هكذا اصبحت متنمرا قصة قصيرة كاملة 😊
هكذا اصبحت متنمرا
بقلم /
م/ ياسمين الحسينيالمدير : ايه يابني الي حصلك انت مكنتش كدا لو كان في حاجة كنت تعالى قولي انما توصل بيك الجرأة انك تعمل كدا والدتك زمنها جاية و الي انت عملته دا عقابه شديد ..
بتسألوني ايه الي وصلني لكدا الدليل في ايديكوا اهو ولسه بتسألوني …. طيب هقولكوا انا بقيت كدا اذاي ….. مهو كل حاجة وليها بداية …. وتعالى بقا لنقطة البداية الي فيها كل حاجة اتحولت و الطفل البرئ الي بتسألوني عنه انا موته بإيدي…… كل دا كان يوم ما صحيت من النوم على صوت امي و هو بيسمع في العمارة كلها والناس بتخبط على الباب افتحي يا أم كريم …… افتحي يابنت الناس …. افتحي يا مدام ايناس….. يا كريم افتح يابني …. الحقيقة كريم مفتحش ولا حتى انا و طبعا مش امي لانها كانت مش قادرة ترد قلبها كان واجعها اوي جريت على الاوضة الي فيها امي بتصوت و الي شوفته خلاني مقدرشي امسك نفسي انا كمان من العياط كنت حاسس ان قلبي هيوقف و امي شوفتها ساعتها كانت اصلا ميتة …. عمركم شوفتم جثة بتصرخ …. اهي امي كانت كدا….جثة بتصرخ …… كريم مات ….. قطع شرايينه …. والدم كان مغرق الارض و عينه كانت مفتوحه و وشه ابيض …. ابيض اووي …. انا مكنتش صغير اوي اني افهم الي حصل ...الموس الي كان مرمي جنبه و جسمه المتلج الي مرمي على الارض الناس كسرت الباب و دخلت ….. معلش …. حقهم …. اصل كنا لوحدنا …. ابويا مات من ست سنين كان عمري وقتها سنتين …. معرفتش اب غير كريم …. كريم الي قطع شرايينه ….عدى سنة على موته و السنة دي غيرتني اوي … وغيرت ماما كمان احنا مكناش كدا …. ماما كانت دايما بتضحك و دايما الدنيا معاها حلوة بالرغم ان موت بابا اثر فيها اوي يمكن علشان كنت صغير محستشي بحاجة … يمكن كان دا الي خلا كريم يعمل الي عمله … يمكن يكون الجزء دا اثر فيه …. الرسالة الي كان كريم كاتبها كانت واضحة و قصيرة …. كانت بتقول …( اسف يا ماما مش قادر اكمل ) . …. كريم كان تعبان … عمر ما حد حس بتعبه ولا حتى انا ...كان اخويا و ابويا و صاحبي …. كنت استحمل علشاني …. استسلمت بدري ليه …. مفكرتش فيا ممكن يحصلي ايه … مفكرتش في ماما يا كريم …. كنت زي المجنون … كنت اول مرة احس ان ابويا مات …. كان لازم اعرف السبب فضلت اسأل ماما و معرفتش منها …. هي كمان طلعت متعرفشي … ماما كانت شاغلة نفسها طول اليوم … كريم كان معاه حق لما كان بيزعل منها انها مش معانا … دايما يقولها
كريم : احنا مش محتاجين كل دا … صحيح بابا مات بس سايب لينا الي يخلينا مستريحين … بيت و فلوس ليه بقا تعبك الزيادة عن اللزوم … ليه شغلانتين في اليوم …احنا مش بنلحق نشوفك
ايناس : انا بعمل كل دا علشانكوا .. علشان متحسوش ان ناقصكم اي حاجة
كريم : لا يا ماما انتي عارفة كويس ان احنا مش محتاجين فلوس احنا محتاجينك انتي …
ايناس : ……
دايما ماما مكنتش بتقدر ترد على كريم كريم كان فاهم حاجة انا مكنتش فاهمها ساعتها مع ان كريم مش كبير كان عنده ١٣ سنة بس كنت حاسس انه عاقل و كبير … مهو انا الصغير
… كنت بزعل اوي منه لما الاقي ماما اتأثرت او زعلت من كلامه …. اتاري هو الي المفروض ازعل عليه كنت افضل اعمل اي حاجة و اغلوش على الموضوع مكنتش بقدر اشوفهم بيتخانقوا … كنت بعيط من غير سبب واعمل نفسي وقعت علشان افض خناقتهم حتى قبل ما تبدأ…. في اخر ايامه كان بطل يكلم حد لا ماما ولا انا ….كنت افضل ازن عليه علشان يلعب معايا و كان بيزهق مني بس عمره ما قالي لأ .. لو كان جرب يحكيلي يمكن كنا نعرف نلاقي حل انا عارف اني صغير بس يمكن كنت قولتله اي فكرة ….يمكن كنت قولتله اني محتاجة و انه يستحمل علشاني … علشان هو واحشني اوي دلوقتي ….
