هكذا هي الحروب .. البشر يقتلون بعضهم البعض
في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..يقول حميد قاسم :
حين انتهت الحرب العراقية - الايرانية، وتوقف إطلاق النار، عمّت الافراحُ والليالي الملاحُ البلادَ والجبهات ..
في مدن البلدين ..
ويتذكر الجنود .. جنود تلك السنوات، أن المتقاتلين لحد قبل أيام (من العراقيين والايرانيين) بدأوا بتبادل الزيارات في المواقع المتقدمة، وخلالها تبادلوا السكائر والمنتوجات "الوطنية" والاحاديث بوساطة جنود عرب من الأحواز، ولأسابيع كانوا ينصبون شبكة ملفقة ليلعبوا الكرة الطائرة وكرة القدم، من أين جاءوا بالكرات ؟ الله أعلم ..
كنا نتبادل النظرات بدهشة في البداية، كما لو كان الطرفان يكتشفان كائنات غير طبيعية قدمت من كوكب آخر، أهؤلاء من كنا نسمع صراخهم وشتائمهم بالفارسية ويسمعون صراخنا وسبابنا بالعربية ؟المهم .. في الراقم 684 رأيت ايرانيين كنا نتبادل واياهم حمم المدفعية والهاونات لسنوات وربما قتل بعضهم أصدقائي ولربما قتل أصحابٌ لي أصدقاءهم، في تلك الأيام بعد لعبة كرةٍ طائرة في الأرض الحرام القريبة من جبل "سي سر" دخنت في أحد المواضع سيكارة "بهمن" أخرجها أحدهم من حقيبته المشققة، رداً على سيگارة "سومر" ..
لحظتها لمحت كتاباً عن لوركا بالفارسية يندس إلى جنب كتاب آخر هو إحدى روايات كازنتزاكي، ولكم أن تتخيلوا مشاعري لحظتها، هذا الشاب الذي هو "عدوي" أمضى 8 سنوات، يتربص بي لقتلي مثلما أتربص به لقتله، فيما كنا نقرأ الكتاب نفسه طيلة تلك السنوات !.
أنت تقرأ
أقتباسات ✓
Randomاقتباسات الجزء الثاني حلمك ليس له تاريخ انتهاء .... خذ نفسا عميقا و حاول مجددا Started : 1 9 2019 Ended : 1 11 2019 118 الف قراءة 17 3 2021 #1 عزلة