نظرت اليه بعيون متسعه ثم نظرت الى مابيدها من مأكولات ثم نظرت الى ماترتديه ثم نظرت اليه مره اخرى غير مصدقه ذلك الموقف الذى اوقعت نفسها فيه .. ففرت هاربه الى غرفتها فى الحال وهو يتتبعها بعينيه كاتما ضحكاته بصعوبه ..
بعد اكثر من نصف الساعه وقد جاوزت الساعه الثامنه تصاعدت طرقات خارج غرفه سوما والتى كانت تحاول ارتداء ملابسها بسرعه كى لا تتأخر على موعد عملها خاصه انها استغرقت الكثير من الوقت كى تستوعب ماحدث بالمطبخ وتفيق من حاله الخجل التى تلبثتها فور دخولها غرفتها ..
اجابته سوما بخجل وهى ترتدى حذائها مسرعه : ايوه
خالد مغادرا : حستناكى بره فى العربيه اجهزى بسرعه
سوما محاوله التملص منه : لا شكرا انا حاخد تاكسى
خالد بلامباله : اوك اللى يريحك بس احب اقولك ان الساعه عدت ٨ بااااى
وقف خالد خارجا يكتم ضحكته وهو يستمع الى تخبط صوتها وهى تقول : لا خلاص خلاص استنانى خمس دقايق بالظبط
لم يجيبها بل توجه الى سيارته ينتظرها وهو يتصفح هاتفه ليرى ذلك الاشعار بأنها قامت بالاعجاب بصورته ..
فتح تلك الصوره يتأملها لكونه اصغر فى ذلك الوقت فهى صورته منذ حوالى ثلاث سنوات عندما بدأ العمل فى الفندق ..قام بالرجوع الى الاشعارات مره اخرى ليرى وقت الاشعار .. اه انه فى ذلك الوقت الذى كان ينتظرها فيه بالخارج .. فهى لم تكن نائمه بل كانت تتصفح الصور الخاصه به !!
ابتسم بثقه وهو يغلق هاتفه عندا رآها تأتى على عجله وهى ترتدى معطفها بسرعه قبل دخولها السياره ثم جلست جواره بسرعه ايضا ..
انطلق على الفور دون ان يوجه لها كلمه وهى ايضا !! فقد كانت خجله من كل ما حدث.. ابتداءا باعجابها بصورته وانتهاءا برؤيته لها على ذلك النحو صباحا واضطرارها للذهاب معه للمره الثانيه ..كانت تقف وراء مكتب الريسيبشن فى تمام الثامنه والنصف بينما هو صعد الى مكتبه ليستمر فى رؤيتها من خلال كاميرات مراقبته الخاصه بالعاملين حتى ينتهى موعد دوامها ويراها تتجه الى الخارج ..ثم يتفقدها من خلال نافذته ليراها وهى تقف فى انتظار سياره اجره .. كم تمنى لو انه استطاع ايصالها لكنه لم يدرى مدى تجاوبها معه اذا فعل ذلك .. فماذا ستكون حُجته لذلك اذ بامكانها الحصول على سياره اجره من امام الفندق بمنتهى السهولة ..
يرى ذلك المدعو بيتر وهو يحاول ملاطفتها واستقلال سياره الاجره معها لكنها ترفض.. كم يسعده ذلك رغم قنوطه من جلوسهما سويا فى فتره الراحة لتناول الغذاء .. ووقوف ذلك البيتر لديها فى الريسيبشن على مقربه منها باستمرار .
بعد مغادرتها امسك هو هاتفه متفحصا الصور الخاصه بها فى حسابها .. فقد ارسل اليها طلبا للصداقه وسرعان ماقبلته حيث وجد بيتر صديقا مشتركا بينهما ..
حاول تجاوز الامر وعدم التفكير فيه وظل يتفحص صوره تلو الاخرى بابتسامه كبيره تعلو شفتيه خاصه عندما رأى صورتها وهى طفله .. يالبرائتها .. لازالت تحتفظ بنفس لون العيون التى اثرته من اول مره وتلك الابتسامه الساحره ..
حاول محادثتها للتأكد من وصولها الى المنزل ..اراد الاتصال بها لكنه لم يملك رقم هاتفها ..فارسل اليها رساله الكترونيه ولم ينتظر اجابتها فقد ظن انها سوف تتجاهله .. لكنها خالفت ظنه عندما اضاء هاتفه بصوت رساله منها هى ..
سوما : اه انا فى البيت
خالد بابتسامه ظهرت على وجهه رغما عنه وهو يطالع رسالتها : طيب تمام قلت يمكن متعرفيش توصفى للتاكسى
سوما : وانت عرفت منين انى ركبت تاكسى
اجابها خالد بعد فتره محاولا ايجاد رد مناسب : ابدا توقعت
سوما : اوك ..
بعد حوالى الساعه وصل خالد الى المنزل ليشتم رائحه ذلك الطعام الشهى مره اخرى يملأ اركان المنزل فتوجه الى المطبخ باشتياق ليجد تلك الوليمه الصغيره بانتظاره فيتناولها بنهم شديد بينما هى تراقبه من وراء باب غرفتها دونما يشعر فرحه باقباله على طعامها ..
بعدما انتهى من طعامه جلس فى غرفه المعيشه ينتظرها لكنها لا تجىء كالعاده ..فارسل لها رساله الكترونيه : شكرا على العشا
سوما : اتمنى يكون عجبك
خالد : جدااا
سوما : وشكرا ليك على الدونتس والقهوه
خالد : حاجه بسيطه
سوما : متعرفش بيفرقوا ازاى معايا فى يومى
خالد : ازاى
سوما : اقصد يعنى بيغيرولى مودى والقهوه بتفوقنى
خالد : ااااه طيب اتمنى نفطر يوم مع بعض او.. نتعشا سوا
سوما : تصبح على خير ..
اغلقت سوما الرسائل وهى تحتضن هاتفها بشوق وسعاده وذهبت لتنظر اليه من وراء باب غرفتها تراه وهو يضع يده اعلى راسه ممشطا شعيراته باصابعه ..
ولو التفت هو قليلا لكانت رأت وجهه المتزن بابتسامه عريضه وعينان تلمعان بسعاده وكأنه مراهقا يُحدث فتاه للمره الاولى ويتمنى مواعدتها ..
أنت تقرأ
ذات العيون السوداء
Romanceتصل سوما الى النمسا تحديدا فيينا قبل موعد الكريسماس لتبدأ حياه جديده .. عمل جديد منزل جديد ومن الممكن ان تعثر على حبها الذى لم تجده من قبل .. بالفعل حصلت على عملها الجديد ويالحظها لعثورها فى نفس اليوم على منزل جديد لتقطن به .. لكن شريكها فى السكن هو...