بينما بدأ جسدها يرتعش .. قالت بعد هذا وهي تخرج الكلمات
بصعوبه بالغه – ا..مـ....ـي ...
_ سنذهب لها ..
بدت دموعها تتساقط كشلال وهي تحاول التنفس ..
جلس على السرير واجلسها بقربه فقالت – لـ..ل.لـنـ...ذ..هـب ..
كانت تشهق بين كل حرف تنطقه فقال لها وهو يخبء وجهها بين يديه ويقربها من صدره ..
_ سنذهب ..
اخذ نفس عميق وهي تبكي بدون توقف .. لقد وضعت يديها امام وجهها وبدت تبكي كالاطفال
مما جعله يلف ذراعيه حولها اكثر .. بدت تتعب .. او انها لم تعد تتحمل .. شهقاتها بدت وكأنها تريد
الموت .. بدأ ضوء الصباح في البزوغ .. ابعدت وجهها عنه ونظرت للشرفه .. قالت بعدها وكأنها ملت انتظاره ..
_ سأذهب لأمي ..
وقفت فتركهـا قليلا حتى وصلت لباب الغرفه .. وقف ادوارد وسار خلفها .. عندما نزلت السلم كان القصر هادئ جدا ..
لم يكن احد قد استيقض بعـد .. الا يعرف احد ما حدث لها .. لحياتها .. الا يعرفون البركان الذي تفجر ...
المأساة التي حلت عليها .. كانت تشعر بدوار فضيع وبكئابه وحزن لم يمرى عليها في حياتها ..
تتمايل في سيرها بينما يتحرك ادوارد بعدها بهـدوء ..
حاولت التوازن فلم تستطع .. احست فجأ بأنها تكاد تفقد وعيهـا حين قاربت السقوط ..
هـرع ادوراد ليمكس بها .. استندت عليه وهي تحاول استحضار نفسها بصعوبه .. بدت تتنفس بعد
هذا ووقفت مبتعده عنه .. امسك بها ليلف يده حول ضهرها وتحرك .. سارا معا نحو المرأب ..
عندما فتح السياره ضلت هي واقفه وكأنها في عالم اخر ..
نظر لها ولكنها كانت تنظر للأرض بدون حراك .. رؤيتها هكذا هو تعذيب ..
اغمض عينيه وتحرك بعد هذا ليفتح لها الباب ويدخلها لتجلس ..
انه يحركها وكأنها دميه .. جلس بعد هذا ليحرك السياره .. لقد كان الوقت مبكر ..
البرد كان مزعج جدا .. خصوصا انه لم يستطع النوم جيدا .. اخرج سيجاره بدى يدخن كي يستيقض
قليلا ..
...
أنت تقرأ
لَن تعشَقـي غيريِ فأنتـي . .فتاتي . . !
Romanceكلمة الكـاتبة: أنهـا الروايـه الأولـى لي اتمنــى ان تصل الى مستـوى ذائقتكم وان تتابعـوها معـي .. ليس لدي الكثير لأقوله لذا سأبدى في سرد الروايه .. ^^ #مرحبا حبايب قلبي كيف حالكم😍❤️اشتقت لكم كثيرا🥺♥️ ..احم احم سأدخل في صلب الموضوع🌚😂 طبـعا لقد...