البارت الاول

2.2K 66 11
                                    

بعد صلاة التراويح خرجت ســـلمى من المسجد متوجهةً إلى المنزل بمفردها.... فوالدتها والتي اعتادت على مرافقتها قد ذهبت هذا اليوم مع أخواتها في زيارة لعمهم صالح القادم من تبوك.....
يفصل بين بيت أهل سلمــى والمسجد 3 شوارع فرعية.... الإضاءة في شوارع حيهم ضعيفة وأحياناً معدومة..
وبينما هي في الطريق أخذت تفكر بما ستطبخ للسحور ولم تنتبه للسيارة التي توقفت فجأة ورائها......فاجئها صوت باب السيارة يفتح والتفتت خلفها لترى رجلاً يجري باتجاهها ...... لم يكن هناك وقت للتفكير وكرده فعل لا إرادية انطلقت سلمــى بسرعة لم تكن تعلم أنها تملكها....كانت نبضات قلبها تتسارع والدم يندفع بقوة في كل شبر من جسمها...
أحست باليد تمسك بعباءتها من الخلف وتسحبها بعنف.... تعثرت سلمــى وسقطت على الأرض... حاولت الوقوف فجاءتها صفعة مدوية لتلقيها على الأرض..... سمعت صوت طنين في إذنيها وتذوقت الطعم المعدني للدم في فمها وشعرت به يسيل من أنفها وشفتها السفلى والتي قد بدأت بالتورم...
وضعت ظهر يدها على شفتها الدامية والتي لاحظت ارتعاشها ..... كان كل شي من حولها يتحرك ببطء وشعرت بنفسها ترقب المشهد وكأنه لا يجري لها..... عقلها انسحب إلى مكان آخر بعيد حيث الآمان والطمأنينة.... أخذت الأسئلة تتوالى في رأسها... من هذا الرجل؟؟؟ وماذا يريد بي؟؟؟ هل هناك أشخاص يرون ما يحدث؟؟ هل سيهم أحد بإنقاذي؟؟؟ ..... حدث هذا في غضون ثواني.... أدركت أنه مهما حدث عليها أن تفلت... عليها أن تهرب... عليها أن تصرخ....كان اندفاع الاندريالين في دمها يرغمها على التفكير والتصرف بسرعة.... أزاحت يدها من على فمها ووضعتها على الأرض في محاولة للوقوف والهرب ولكن جاءت الركلة على بطنها لتقطع نفسها وترديها عاجزة عن الحراك.... أمسك بها الرجل بعنف من شعرها وجرها.... شعرت بفقرات عنقها توشك أن تنفصل عن بعضها البعض.....صرخت بأعلى صوتها فوضع يده على فمها والتي عضتها بقوة جعلته يتراجع إلى الخلف .. سمعته وهو يصرخ ويشتم... حاولت أن تنتهز الفرصة لتهرب ولكنه سرعان ما أمسكها من شعرها وضرب بجانب رأسها باب السيارة بقوة جعلتها تسقط على جنب وكأن جسدها قد خلا من العظام.... لم تستطع الوقوف أو الحركة أو حتى التفكير..... عمتها السكينة وبدأ نظرها يضعف شيئاً فشيئاً حتى عم السواد ما حولها وغابت عن الوعي....

استفاقت على صوت محرك السيارة....لازال نظرها متخدراً وعقلها غير قادر على التفكير... كانت ملقاة على ظهرها في المقعد الخلفي للسيارة... حاولت أن تستجمع قواها دون أن تلفت إليها الانتباه... كان آخر ما ترغب بحدوثه هو أن تفقد الوعي مجدداً لذا لم تحاول أن تتحرك فالألم كان يعم كل شبر من جسمها وكل حركة تحدثها السيارة ترسل شرراً من الألم الحاد في بدنها ودموعاً حارقة في عينيها...
بين الألم والدوار كانت ترى ما يجري بصورة متقطعة تماماً كمشاهدة شريط فيلم منزلي قديم..... حاولت أن تدرك ما يحدث.....

بدأت تتذكر ما جرى لها بصورة متشتتة..... خط الدم الجاف على وجنتها ذكرها بالضربة التي تلقتها على رأسها...وعاد الرعب ليملأ عروقها بالاندريالين .....بدأت نبضات قلبها ونفسها بالتسارع.... حاولت تمالك نفسها حتى تفهم ما يجري ما حولها وتفكر بما ستفعل....كانت السيارة تهتز بعنف مما جعلها تدرك أنها تسير في طريق وعره.... وايقنت انه أيا كان المكان الذين سيأخذها الخاطف إليه فانه لا نيه له أن تعوده منه.....
انهمرت الدموع من عينيها وكان كل ما تراه أمامها هو وجه أبيها وأمها والذين أيقنت أنها لن تراهم بعد هذه الليلة...
أحست بالقهر والمرارة تهز بدنها...... صرخت بأعلى صوتها وغرزت أظافرها على مرتبه السائق.... رفعت جسدها بيد وباليد الأخرى أطبقت على عنق السائق من الخلف.... أخذت الدهشة الرجل و أفلت عجلة القيادة من يده وحاول تحرير نفسه من قبضتها.... أراد الضغط على دواسة التوقف ولكن الصدمة أربكته فضغط على دواسة البنزين وانحرفت السيارة......كل شيء حدث بسرعة......صوت التحطم ,الغبار, الصراخ, رائحة الدم...... ثم عم الهدوء....

يومها أصبحت رجلاً يدعى سالم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن