وانقلب السحر على الساحر!

176 28 128
                                    

تناثرت تلك الحبات المتلألئة في الفراغ تسبح هائمةً هنا وهناك، لا طريق محدد لها ولا مكان، سوى أنها تتوزع بين عدة كواكب أو في أماكن متفرقة حولها، مع هالةٍ زرقاء متوهجةٍ تُحيط ما حولها من لمعانٍ أبيض جميل، إنه شعاعٌ برّاق ينبعث من مصدرٍ أكثر لمعانًا منعكسًا عليها ومُضيئًا ظلمة المكان، تبدو كأنها كريستالاتٌ منيرة، بخليطٍ جميلٍ متوهج من اللونين الأزرق والأبيض، اختلاطٌ متضادٌ من الألوان، الحزن والبرود بالنقاء والأمل، وما كان مشتركًا بينهما هو صفة الهدوء ورونقه الجميل النابع منهما.

هدوء! وفي كتابنا هذا؟ بالطبع ليس هذا المُراد من كتابٍ حمل معنى الثورات!

إلا أنه خليطٌ شابه خليط قلوبكم الصافية، ووارى خلف هدوئه مقاصد ثورتنا المعكوسة، كما تواري النسائم الخفيفة عاصفة يومٍ ثقيلٍ قادم.

تلك الحبات لم تكن إلا نجوم مجرتنا، درب التبانة.
ولكن ألم يحتوي فضاؤنا غيرها؟

ماذا عن تلك الكواكب التي تدور في حلقاتٍ حول نجمنا الكبير؟ ذات ألوانٍ مختلفة ومميزة، وكلٌ منها حمل في طيّاته رمزًا معينًا.

كما حمل كوكب بلوتو رمزه الخاص به، الغموض!

وعلى ذاك الكوكب البني الصغير، وقفت تلك الفتاة رفيقة الغموض في الفريق تراقب الأجواء رافعةً رأسها للسماء، وإذا بها تنطق بكلماتٍ دارت في خلدها على الفور: «يُقال أنّ الشخصيّة عاشقة السماء تتّسم بالفضول والفكر المنفتح، وكذا الحكمة.
فهل منكم من يحب التّحديق نحو السماء؟»

أجيبوا! إنها تسألكم يا رفاق.

وأثناء وقوف أتيكا تتأمل السماء وتنتظر إجاباتكم، قدمت إيڤوليت تقف بالقرب منها وشاركتها النظر في السماء، وقد دارت في خاطرها أفكارٌ مختلفة خرجت من فورها على لسانها دون أن تشعر حتى أو تعزم على النطق بها: «تلك النجوم تشبه الأحلام بعيدة المدى، لكنها ليست مستحيلةً حقًا، فما هو حلمك الذي لا تستطيع تحقيقه؟ ولماذا؟»

بعد أن أنهت حديثها نظرت لذاتها بتعجب، وقد كانت أتيكا تنظر لها بذات الطريقة، أهي تحدثت دون إرادتها حقًا؟ وكذلك أتيكا؟

بعيدًا عن ذلك، ألم تلحظوا أنهن واقفات على سطح كوكب بلوتو؟ أهناك جاذبية كبيرة على كوكب غير الأرض ونحن لا ندري؟

فكروا في إجابة هذا السؤال، والأهم أجيبوا على أسئلة أتيكا وإيڤوليت.

في منطقة أخرى من الكوكب، تواجدت أشجار متوسطة الحجم بنية اللون، أرأيتم أشجارًا بنية من قبل؟ أم أن العجائب لا تحدث إلا في بلوتو؟

بغض النظر عن ذلك، فأسفل تلك الأشجار جلستا لورلي وميغيل تقرآن معًا في كتابٍ واحد، يتضمن قصة هتلر وأحداث الحرب العالمية الأولى، وأثناء القراءة تحدثت لورلي معلقةً نظراتها على الكتاب وكأنها منومةٌ مغناطيسيًا فلا ترى غيره: «ما رأيكم بشخصية هتلر، هل ترونه كشخصٍ سفاح أم ذو عزيمة وإرادة أم كليهما معًا؟ هل ترون بأن الكلمات حقًا هي ما منحته مكانته؟»

ثورة استفهاميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن