البارت السادس

829 45 2
                                    

فواز: لا بس تغالطنا أنا واحد على موضوعه وبيننا رهان وقلت ما أحد أدرى منك بها المواضيع وأنا أبي راح أفلجه على يدك.........
خالد: اهاااااا..... اجل لا تنسى حقي من الرهان........
فواز: أبشر بس انت قلي على قضيته........
خالد: هذي يا طويل العمر خطفت وهي طالعه من صلاة التراويح من مسجد حارتهم اللي بحايل........واحد من الجيران سمع الصياح وفتح الشباك و لقا الرجل اللي ركب سيارته وهرب........اتصل على الشرطة وبلغهم بمواصفات السيارة وعلى بال ما رفع تقرير وارسلت الوحدات عشان تقفل المخارج اللي تودي لبرا حايل الرجل مبطي طلع برا الديره وما لقي.......بعد شهرين وصلنا بلاغ عن سيارة ملقيه بالنفود.......لاقينه بدو......جينا للموقع ولقيناه تطابق مواصفات السيارة اللي معمم عليه.....ولقينا جثه رجال على بعد مترين من السيارة........بعد تحليل الطبيب الشرعي لقينا إن سبب الوفاة طعنه بالعنق قطعت الوريد.....والسلاح كان قزازه لان الطبيب لقاه يوم فحص رقبه المجني عليه.........
فواز: الحين هو صار المجني عليه؟؟؟
خالد: بنظر القانون ايه......المهم صرنا ندور على البنت من أول وجديد لأن الحين صارت مطلوبة بقضية قتل ويوم فتشنا حول الموقع........ لقينا عباته متقطعه وناشبه بارطاه........وتوقعنا وحوش البر كلته......لان ما لقينا له غير ها الاثر.....
فواز: قضية قتل؟؟؟؟ أي قتل؟؟؟ الرجال خطفه وصارت هي المطلوبة؟؟؟
خالد: هذا عاد القانون.....هي قتلت الرجال وهذا تقرير الطبيب الشرعي........
فواز: بس هذا دفاع عن النفس.......
خالد: إلين ما يثبت التحقيق معه على انه دفاع عن النفس ينظر للقضية على انه قضية قتل.....لأن الأدلة الجنائية الموجودة تقول إن الرجال قتل بطعنه في العنق..........أما حكاية الخطف والدفاع عن النفس هذي كلها أدلة ظرفيه.....يعني يمكن يكون طلعت معه برغباتها......يمكن الشاهد أخطاء....... لأن كل اللي شافه هو السيارة ما شاف البنت هي تخطف ......وبعدين من حمد ربه انه ماتت......والا وش تبي ترجع به لأهله ......بفضيحة وجريمة.....قل الحمد لله الذي عافنا بما ابتلى فيه غيرنا........
فواز: أنا أبي أمشي الحين.......
خالد: والرهان؟؟
فواز: لا..... شكلي خسرت......
ركب طلال سيارته وكل شيء اتضح في عقله......ولكن عليه قبل كل شيء التأكد إن كان والده لا يعلم بحقيقتها وإلا فإن عليه التعامل مع صدمة أخرى.......هذه المرة في والده........
عاد طلال إلى المزرعة وكانت الساعة تشير إلى الرابعة عصراً...... سأل أحد العمال عن أبيه فأخبره أنه في مكتبه الآن ......رأى طلال سالم (سلمـــى) متجهاً إلى الإسطبلات......فتوجهه إليه.......
طلال: السلام عليكم......
نظر سالم (سلمـــى) إليه متفاجأً: وعليكم السلام.......
أمعن طلال النظر في وجهها وكل شيء بدا منطقياً ولكن كيف استطاعت أن تخفي حقيقتها طوال الستة شهور الماضية......... هذه الفتاة لا يستهان بحده ذكائها ومكرها وعليه أن يحسب خطواته جيداً حتى يكتشف ماذا تخفي أيضاً.....
طلال: معلوماتك عن الخيل جيده؟؟؟
سالم (سلمـــى): يعني....نص ونص......
طلال: أنا مفكر أشري كم فرس وأبيك تروح تنقي لي كم واحد.......
سالم (سلمـــى): أبشر.... بس أنا ما أعرف مزارع خيل قريبه من المنطقة......يبي لي وقت على بال ما ألقى......
طلال: ماهي مشكلة.....بس بالأول أبيك تروح تكلم أبوي بها الخصوص لأني الحين أبي أطلع.......
سالم (سلمـــى): الحين قصدك؟؟
طلال: ايه.....تلقاه بمكتبه.....أنا ماشي........
تظاهر طلال بالذهاب لسيارته........ عندما رأى سالم (سلمـــى) متوجهاً إلى مكتب والده تبعه بخفيه........
طرق سالم (سلمـــى) الباب ودخل المكتب.......
سالم (سلمـــى): السلام عليكم.....
أبو طلال: وعليكم السلام......تفضل يا ولدي......
دخل سالم (سلمـــى) وأقفل الباب وراءه.......
اقترب طلال من الباب وأطرق السمع......
