لقد نُقش هذا الشريط على أحد جدران عقلى منذ زمن طويل، صوت باب السيارة يُغلق بعصبية ، و الأصوات المزعجة المصاحبة لخطواتها المتهادية المناسبة لكبر عمرها...
ثلاث طرقات رتيبة على الباب بعد تخطى الحديقة الأمامية !!حسنا ..هذا كل شئ.
مرحباً ......إجازة صيفية لعينة !
....مجددا!
...............
خمس دقائق أخرى مرت ، جالسة بجانب الشرفة ، عيونى مصوبة على باب غرفتى ، أنتظر تلك الجملة التالية للمشهد الهزلى السنوى
..و بأرجل راكضة .. فتحت مرام الصغيرة الباب ،وبأنفاس لاهثة أخبرتنى ما كنت اجلس بانتظار سماعه قائلة:"لقد وصلت العمة سوزى للتو ...وهى تطلب حضورك "
وقبل أن تذهب مجددا للطابق السفلى عادت برأسها للوراء وقالت:"اقترح أن تسرعى الى الأسفل ..تبدو متلهفة لرؤيتك بشدة هذه المرة ...!!"ها نحن قد بدأنا من جديد.
لن تترك تلك المرأة.. هذة العائلة وشأنها إلا بعد إصابة أحدهم بالشلل!نسيت إخباركم!
العمة سوزى ،هى الأخت الكبرى لأبى .. و بما أن أبى يَكِنُّ حباً كبيراً لهذة المرأة، رغم سوء تصرفاتها التى لا تناسب العصر الحالى..لا يمكننا فعل شئ حيال ذلك !
أحيانا تكون لطيفة عندما تتوقف عن الكلام !
لكن هذا أحيانا فقط!!
هى من أولئك البشر الذين مازالو يفتخرون بأصولهم العائلية _غير معترفين بالطبقات الأخرى_إلى حد الغرور...يمكن القول بأنها أرستقراطيه مغرورة!
لا تتناسب مع عروبتها!لا يمكن أن يكون هذا التعالى عربياً فى نظرى.
هذا صحيح ...نحن عرب ، هاجر جدى قسراً من سوريا إلى سويسرا إثر النزاعات والحروب التى لا تتوقف فى هذا البلد!!
ونحن الآن من أكبر عائلات العرب وأكثرهم ثراءا فى سويسرا ...يوجد الكثير منا هنا!
فى كل مرة اتذكر بها هذا.. أتعجب من إحتواء بلد أجنبى لهذا العدد من العرب!
ربما اعتدنا العنصرية لا أكثر لأنها الوسيلة الوحيدة لمهاجمة الإختلاف!فى كل مرة تأتى بها العمة من سوريا _فهى الوحيدة التى فضَّلت البقاء هناك برفقة زوجها_ إلى زيورخ لقضاء العطله الصيفيه معنا ، تصر على إلقاء بعض الكلمات المنقرضة ك نرجسيتها ..جمل ذات أصول شرقية لا أمل فى زوالها عن الأمة لا فى وقت قريب أو بعيد ..تظل تلاحقك وإن ذهبت للمريخ !!
" بلقيس !، ألا تنوين الزواج بعد، لا تنسي أنكِ الحفيدة الكبرى لعائلتنا ، ويجب أن تقومى بواجبكِ تجاهها "
"بلقيس ..ابنتى .. لى صديقة قديمة عزيزة على قلبى ..والتى قابلتها بالطبع فى إحدى جولاتى فى شرق آسيا..لديها ابن رائع ...وهو شاب مثالى ..ها ... ماذا تقولين؟"
"نريد أن نفرح يا بلقيس "
وفى كل مرة تلح بهذة الكلمات أتسائل ..كيف لإتخاذى القرار بتلك السرعه أن يتعلق بفرحتهم!!جمل من هذا القبيل ..تدفعك للتفكير فى تفضيل التشرد فى الشوارع على البقاء فى هذه الحال المائلة!
أنت تقرأ
نمدا
Non-Fictionوهنا تحديدا شرعت فى قهقهات ساخرة لامتناهية..على شئ مجهول بالنسبة للجميع ..إلا هى! و بين ضحكة سافرة فى غير مكانها و ظهور دموع ساخنه تخترق حمرة خديها فى دفاع عن وجود أمل ..لم ينته الضحك بعد. لم تكف الدموع عن الهطول كانت بحاجه لكليهما .. إنها تفتقد ل...