بعد ما عدى على موت كريم كام شهر و بعد ما الناس بطلت تيجي و تعزي ماما بقت طول الوقت ساكتة مش زي ما كنت متعود عليها … مبقتشي تقريبا عرفها ...بتعمل كل حاجة من غير نفس فطار و غدا و عشا من غير نفس … في الوقت دا كنت وصلت لمرحلة اني كرهت كريم ….كرهت ضعفه و استسلامه …… كرهته علشان الي عمله فيا و عمله في ماما مكنتش فاهم و لما كنت بسألها ايه السبب … ليه كريم عمل كدا ...كانت يتبصلي و هي حيرانة … كانت بتلوم نفسها طول الوقت و في نفس الوقت هي مش عارفة قصرت في ايه … بس انا فاكر كريم دايما كان يقولها احنا محتاجينك … بس مكنتش عارف يقصد ايه ...لانه كان معايا و بيساعدني فكان بيغنيني عن اي حد تاني … هو كان محتاجها زي ما انا كنت محتاجه ….. و رجعت المدرسة … موت كريم طبعا كان مأثر عليا و سمعت ايامها كلام كتير من زمايلي و زمايله ...خلاني ساعتها اتحول …..
.........
لما رجعت المدرسة زمايلي بس الي يعرفوني اوي هم الي قالولي البقاء لله … بقيت المدرسة كانت عادي كأن مفيش اي حاجة حصل .. الدنيا ماشية … ميعرفوش ان حياتي انا و امي ادمرت …. زمايل كريم فيهم اصلا الي مكنش سمع عنه … كريم طلع كان منطوي لدرجة تخليه ميتشفش … مكنش ليه اصحاب ولا كان بتاع مشاكل كان في حاله … كان بيحاول بكل الطرق يبعد عيون الناس عنه ….. خصوصا في اخر ايامه حتى لو حد حاول يقرب منه كان بيسيبه و يمشي …. كان في حاجة غريبة .. مش دا كريم الي انا عارفه ...الي كان دايما بيضحك و بيهزر و بيحب يصاحب اي حد حتى الناس الكبار...لدرجة ان ماما كانت بتفضل تقوله بطل يا كريم انت هتطمع اي حد فيك دا انت ممكن تتخطف كدا … حاولت اعصر ذاكرتي يمكن افتكر امتى ابتدى يعزل نفسه و ينعزل و يبقا انطوائي بالشكل دا … امتى اخر مرة كريم هزر او ضحك معانا و كان على طبيعته كانت من مدة طويلة من زيادة عن سنتين .. اول ما كريم دخل المرحلة الإعدادية … هي دي الي حولته … ابتديت اتنصت على الطلبة بتوع اعدادي يمكن اعرف كان ايه الي بيحصله … و سمعت يومها من واحد فيهم كان شايف نفسه اوي و مغرور و كان بيقول بكل ثقة : الغابة ميعشي فيها غير الاسود هتبقى ارنب هتتاكل اهو كريم دا كان ارنب مستحملش كان عيل طري اختار الطريق السهل و موت نفسه اهو ريحنا منه … ساعتها مقدرتش استحمل الكلمة جريت … جريت جامد اوي ووروحت على البيت و دخلت لقيت ماما قاعدة رجعت بدري او حتى مرحتش الشغل مش عارف كانت بنفس لبس الصبح البيتي مغيرتهوش و قاعدة في نفس المكان الي كانت فيه الصبح .
احمد : …. ماما ….ماما ….