سالم (سلمـــى): طلال مر علي من شوي وطلب مني أكلمك بخصوص الخيل.....
أبو طلال: وشبهن؟؟
سالم (سلمـــى): يقول يبي يشري كم فرس ويبي مني أروح أدور له.......
أبو طلال مستغرباً: طلال طلب منك كذا؟؟
سالم (سلمـــى): أنا بعد مستغرب .....لأن أول مره طلال يطلب فيها شي زي كذا وبها الأسلوب........حسيت من كلامه إنه عارف شي........ وجيت أسأل إذا طلال يدري بموضوعي.....
أبو طلال: والله يا سالم أنا ما قلت له عن شي......ومدام إنك جبت طاري ها السالفة أنا بعد أبي أسألك.....
سالم (سلمـــى): هلا........
أبو طلال: أنا فكرت وشو اللي يخلي واحد يترك أهله.......يعني إنت قلت لي إن حصل بينك وبين أهلك خلاف خلاك تهرب وتترك كل شي وراك.......بس ماهي معقولة........على الأقل ترحل لمدينه أو بلد ثانية ماهو تسكن عند بدو وتترك أوراقك وشهاداتك وكل شي..........
سالم (سلمـــى): أبوي تبرا مني وأحرق كل شي وطردني من البيت.........
أبو طلال: طيب ليش؟؟؟ ماهو معقولة أحد يسوي بولده ها الشيء الا اذا كان مسوي شي كايد........
سالم (سلمـــى): تكفى يا أبو طلال...... أنا أبي أنسى الماضي وأبدا حياتي من أول وجديد.......ويمكن مع الوقت أقدر أتصالح أنا وأهلي وترجع الأمور لمجاريها........بس ذاك الوقت الا الحين ما حل......
أبو طلال: أقدر أساعدك بشي؟؟؟
سالم (سلمـــى): ها الأمور ما ينفع أحد يحلها غيري.....
أبو طلال: بكيفك.........
سالم (سلمـــى): مشكور وما تقصر يا أبو طلال.....
أبو طلال: بالنسبة لموضوع الخيل لازم أكلم طلال بالأول وأشوف وش عنده.......
سالم (سلمـــى): مثل ما تشوف.......تامرني على شي؟؟؟
أبو طلال: سلامتك.......
سالم (سلمـــى): الله يسلمك.....
توارى طلال عن الأنظار وراقب سالم (سلمـــى) وهو يخرج من عند أبيه....
تأكد طلال أن سلمـــى قد لفقت قصه خدعت بها والده الذي لا يعلم حقيقتها.....فارتاح طلال بعض الشيء........
كان طلال قد دعى أصحابه لإمضاء السهرة في المزرعة.........ولم يتسنى له الوقت ليلغى الدعوة وأرجاء موضوع سلمـــى لوقت آخر.........
حضر أصحابه على الموعد وجلسوا سوياً يتسامرون......كان قد دعا راشد للحضور ......حاول راشد التملص من الدعوة ولكن طلال أصر عليه.........فرح طلال لرؤية راشد وجلسوا سوياً في قلب المجلس........كان راشد قد أحضر العود بناء على رغبه طلال وبدأ بالغناء.......كانت ليلة أنس.......استلذ بها الجميع........ كانوا قد خططوا إمضاء ليليتين في المزرعة........في آخر الليل أخذ راشد العود وذهب ليعيده إلى سيارته قبل أن يعود للمنزل كي ينام........وقف للحظة ثم غير وجهته وذهب للناحية الشرقية ووقف أمام منزل سلمــى...... تجاوز المنزل ثم نظر إلى خيمة أبو صقر عله يلمح ضوء النار.....تقدم بضعه أمتار ثم لمح الضوء وأحس برعشة في قلبه......... مشى دون تفكير حتى وصل الخيمة......... ووجد سلمـــى أمام الخيمة..........
راشد: سلمـــــى......
جفلت سلمـــى وكان في يدها كاس من الشاي فذرف على يدها......
راشد: آسف ما كان قصدي أفاجئك.......
سلمـــى: راشد!!!
راشد: أخبارك سلمـــى؟؟
سلمـــى: بخير عساك بخير.....إنت أخبارك؟؟
راشد: الحمد لله......
سلمـــى: وشفيك واقف؟؟ تعال اجلس.....
جلس راشد مقابلها.......
ابتسمت سلمـــى: عود عراقي.....
ابتسم راشد: وشلون عرفتي؟؟؟
سلمـــى: مميز......
راشد: صحيح......ما شفت أحسن منه......
سلمـــى: أخوي بدر هو اللي علمني على أنواعه........ كان مغرم فيه بشكل جنوني.......لين ما أعداني......
نظرت سلمـــى لعينيه مباشرة وقالت: ما توقعت أشوفك هنا بعد اللي حصل........
راشد: ولا أنا....... بس ما قدرت أجي هنا ولا أشوفك.........
سلمـــى في محاولة لتغيير الموضوع: من متى وانت تعزف؟؟
راشد: يووووووه....... من عمري ثمان سنين........كان عمي يحب يعزف العود وهو اللي علمني عليه......

يومها أصبحت رجلاً يدعى سالم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن