رواية حصنك الغائب
بقلم دفنا عمر
الفصل الثالث
-----------إذا قرّرت يوماً أن تترك حبيباً فلا تترك له جرحاً، فمن أعطانا قلباً لا يستحقّ أبداً منّا أن نقذفه بسهماً أو نترك له ندبة ألم تشقيه أبد الدهر.
.---------------
فاض بها الكيل ولم تعد تريد مواصلة علاقة لن تجني منها سعادتها فطرحت بلقيس أفكارها لوالدتها بقوة:"يا ماما افهميني، أنا مش قادرة اكمل معاه"
نظرت دُرة لابنتها مذهولة مما تقوله:
إنتي اتجننتي يا بلقيس؟ فجأة كده تقرير قرار زي ده؟ وبعدين ده وقته. الولد عندنا، وانا شايفاه بيحاول يراضيكي بكل الطرق. يزيد راجل تتمناه اي واحدة، بلاش تكوني غبية وتضيعيه من إيدك عشان كلام فارغ!هتفت مبررة: حاولت يا ماما اقرب واحس بيه مش قادرة، يزيد مافيهوش أي حاجة عجباني ولا شداني صحيح محترم وبيحبني زي ما قلتي، بس ماهو طبيعي يحبني، في ميت سبب يخليني فتاة احلامه، زي ما انا حلم شباب كتير وانتي عارفة..!
أشارت بتحذير: إياكي يابنتي والغرور، لأنه فيه هلاكك! جمالك مش دايم يا بلقيس، و يزيد أصيل وبيحبك بكل حالاتك، ولو الزمن مال بيكي هتلاقي راجل حقيقي يسندك في زمن مبقاش فيه زيه كتير!
واستطردت ببعض اللين: اسمعيني يا بلقيس، أنا وابوكي مش قصدنا ابدا نفرضه عليكي.. لكن احنا شايفين اللي انتي مش شايفاه.. احنا بنهديكي هدية، أدي لنفسك فرصة حبيبتي وحاولي تبصي جواه، صدقيني لو شيلتي غمامة المظاهر الخداعة من على عينك هتشوفي فارس شهم قلبه يتاقل بالدهب!أبى عنادها أن يستجيب، وقرارها صار حتمي:
_ ماما لو سمحتي، ماتحاوليش تقنعيني.. وأكيد مش كل اللي حوالية زي ما بتقولي كده.. وكأن مافيش راجل في الدنيا زي يزيد..أنا من حقي أرتبط بحد يطابق خيالي ويزيد بعيد أوي يا أمي عن اللي بتمناه، أنا حاولت عشانكم، بس أكبر غلط أستمر بالإحساس ده.. وأكيد ومش هتجوز مجاملة!
وواصلت تبريرها: من مصلحتنا ننتهي على كده، يزيد مش مناسب ليا يا أمي، مظهره ولبسه بيعصبني! رغم إنه مش فقير لكن مابيحاولش ابدا يكون أحسن! أنا بقيت اسمع تريقة البنات بوداني اما بيشوفوه يجي ياخدني من الجامعة.. من حقي اتباهى بخطيبي.. خصوصا إني......... !
" أخرسي"
نهرتها بقسوة، ثم رمقتها بعتاب:
_ المظاهر سهل نغيريها في أي شخص خصوصا لو مالكين قلبه، لكن عيوب الطبع والروح هي اللي مستحيل حد يغيرها.. ويمكن هو انتظر إنك تبادري عشان يحس إنك بتتحركي ناحيته وبتبذلي مجهود، وهو كان هيستجيب ليكي لأنه بيحبك وكان هيفرح باهتمامك، بس انتي اعتبرتيها حجة ومبرر يخلصك في الوقت المناسب!
اخجلها تعريها أمام والدتها، هي بالفعل أرادت أن تدخر من سوء هندمته حجة دامغة تدعم قرارها لوالديها، ورغم هذا لن تتراجع.. يزيد لا يليق بها گفارس أحلامها.. ولا ترى في قرارها عيبًا أو قسوة، بل الوضوح أكرم في تلك الحالة.. والزمن سيثبت لهم وجهة نظرها.. هتفت أخيرًا لتنهي هذا الجدال:
أنت تقرأ
رواية حصنَك الغائب بقلم دفنا عمر "الجزء الاول"
Misteri / Thrillerبلقيس فتاة مدللة وحيدة أبويها أيقونة من الجمال والقوة معا ستتعرض لبلاء عظيم وتنقلب حياتها رأسا علي عقب. ماذا سيحدث وكيف ستنجو؟ تابعوا ملحمة متنوعة ودراما تشمل الغموض والانتقام والرومانسية والكوميديا جميعهم في رواية حصنك الغائب!