00:01

45 3 48
                                    

بَدأ الأمرُ في أوَّل يَومٍ مِنَ الأسبوع الثاني لي في المدرسة. كانَ الجَميعُ قَد حَصَلَ لِنَفسه على صديق. بَينَما كُنتُ أجلِسُ وَحدي ، في كُلّ فُسحة، كُلّ إستراحة غداء، ألتَزمُ بِدَور الطِفل الخَجول، حَتّى في البَيت.

كُنتُ أعيشُ مَعَ أُمي، فَمَعَ بَعض الرَشاوي و إستِخدامَها لِمَنصِب والِدِها ، إستَطاعَت أن " تُثبِتَ " إنَّ والِديَ غَيرُ كُفءٍ لِلعِنايةِ بي. لَم أفهَم الأمرَ وَقتَها ، لِمَ أبعَدوني عَن والِدي ، أو نُقصانُ إهتمامُ أُمي بي تِلكَ الفَترة.

قَبلَ بِضع أيام، بَعدَ أن بَدَأتُ المَدرسة ، زارَني والِدي لِأوَّل مَرَّةٍ مُنذُ سَنَةٍ أو إثنان تَقريباً. زيارةً لَم تَدُم إلّا ساعَتان. كُنتُ أصغَرَ وَأكثَرَ بَراءةً مِن أن أحقِدَ عَلَيهِ أو أُخاصِمَه، مَجيئُهُ حامِلاً الدُميةَ المَحشوّةَ ذاتُ اللَون الفَيروزي الغَريب مَعَ إبتِسامةٍ لَطيفة عَلى مَحياهُ كانَ كافياً.

كافياً، لِدَرَجة نِسياني لِكُل التَساؤلات أو اللَيالِ الَّتي نِمتُ دونَ سَماع صوت عزفِهِ عَلى البيانو الرَّمادي، أو سَردِهِ لي قِصَّةً يَسألُني بَعدَها عَن مَغزاها فَأُجيبُهُ بِالسؤال الَّذي طَرَح.

أخَذتُ تِلكَ الدُميةَ بِإبتسامةٍ واسِعة جَعَلَت خاصَّتَهُ كَذٰلِكَ أيضاً ، بَعدَ عِناقٍ طَويلٍ كَإنتِظاري قُدومَهُ. يَومَها أنزَلتُ السِتارة ، تَحَرَّرتُ مِن دَور الطِفل الخَجول ، وَإستَمتَعتُ بِكُلّ لَحظةٍ مَرَّت في تِلكَ الساعتان.

اليَومُ التالي في المَدرسة، وَقتَ إستِراحةِ الغَداء، تَسَلَّلَت لِأخذ الدُميةِ تِلكَ مِن خِزانَتي، وَ ذَهَبتُ إلى الحَديقة الخلفية لِلمَدرَسة.

هٰذا المَكان يَبدو مَهجوراً أغلَبيةَ الوَقت، كَما هوَ الآن. وَ لِهٰذا السَبَب أُفَضِّلُهُ كَمَكانٍ لِلَّعِب. سَمِعتُ صَوت خُطواتٍ بَينما كُنتُ ألعَب، لِذا ذَهَب لِأرى إذا ما كانَ أحَدهم قادِماً ، لٰكِنَّهُ لَم يَكُن غَيرَ أحد المُنَظِّفينَ مُتَوجِّهاً لِخارِجٍ مَعَ سَجائِرِه.

بَعدَ التأكُّد مِن خُلُوِّ المَكان عُدت لِحَيثُ كُنت، لٰكِن لَم أجِد الدُمية ، بَحَثتُ في كُلّ بُقعةٍ عَنها، لٰكِن لَم أجِدها..

إنقضى بَقيَّةَ يَومي سَريعاً ، أو رُبَّما أحسَستُ هٰكَذا بِسَبَب تفكيري بِصَديقي الضائِع طوالَ الوَقت.
لَيلاً، كُنتُ عَلى فِراشي أنتَظِرُ النَومَ لِيَزورَني، حَتّى سَمِعتُ صَوتاً يأتي مِن يَميني، " ألَن تَنام؟ " ، وَظانّاً إنَّها أُمّي ، أجَبت بِـ"بَلى" دونَ أن ألتَفِت. " حَسَناً "، أجابَ لِألحَظَ إنَّ الصَوتَ لِفَتى ، ما يَعني إنَّهُ بِالتأكيدُ لَيسَ أُمّي..
مَالَّذي أتَحَدَّثُ عَنه؟ والِدَتي لا تَمُرُّ بُجانِبِ الغُرفةِ حَتّى ، فَكَيفَ ظَنَنتُها تَدخُلُ وَتَتَحَدَّث؟

أدَرتُ رأسي بِبُطئٍ وَمَلامِحَ فَزِعة، وَأخرَجتُ صَرخةً أوقَفَتها يَدُ ذو الشَعرِ المَصبوغ الَّذي يَجلِسُ بِجانبي مُترَبِّعاً..

' إذاً تَقولُ إنَّ طَيفَ جاكوب قَد ظَهَرتَ أثَرَ  وِحدَتِكْ؟ '
'

كَم مَرّةً عَلَي أن أقولَ لَكَ إنَّهُ لَمَ يَكُن طَيفاً؟ '

' حَسَناً ، هوَ لَيسَ كَذٰلِك ، هَل يُمكِنُكَ أن تُجيبَ ألآن؟ أ-كانَ بِسَبَب الوحدة، أو هُنالِكَ أمرٌ آخَر؟ '

' كُنتُ أتَمَنّى أن أُجيب ، لٰكِن جَلسَتُنا تَنتَهي هُنا ، رُبَّما في وَقتٍ آخَر.. '

يُتبَع...

رأيكم؟

توقعاتكم؟

نصائحكم؟

منشن لشخص رجاءاً :)~♥

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 02, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خَيالي ؟ || ? Imaginaryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن